يسرى الفخرانى
يسرى الفخرانى


فنجان قهوة

ويدفع الأطفال الثمن!

أخبار اليوم

السبت، 23 يناير 2021 - 12:18 ص

بقلم/ يسرى الفخرانى

تقريبا هناك ٣٠ حالة طلاق تحدث كل ساعة فى بيوتنا المصرية!، نصفهم تقريبا من صغار السن )تحت ٣٥ سنة( ونصفهم أيضا لم يمر على عمر زواجهم أكثر من ثلاث سنوات أو أقل.. يوقعون وثيقة الطلاق ويتركون خلف قرارهم الأخير من ثلاثين إلى أربعين طفلا لا يعرفون مصيرهم الغامض.. كل عام يقترب الرقم من نصف المليون طفل وطفلة يعيشون تحت سقف لا يوجد فيه أحد الأبوين أو كلاهما! نصف مليون طفل شهود على قصص حزينة فى صراع الانتقام الدائم بين مطلقين ومطلقات!

 

فى غياب الأصول والتقاليد التى كانت جزءا من تربية الأبناء زمان.. أصبحت حروب مابعد الطلاق متوقعة بدون أى قانون أخلاقى يحمى الأطفال. بدون أى حكمة أو تفكير يبعد الأطفال الأبرياء عن ميدان المعركة. . أطفال يدفعون الثمن من أيامهم الحلوة ومطالبهم المشروعة فى حياة مستقرة وسعادة منتظمة، أطفال يتصدرون المشهد فى المحاكم لكى تأخذ السيدة حقها فى النفقة والرجل حقه فى الرؤية!

 

القوانين المكتوبة وحدها ليست هى الحل، قوانين البيوت هى العدل، قوانين الرحمة والتسامح والتفكير والهدنة والتفاهم والأخلاق والأصول.. متى نتأكد أن خمسة آلاف رجل وامرأة يتزوجون كل يوم )٢٥٠٠ حالة زواج يوميا تقريبا( أنهم مؤهلون للزواج؟ يملكون أقل حد من الفهم والمعرفة والتربية والتحدى الذى يجعلهم يواجهون مشاكل بيوتهم معا ويمرون مرور الكرام عليها.. ليس عيبا أن تكون هناك مراكز تأهيل لكل اثنين يفكران فى الارتباط، يتعلم فيها الشباب مالم تستطع العائلات تقديمه لهم، مراكز بديلة عن بيوت كثيرة لم تعد تملك نصائح مخلصة ودروس تعطيها للأبناء.. ماذا يعرف الشباب عن الزواج ومسئولية الزواج ومهام كل زوج وزوجة ومعنى أن يكونا تحت ضغوط الحياة ودورهم فى تربية أطفال هم كنزهم الحقيقى.. قصص الأطفال الصغار على الحزن وعلى الحروب بين الأب والأم بعد الطلاق.. تدمى القلب وتخيف.

 

ماذا تتوقع من أطفال هذه حياتهم؟ ماذا تتوقع من أطفال يذهبون للشهادة فى المحاكم؟ ماذا تتوقع من أطفال يتحملون الرصاصات المتبادلة بين الآباء؟ كيف تتوقع منهم أن يمنحوا السعادة وقد سرقت منهم؟ يحملون قلوب البراءة وقد حطمت فى صدورهم؟ لابد أن يسأل الآباء أولادهم قبل الارتباط: هل أنت مستعد لهذه المسئولية العظيمة؟ هل تفهمها هل تعرفها؟ وألا يضغط الآباء على كل زوجين بالانجاب السريع بعد الزواج، على الأقل لكى ننقذ طفلا من مصير مجهول إذا حدث طلاق فى السنة الأولى أو الثانية؟ )١٢٠ ألف حالة طلاق تحدث فى أول عامين للزواج كل سنة(!

 

المشكلة أننا جميعا نعرف المشكلة ومصدرها وخطورتها وآثارها وحصادها، ولم نتحرك كما يناسب حجمها. كلنا نتكلم عنها كأننا نشاهد فيلما فى السهرة.. دون أن ندرك أن الثمن انفجار وليس سهرة سعيدة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة