جميل چورچ
جميل چورچ


رؤية شخصية

«الكورونا» تسبب فى زيادة استهلاك المخدرات!

د.جميل جورجي

الأحد، 24 يناير 2021 - 06:53 م

فى أوقات الأزمات والأوبئة تنشط العصابات والجريمة المنظمة والجماعات الارهابية التى تخطط للتحرك فى محاولة لاستغلال انشغال الأجهزة الامنية فى الكشف وضبط الجرائم المعتادة.. وبينما أصاب الفيروس اللعين "كورونا" نحو ٩٢ مليون شخص وأودى بحياة ٢ مليون إنسان من الأهل والأحباب واختطف الموت ٢٧٦ من خيرة اطبائنا الشبان، وحاصر كل شعوب العالم ليعيشوا الرعب الحقيقي ولازالوا بعد أن تمحور وأخذ اشكالاً وسلالات جديدة، وعادت شركات الدواء العالمية لتدخل فى سباق للتواصل لعلاج فعال.

وبينما يعيش العالم ازمة صحية غير مسبوقة.. وكسادا اقتصاديا وبطالة ضخمة تحرك اصحاب الضمائر الميتة لغش الدواء والاجهزة الطبية وحتى الاطعمة، ونشطت تجارة المخدرات وعمليات التهريب وتُسقط أجهزة الأمن المصرية عشرات الأطنان من مخدر الحشيش بمختلف انواعه، والاقراص المخدرة وضبطت خلال ٢٤ ساعة ١٠٢ قضية!!

وفى مواجهة الأزمة العالمية اعلنت الأمم المتحدة تقريرها السنوى عن عام ٢٠٢٠ ومن خلال آخر صفحاته كشف عن المفاجأة وهى زيادة معدلات تجارة وتعاطى المخدرات وتداولها بنسبة ٣٠٪، لتسجل الأرقام اصابه ٣٥ مليونا من المتعاطين باضطرابات عقلية، وأرجعت المنظمة العالمية السبب فى ارتفاع اعداد الضحايا إلى الغش وانخفاض درجة النقاء فى المخدرات، وارتفاع معدلات البطالة، وإقبال العاطلين على زراعتها وتهريبها من اجل كسب المال.

وتقول الدكتورة غادة والى المديرة التنفيذية لمكتب المخدرات المعنى بالجريمة للأمم المتحدة ان ازمة كوفيد ١٩ "كورونا" والانكماش الاقتصادى يهددان بمضاعفة مخاطر انتشار المخدرات، خاصة عندما تكون الانظمة الصحية والاجتماعية على حافة الهاوية، ومن هنا يتعين على الدول الكبرى تقديم الدعم للدول الضعيفة.

ونتيجة لتداعيات الوباء لجأ المتاجرون الى طرق واساليب جديدة فى التهريب عبر الشبكة المظلمة، والشحنات عبر البريد، واخفاء المخدرات فى وسط السلع فى الموانىء بكميات ضخمة، ومع استخدام الاساليب التكنولوجية المتطورة تم الكشف عن سقوط الكثير من الشبكات.

وتحت وطأة الضغوط الاقتصادية قامت الحكومات بخفض ميزانياتها المخصصة لعلاج المدمنين، مما انعكس اثره ايضاً على ارتفاع معدلات الجرائم وتضيف الدكتورة غادة والى قائلة إن الاحصاءات كشفت ان عدد الذين يتعاطون المخدرات فى الدول المتقدمة يزيد عن الذين يتعاطونها فى البلاد النامية.. كما جاءت فئات المجتمع الأكثر ثراء هى الأعلى فى تعاطى واستهلاك المخدرات وان الفئات الأكثر فقراً وهشاشة اجتماعياً واقتصادياً هى الأكثر عرضة للاصابة بالاضطرابات النفسية والعقلية بسبب الإدمان.

ويؤكد التقرير الدولى لعام ٢٠٢٠ ان واحداً من كل ثمانية اشخاص يتلقون العلاج من الإدمان، ويبلغ عددهم ٣٥ مليون شخص.

وتظل المعادلة الصعبة امام الحكومة تحقيق التوازن بين الحفاظ على صحة المواطنين وتحقيق التنمية.. اما الاسرة فعليها الرعاية الحقيقية لابنائها وحمايتهم من اصدقاء السوء.

كل التهنئة للشرطة فى عيدها والرحمة لشهدائها الذين ضحوا بحياتهم من أجل توفير الأمن والأمان لنا. 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة