صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


الاستزراع السمكي بشرق بورسعيد.. الأضخــم في تاريــخ مـصــر

بوابة أخبار اليوم

السبت، 23 يناير 2021 - 12:16 ص

 

كتب - السيد رزق

منذ مايقرب من 7 سنوات، وتحديداً بعد أن تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي زمام الأمور، وجدت محافظة بورسعيد نفسها أمام طوفان هائل من التطوير شمل العديد من المجالات، كان من أهمهما حقل ظهر الذي شارك في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي في البلاد، وكوبري النصر العائم الذي يربط بين بورسعيد وبورفؤاد المقام علي المجري الملاحي لقناة السويس. ويعتبر مشروع الاستزراع السمكي، واحداً من المشروعات الضخمة التى شهدتها المحافظة، بهدف القضاء على الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك وتحقيق الاكتفاء الذاتي وعدم اللجوء إلى الاستيراد.. كل تلك المشروعات تسببت في إحداث نقلة نوعية في تنمية وتعمير منطقة القناة وسيناء.


«الاخبار المسائي» تنفرد بالوقوف على آخر تطورات مشروع الاستزراع السمكى بشرق بورسعيد الذي يقام على مساحة 19 ألفاً و351 فداناً تقريباً لإنتاج الأسماك بأنواعها المختلفة (دنيس ولوت وبوري وبربوني..الخ ) لتوفير البروتين بديلاً عن البروتين الحيواني في ظل ارتفاع أسعار الماشية.


مشروعات الاستزراع السمكي بمنطقة شرق بورسعيد يشتمل على 5906 أحواض موزعة كالآتي؛ المزرعة «أ» 3521 حوض استزراع سمكي على مساحة 9500 فدان، والمزرعة «ب» 1810 أحواض على مساحة 4898 فداناً، والمزرعة «ج» 575 حوضٍا على مساحة 1592 فداناً.


ويشمل الموقف التنفيذي للمرحلة الأولى على مساحة 14 ألفًا و398 مترًا مربعًا، بإجمالي 5331 حوضًا، كما تم البدء في تنفيذ مشروع المزارع السمكية في منطقة الديبة غرب بورسعيد على مساحة 203 أفدنة من خلال مرحلتين المرحلة الأولي 107 فدادين بإجمالي 60 حوضًا وتم تنفيذها بنسبة 100%، ويتم حاليّا تنفيذ المرحلة الثانية على مساحة 96 فدانًا بإجمالي 12 حوضًا، ووصلت نسبة التنفيذ بها 70% ومن المخطط الانتهاء منها قبل نهاية شهر مايو المقبل.


كما يضم المشروع 4000 حوض استزراع سمك بحري ومفرخ لإنتاج 160 مليون زريعة سمكية و500 مليون يرقة جمبري سنويًا، كما يشمل المشروع حضانة لتجهيز 160 مليون إصبعية من الأسماك و300 مليون يرقة جمبري سنويًا، ومصنع أعلاف لإنتاج 150 ألف طن علف سنويًا، ومصنع فرز وتصنيع وتعبئة وتغليف الأسماك.


ويضم المشروع منطقة إدارية وسكنية وإعاشة للعاملين بالمشروع، ووحدة بيطرية ومعامل تحاليل وأبحاث، مركز تدريب للعاملين بالمشروع، ومخازن للأعلاف والمعدات والمهام، بمنظومة مراقبة إلكترونية.. وعن المكون الثاني في المشروع فيشمل «الترعة الرئيسية والفرعية»، وتستخدم الترعة الرئيسية لتغذية 331 حوض استزراع سمكي بالمياه العذبة، كما يبلغ إجمالي الأطوال للترعة الرئيسية 39.7 كيلومتر، وإجمالي أطوال الترعة الفرعية 200 كيلومتر.

 

وأكد اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد أن الرئيس يدفع بعجلة التنمية بمنطقتى القناة وسيناء، حيث قام بالعديد من المشروعات التى أحدثت نقلة نوعية للمحافظة، لافتاً إلى أنه قام بعقد عدة اجتماعات مع  مدير عام الثروة السمكية ببورسعيد ، وذلك لمناقشة عدد من ملفات قطاع الثروة السمكية ببورسعيد  وبحث أوجه تنمية مشروعاتها فى إطار الطفرة التى تشهدها بورسعيد.


وناقش المحافظ سبل تعزيز التعاون بين المحافظة والهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية بما يسهم فى الارتقاء بمشروعات الثروة السمكية تماشيًا مع جميع التطورات الحالية فى مختلف القطاعات. كما استعرض آخر المستجدات فى أعمال التطوير الجارية بمشروعات الثروة السمكية بالمحافظة فى إطار خطة المحافظة لتنمية عدد من المشروعات فى مجال الثروة السمكية وعلى رأسها مشروع تطوير بحيرة المنزلة، وتحقيق أعلى استفادة بما يحقق النفع للمواطن. وكذا مشروع الاستزراع السمكي بشرق بورسعيد، مؤكداً تقديم جميع الدعم لقطاع الثروة السمكية لتحقيق أعلى مستوى من التنمية فى هذا المجال.


ويقول المهندس ثابت السويفي وكيل أول وزارة ورئيس الإدارة المركزية لمنطقة وسط الدلتا بالهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، إن الاهتمام بالثروة السمكية يعد أولوية أولى للحكومة المصرية، مشيراً الى أن سيناء ومنطقة القناة تحتلان موقعاٍ استراتيجياً يجعلهما مؤهلتين لتكونا بوابة مصر نحو مستقبل مشرق بما يشجع عملية التنمية والاستثمار فيهما، لافتاٍ إلى أن سيناء كانت في الماضي مقبرة للغزاة أصبحت اليوم بوابة مصر ومستقبلها الاقتصادي الجيد بما دفع القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي بالعمل على تنمية أراضي سيناء وتوفير جميع الخدمات لها.


وأوضح أن هيئة الثروة السمكية هيئة خدمية اقتصادية تعمل على زيادة الدخل القومي من هذا المنتج البروتيني وزيادة الأسماك، ولذا  قامت الدولة ممثلة في جميع أجهزة الجمهورية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي في تلك الفترة باهتمام كبير للقطاع الكبير سواء بإنشاء الاستزراع السمكي أو المفرخات من الصناعية الخاصة بالأسماك في شرق بورسعيد والبحيرة لتنمية القطاع السمكي، مشيراٍ إلى أن ذلك يتم بالتنسيق بين الثروة السمكية والهيئة الهندسية للقوات المسلحة للحفاظ على الثروة السمكية منذ عام 2017، وبدأ ذلك بالاهتمام الكبير الملحوظ لهذا القطاع المهم وتنمية البحيرات المصرية وأخص بالذكر  البحيرات الشمالية ممثلة في بحيرة المنزلة وبحيرة البرلس وادكو وجميع البحيرات داخل الجمهورية بإزالة التعديات الواقعة على البحيرة من أحواش وجسور ومنشآت مقامة بالفعل والتعديات الواقعة عليها والقضاء على ذلك تماماً وبأعمال التطهير والتكريك، مضيفاً أنه تمت زيادة مساحة بحيرة المنزلة بإزالة التعديات من عليها من 120 الف فدان تقريبا الي 235 ألف فدان تقريباً، كما  تم عمل قنوات شعاعية من البحر المتوسط للبحيرة بطول 3 أمتار تقريباً، وعمق 5 أمتار تقريباً لتسمح بدخول مياه البحر المتوسط وما بها من خيرات وأسماك زريعة طبيعية مثل العائلة البورية والدنيس والقاروص واللوت والكابوريا، وذلك لمضاعفة الإنتاج السمكي من البحيرات جميعاً والحرص ومنع الصيد الجائر والتعديات على الاستزراع السمكي.


وأوضح أن مساحة الأحواض المخصصة للاستزراع السمكى بشرق بورسعيد تبلغ نحو 19 و351 ألف فدان تقريبًا مخصصة للاستزراع السمكي تحت إشراف جهاز الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، لافتٍا إلى أن العمل على قدم وساق ما بين القوات المسلحة والهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية  وتنفيذي الثلاث محافظات  بورسعيد والدقهلية ودمياط، ورئيس الثروة السمكية.


وأكد الدكتور صلاح الدين مصيلحي علي رئيس الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، أن من أهم اهدافنا الاستراتيجية تنمية الإنتاج السمكي بالقيام بالعديد من المشروعات القومية الكبري ودخول التكنولوجيا الحديثة ودفع عجلة المشروعات القومية واستخدام الأقفاص البحرية من خلال الاستفادة من المسطحات البحرية خاصة سواحل البحرين الأحمر والمتوسط، وكذا تطوير مصانع الأعلاف لتنمية الثروة السمكية وإنشاء مفرخات بحرية في بورسعيد والإسماعيلية وخصوصاً بالاستفادة من المياه المالحة للوصول إلى إنتاج نحو  3 ملايين طن من الأسماك بحلول عام 2030 المقبل.


بائعو الأسماك
«الاخبار السائى» التقت بالبائعين لرصد فرحتهم بالمشروع الجديد، حيث قال محسن فؤاد بائع أسماك، إن مشروعات الاستزراع السمكي في شرق بورسعيد ستؤدي إلي توفير الأسماك بانواعها المختلفة ومن المنتظر أن تكون في متناول الجميع ونقوم ببيع الشبار الأبيض بـ 25 جنيهاٍ والبوري الصغير منه بـ50 جنيهاً للكيلو جرام و70 جنيهاً للبور والحنشان  150 جنيهاً، مشيراً إلى أن المشروع يمنع الاستيراد ويفتح آفاقاً جديدة بالاضافة إلى توفير فرص عمل للشباب.


وأضاف نهاد على بائع أسماك أن إنتاج الأسماك بكثرة سوف يوفرها خاصة أسماك البحر مثل الوقار والدنيس والبربوني ولن تزيد أسماك السهيلي عن سعرها ما بين 100 و120 جنيهاً للكيلو جرام، مشيرًا إلى أن هناك إقبالاٍ شديداً على أسماك البحر المتوسط لطعمها اللذيذ ونظافتها وبعدها عن التلوث عن أي نوع آخر من الأسماك. 


وقال السيد أبو الصفا صياد أسماك داخل بحيرة المنزلة: أستيقظ من الفجر وألقى بشباكي في بحيرة المنزلة وأبذل مجهوداٍ كبيراً حتى يتم التقاط الأسماك في الشباك عن طريق الصيد الحر، وتكون سعادتي كبيرة عندما أجد أن الشباك عُلق بها أسماك، خاصة سمك (البوري أو الشبار الأخضر أو الشبار الأبيض)،  أما أسماك البحر المتوسط فلها وضع آخر خاصة أنها تكون غالية الثمن مقارنة بالشبار والقراميط  بالبحيرة، وأحرص هذه الفترة على بذل كل ما أملك من طاقة على الصيد، خاصة في فترة توفير سلة الغذاء التي ننتظرها بشغف كل عام لتحقيق أكبر قدر ممكن من خلال بيع تلك الأسماك لتجار الأسماك.

 

أساتذة الجامعة
أكدت الدكتورة فاديكار فاضل مدكور رئيس قسم علوم البحار بكلية العلوم جامعة بورسعيد، أن الاستزراع السمكي بشرق بورسعيد مشروع قومي ينمي الثروة السمكية خاصة أن الأسماك لها مواسم تبويض وتفريخ ونحن حاليًا ما بين فصلي الخريف والشتاء وهو التوقيت المحدد لتفريخ الأسماك وبعض أنواع أسماك منها  البربوني، ويحرص الصيادون على صيد تلك الأسماك.. وبعضهم يقوم بالصيد بشباك صغيرة جداً أو مايسمى الجرف بالمخالفة للقوانين التي تمنع صيد الأسماك الصغيرة وتركها حتى تكبر لتحقيق الاستفادة منها.


وأضافت أن صيد الجرف ضار بالثروة السمكية ولابد من ترك فترة زمنية حتى يحدث تفريخ وتكاثر الأسماك وتحقيق عائد اقتصادي كبير، كما طالبت الصيادين بيقظة الضمير وزيادة الوعى بعدم صيد الجرف بشباك صغيرة حتى لا يتم الإضرار بالثروة السمكية.


وأشارت إلى أن هناك دراسات علمية عديدة تحث على عدم الإضرار بالثروة السمكية من خلال ترك فترات زمنية لتقوم بالتفريخ وتمنع تمامٍا صيد الكنسة أو صيد الزريعة التي تتسبب في القضاء على الأسماك الصغيرة.


من جانبه أوضح الدكتور مجدى البنا عميد كلية العلوم جامعة بورسعيد، أن مشروع الاستزراع السمكي بشرق بورسعيد يمثل نقلة نوعية للاستفادة بالمسطحات المائية في تلك الفترة المهمة لتنمية الثروة السمكية من خلال الاستزراع السمكي بشرق بورسعيد وتفريخ الأسماك العديدة من أسماك البوري والوقار والدنيس والوقار التي يترقبها الجميع خاصة أن بورسعيد لها ميزة لوفرة الأسماك لاتساع المسطحات المائية، خاصة أنها تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط وبها جزء من المجرى الملاحي لقناة السويس وبحيرة المنزلة التي أنفقت عليها الدولة الملايين من أجل أعمال التكريك لتسمح بدخول مياه البحر المتوسط إليها للقضاء على التلوث الذي كان يسببه مصرف بحر البقر.


وأضاف أن تكريك البحيرة أدى إلى تطهيرها ودخول مياه المتوسط وما يستدعيه من دخول أنواع مختلفة من أسماك القاروس والبوري والدنيس والوقار، لتعود لسابق عهدها في توفير الأسماك كمصدر للبروتين الغذائي بديلاٍ عن البروتين الحيواني في ظل ارتفاع أسعار اللحوم.


وأكد أيمن محمد إبراهيم رئيس جامعة بورسعيد أن جامعة بورسعيد تقدم جميع الاستشارات الفنية والتخصصية في البيئة والخاصة بالمشروعات القومية المحيطة بها والجامعة لها دور بارز  في إقامة العديد من البرامج سواء الاستشارية أو التوعوية بالمشروعات القومية، مضيفاً أن الجامعة تدعم المشروعات القومية خاصة الاستزراع السمكي في شرق بورسعيد من خلال فعاليات كلية العلوم والقسم المتخصص فيها لعلوم البحار، والاستزراع تقوم بدورها في هذه الأمور، وقد تم عقد ندوات بهذا الشأن وأبحاث ودراسات علمية.


وأوضح أن الجامعة لها دور واضح وظاهر لبورسعيد خاصة المشروعات المقامة في  منطقة شرق بورسعيد مثل إنشاء الأرصفة وجميع المشروعات التي تعد المنطقة لجعلها واعدة، خاصة المشروعات القومية نظرًا لأنها محاطة بالمجري الملاحي لقناة السويس والبحار والمثال على ذلك نتائج مثل دول شرق بورسعيد ناصية العالم العملاقة بينها وبين أوروبا وشرق آسيا واعدة لها أمثلة الخليج العربي وشرق الأقصى وهونج كونج القادمة، خاصة دبي مثل منطقة جبل علي بدولة الإمارات العربية المتحدة .. مؤكدًا أنها تجذب أنظار العالم الان.
 

اقرأ أيضًا| مستشار رئيس الجمهورية: مصر قطعت شوطًا كبيرًا في التحول الرقمي
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة