آمال المغربى
آمال المغربى


عين على الحدث

اسنان لومومبا

آمال المغربي

السبت، 23 يناير 2021 - 06:20 م

تمر هذا الشهر ستون عاما على ما أسماها الباحث البلجيكى لودو دى ويت "جريمة القرن العشرين" وهى جريمة إغتيال الزعيم الكونغولى باتريس لومومبا رئيس وزراء الكونغو الاسبق.. لأن إغتياله كان تذكيراً وتحذيراً من القوى الإستعمارية التى خرجت الدول الأفارقة عن طوعها بأن ما منحته إياهم كان استقلالاً سياسياً صورياً وأنها لن تسمح بالمساس بمصالحها الاقتصادية مهما كان الثمن فقد كانت بلجيكا تستعمر ثلاث دول إفريقية، فى الفترة من 1901 إلى 1962 "رواندا وبوروندى والكونغو"، وكانت تتقاسم الكونغو مع فرنسا، وكانت الكونغو من أكبر المناطق كثافةً سُكّانية وثراءً فى أفريقيا فى ذلك الوقت ولا تزال الكونغو الديمقراطية "الجزء الذى كانت تحتله بلجيكا" تعانى من الحروب التى تشعلها الشركات الأجنبية، من أجل السيطرة على ثرواتها من المعادن مثل الماس والكوبالت والذهب والبلاتين، وتبذل الشركات الاوربية والامريكية كل ما فى وسعها، للسيطرة على هذه المعادن.

بعد الحرب العالمية الثانية ظهرت بالكونغو حركات مطالِبة بالإستقلال، وتزايدت هذه الاحتجاجات عامى 1958 و1959، وتأسست حركات وطنية، منها حزب "الحركة الوطنية الكونغولية"، الذى دعا لتأسيس دولة مستقلة عن القوى الإستعمارية، وفى نهاية 1959، ووافقت بلجيكا على استقلال الكونغو، وحصل حزب الحركة الوطنية على أغلبية المقاعد، خلال الإنتخابات التى أشرفت عليها بلجيكا، ليصبح "لومومبا" رئيسًا للحكومة، لفترة لا تزيد عن عشرة أسابيع طالب خلالها بأن تكون ثروات الكونغو ملكاً ولصالح رفاهية شعبه..حيث تم اعتقاله بمساعدة مسؤولين كونغوليين وتم تسليمه للشرطة البلجيكية التى قامت بقتله وتقطيع وإحراق جسده بحمض الكبريت حيث احتفظ ضابط بلجيكى بأحد اسنانه كذكرى لعملية الاغتيال.

على مدى عقدين من الزمن شغلت السياسيين والقضاء فى بلجيكا قصة بقايا جسد لومومبا بعد أن أصدر عالم الاجتماع لودو دى فيت كتابا بعنوان "موت لومومبا"، تحدث فيه عن تورط بلجيكا فى اغتياله والتنكيل بجسده، وتمكنت لجنة تحقيق من كشف الحقيقة واضطرت بلجيكا عام 2002 لتقديم اعتذار للكونغو والاعتراف "بالمسؤولية الاخلاقية" لا الجنائية، عن ما اقترفه الاستعمار البلجيكى فى الكونغو من جرائم منها مقتل ما لا يقل عن عشرة ملايين كونغولى نتيجة نظام السخرة فى مناجم الذهب والماس الان تأمل عائلة لومومبا والشعب الكونغولى باستعادة إحدى أسنان المناضل الأفريقى المناهض للاستعماروالتى تم الاحتفاظ بها فى بروكسل، حيث كشفت قصة "أسنان" لومومبا، الطريقة البشعة التى اغتالت بها بلجيكا الرجل وفى انتظار ان تستجيب بلجيكا لهذا الطلب ليتم تنظيم مراسم تكريم وطنية فى 30 يونيو القادم فى الذكرى 61 لاستقلال الكونغو، لتكريم لومومبا بطل التحرر من الاستعمار البلجيكى، الذى يعتبره الكونغوليون "رمزا وطنيا" لمواجهة الاستعمار.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة