صورة أرشفية
صورة أرشفية


عيد الشرطة| ملحمة الإسماعيلية التاريخية في مواجهة الاحتلال البريطاني.. فيديو 

أحمد عبدالوهاب

السبت، 23 يناير 2021 - 11:46 م

«لو فضلنا نحارب بعض 50 سنة انتوا اللي هتمشوا».. بنبرة قوية تصاحبها نظرات تحمل في طياتها العزيمة والإصرار والثبات، رد النقيب مصطفى رفعت الضابط المسئول عن قسم شرطة البساتين في محافظة الإسماعيلية، إبان فترة الاحتلال البريطاني عام 1952. 

لم يهتز الضابط الشجاع، من كلمات قائد جنود الاحتلال، الذي طالبه بإخلاء القسم من «العساكر»، ونزع العلم من أعلى مبنى قسم الشرطة، ومغادرة المدينة إلى القاهرة.. لم يرضخ الضابط البطل مصطفى رفعت، لتهديدات الجنرال البريطاني، وطالبه هو وجنود الاحتلال بمغادرة البلاد.

هجم الإنجليز بالدبابات، وإطلاق القذائف هز جدران المنازل، وعاش الأهالي لحظات رعب وهلع.. حتى جاءت مكالمة هاتفية من فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية آنذاك، لليوزباشي مصطفى رفعت، دارت تفصيلها كما يلي :

سراج الدين : إيه الموقف عندك يا حضرة اليوزباشي؟ 

الضابط : إحنا محاصرين يا فندم ، ومقسمين قواتنا بين المستوصف والمحافظة.. 800 فرد يا فندم بالتسليح المعتاد. 

سراج الدين : القوات الإنجليزية عددهم أد إيه؟ 

اليوزباشي : 7 آلاف ضابط ومجند يا فندم، ومعاهم دبابات ومدافع وأسلحة ثقيلة. 

سراج الدين : بلغ رجالتك الصمود وحماية المكان.. إحنا مش ساكتين. 

اليوزباشي : تمام يا فندم.. إحنا مش هننسيب موقعنا غير جثث هامدة. 

سراج الدين : مصطفى متنساش، انت مش بس مسئول عن أرواح زمايلك.. انت مسئول عن أرواح أهالي الإسماعيلية كلهم. 

اليوزباشي : مرحبا تمام يا فندم. 

وشهدت مدينة الإسماعيلية، أعظم ملحمة تاريخية فى نضالها، ضد الاحتلال الانجليزي، من رجال البوليس والفدائيين، لتحرير تراب الوطن من الإنجليز أمام جيش بريطانيا العظمى، التى لا تغرب عنها الشمس المسلحة، بأحدث الأسلحة وقوات مدربة، على أرقى مستوى تدريب فى القتال والمناورات التكتيكية، مما جعل المعركة بينهم محسومة، قبل أن تبدأ ولكن رجال البوليس، أثبتوا العزيمة والشجاعة والكفاح، بإيمانهم القوى بالله ووطنهم.

 

وأثبت أبطال الشرطة، أنهم أمام قوات محتلة يدافعون عن الشرف والكرامة بشجاعة متواصلة، برغم الدمار والحرائق والخراب، فى كل مكان التى أحاطتهم من كل جانب وعشرات من الشهداء والجرح. 

ظل أبطال الشرطة، صامدون بشجاعة في مواقعهم، يقاومون ببنادقهم العتيق، أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية، حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم في المعركة 50 شهيدًا و80 جريحًا. 

ولم يستطع الجنرال الإنجليزي «أكسهام» أن يخفي إعجابه بشجاعة المصريين، وأدى لهم التحية العسكرية تقديرا لشجاعتهم. 

اقرأ أيضا| بالأسماء.. تشكيل لجنة الزراعة والري بمجلس النواب


الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة