مد ناصر فرغل
مد ناصر فرغل


كلام محوّج

"يناير".. صاحبة فضل

الأخبار

الأحد، 24 يناير 2021 - 05:57 م

 

بقلم/ محمد ناصر فرغل

لا توجد لحظة واحدة ممتعة فى الكتابة عن الثورة؛ هذا صحيح. فالمتعة الحقيقية شعرت بها فى ميدان التحرير، وسط الناس، بين أسرتى وأصدقائى وجيرانى. حب الوطن والانتماء كانا يتدفقان فى الشريان مع هتاف أسمعه من زميل مدرسة أو أستاذى بالجامعة.

رددنا الهتافات فى التحرير وسمعتها شعوب العالم فى بيوتهم. نقلنا التحضر والسلمية عبر فيسبوك وتويتر، فى وقت كانت فيه (السوشيال ميديا) هى الإعلام البديل. قررنا جميعًا − دون أن نتفق على ذلك − إظهار صورة مصر "نظيفة القلب" لكل شاب وطفل وعجوز مصرى خارج الميدان. قررنا أن نكون − فقط − مصريين؛ ندفع عنها الخراب بطريق مشروع وهو (الثورة).

نعم؛ كان بين الثوار متآمرون، ومنتفعون، وأصحاب أچندات خارجية، ودومًا كان يلفظهم الميدان خارجه. وحتى مع وجودهم، لم يسلط أي من هؤلاء أحد رموز نظام الرئيس مبارك ليملأ مصر ظلمًا وخرابًا كتزوير انتخابات ٢٠١٠ (سقطة النظام الأخيرة)، ثم حرض شباب الوطن بالخروج ثائرًا عليه فى ميادين مصر كافة − لا التحرير فقط!

ثورة يناير أكبر وأكثر قدسية من أن يحركها "مندس". ثورة اصطف فيها أبناء الشعب سواسية − دون تمييز عنصرى أو تصنيف فئوى − تُحركنا نفس "الآمال" لدفع ما نفيض به من "الآلام".

كانت − ومازالت وستظل − الثقة بين الشعب والجيش سدا منيعا أمام كل متآمر تحطمت عليه مخططاته الدنيئة. سمعنا البيان الأول فى الميدان يعلن "مشروعية مطالب الجماهير" ويؤكد "انحياز الجيش للشعب". وتوالت بيانات المجلس العسكرى للقوات المسلحة يؤكد الانحياز ووحدة الصف وتلاحم الجيش مع الشعب.

نجح "الإخوان" فى سرقة الثورة، وخلال عام واحد فقط عاد الجمهور ليؤكد كلمته بإقصاء كل مخرب عن حكمها فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣.

يناير صاحبة فضل على الجميع؛ دفعت الظلم عن مصر، ومنحت الوعى للجمهور، وأكدت أن الكلمة الأخيرة فى (الاختيار) هى للشعب.

"حفظ الله مصر".

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة