چو بايدن
چو بايدن


«التفاهمات الهادئة» تفرض نفسها على تل أبيب أمام بايدن

محمد نعيم

السبت، 23 يناير 2021 - 11:45 م

"لا تصطدموا بإدارة بايدن الجديدة فى الملف الإيرانى"، اختزلت تلك العبارة وصايا السفير الأمريكى لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، موضحًا ضرورة التريُّث والهدوء فى التعاطى مع الرئيس الأمريكى الجديد وإدارته. وتقاطعت الوصايا ذاتها مع تقديرات إسرائيلية مناقضة، اعتبرت عام 2021 مختلفًا عن 2015، الذى جرى خلاله توقيع الاتفاق النووى مع إيران؛ وإزاء ذلك، من غير المستبعد أن يواجه بايدن عدة عراقيل على مسار العودة للاتفاق، كما أنه، بموجب التقديرات ذاتها، لن يعمل على تصعيد فى سوريا، تفاديًا لصدام مع روسيا.                                         

رغم وجاهة التقديرات، فإنها احتلت مركزًا متأخرًا قياسًا بوصايا فريدمان، الذى يدرك أكثر من غيره طبيعة الأروقة السياسية فى بلاده، وكان من الطبيعى أن تضعها إسرائيل فى الاعتبار− على الأقل− عند استشرافها آليات تعاطى الإدارة الجديدة مع كافة القضايا، وليس الملف الإيرانى فقط. 

وبعيدًا عن بواكير رسائل تطمين واشنطن بايدن، عمَّمت إسرائيل وصية فريدمان، وجنحت إلى المناورة على "جواد التفاهمات الهادئة" مع الرئيس الجديد، لامتصاص ثورة إدارته. ورغمًا عنها، تكتفى إسرائيل حاليًا، بحسب الكاتب إيتمار أييخنر، برسالة واحدة للإدارة الجديدة: "تحدثوا معنا أولًا، ولا تفاجئونا بأية قرارات. فى النهاية نعلم جيدًا أولوياتكم، وينبغى أن تعلموا أولوياتنا أيضًا، وإذا كانت هناك فجوات، فيمكن تقريب وجهات النظر حولها. إذا كنتم ترفضون قراراتنا أحادية الجانب، فأطلعونا على نواياكم".

ربما تجسد الرسالة تحسُّب إسرائيل إزاء نوايا بايدن؛ لكنّ مُعدّيها يعلمون أيضًا أن بايدن لم يأت لمنصبه بخلفية أوباما، فهو الرجل الذى يعتبر إسرائيل حليفًا مهمًا، وكنزًا لبلاده. ووفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، يحب بايدن إسرائيل جدًا، وجميع مساعديه موالون لها، لكنهم فى المقابل قريبون أيضًا من الفلسطينيين؛ ولعل ذلك هو ما حدا بمصدر إسرائيلى مسئول إلى مضاهاة بايدن وفريقه بحركة "السلام الآن"؛ وبعبارة أخرى: الإدارة الأمريكية الجديدة صهيونية، لكنها يسارية أيضًا.

وترى تقديرات إسرائيل أنه فى الوقت الذى يتمتع البيت الأبيض بأغلبية لدى جناحى الكونجرس (النواب والشيوخ)، فحتمًا ستواجه حكومة اليمين الإسرائيلى مشكلة كبيرة معها، ما يضطرها للبحث عن آلية للتناغم مع إدارة ديمقراطية.

ولا تتجاهل التقديرات انعدام رضا أعضاء الإدارة الأمريكية الجديدة والكونجرس عن نتانياهو، فإدارة بايدن التى تخرَّجت معظم كوادرها فى إدارة أوباما، لم تنس تعاملات نتانياهو مع أوباما، وخطابه المناوئ للأخير فى الكونجرس عام 2015، وكذلك علاقته الحميمة مع ترامب.

وفى وضع يسيطر فيه الديمقراطيون على كامل واشنطن، لن يستطيع نتانياهو إعادة خلق الحيَل لتحقيق المكاسب. الأكثر من ذلك، أنه وسفيره المنتهية ولايته لدى واشنطن رون دلمار، أهملا التواصل مع الديمقراطيين خلال السنوات الماضية؛ فضلًا عن أنه حينما يكون الكونجرس تحت السيطرة الديمقراطية، تتقلَّص فى المقابل مناورة اللوبى اليهودى الموالى لإسرائيل (إيپاك)، وتعود إلى خط البداية الضعيف مقارنة بالماضى.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة