كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الخيار الآمن

كرم جبر

الأحد، 24 يناير 2021 - 08:28 م

 

الوعى يخلص الانسان من خرافات التطرف، بخطاب دينى يحترم العقول والفكر المستنير المستمد من صحيح الإسلام، وينشر الوسطية والمحبة والتراحم والتسامح.

أهم أسلحة الوعى رفض محاولات تغييب العقول، وتنقيتها من تيارات الجهل والتركيز على الجانب الأخلاقي، الذى يحفز فى الناس معانى الإنسانية.

لسنا أمة تعيش فى كهوف الماضي، فتستمد خطابها من ظلمات التطرف وويلات العنف والقسوة والتجهم، ولكن الوصول بالخطاب الدينى المستنير الذى يقدس جمال الحياة، هو الخيار الآمن لمكافحة التطرف.

حب بلا دليل

بعض الناس عندما يتحدثون عن حب مصر أتحسس مسدسي، فأى مصر تلك التى يحبونها؟ وماذا يفعلون فيها أكثر ممن يكرهونها؟ وهل أصبح الحب فى هذا الزمن مرادفاً لإعلاء المصالح الشخصية؟

هل من يحب مصر، لا يبحث فيها إلا عن الفتن والشائعات ويُعرض هدوءها للتوتر الدائم، ويعمل بأقصى طاقته على سريان عدوى اليأس والإحباط؟

الذى يحب مصر لا يتاجر بالسياسة أو الدين أو الشعارات البراقة، والحب الكاذب لا ينعكس على الناس، وإنما ذلك لا حب ولا يحزنون، والحمد لله أن جهاز كشف الكذب لا يفضح أسرار البشر، وإلا حدثت ورطة كبيرة.

سمات الشخصية المصرية

كانت مزيجاً من البطولات والقيم النبيلة، من عظمة الفراعنة وعناق المسيحية والإسلام على ضفاف النيل، فأفرزت قيماً عظيمة تحت ظلال التسامح والمودة والرحمة والانسجام.

وإذا تساءلنا: فين المصرى بتاع زمان؟

سنجده، ولكن تاهت سماته الأصيلة فى الصخب والضجيج، فلا يظهر على السطح سوى بعض الزبد الذى يشوه معالم إنسانية راقية، سمتها الأصيلة هى الأخلاق المستمدة من مخزون الحضارات.

أعتقد أن البحث فى سمات الشخصية المصرية والغوص فى أعماقها واستخراج مكنوناتها الأصيلة، عمل كبير يستحق الاهتمام به.

مصر التى "يحفظها الله" هى القوة الناعمة، المكونة من مزيج الثقافات والحضارات على مر التاريخ، فأثمرت فنوناً وآداباً ورقياً يشع نوره على دول وشعوب المنطقة، وسط ضجيج التكفير وصليل السيوف وقرع الدفوف.

لم ينجحوا فى وأد استنارة طه حسين والعقاد، ولا أن يستبدلوا وطنية الشيخ المراغى وانفتاح محمد عبده، بخيانات القرضاوى ووجدى غنيم.. ولم تستطع "أم أيمن" أن تمحو ذكرى "هدى شعراوي"، وفشلوا فى إسكات صرخة أم كلثوم وهى تشدو "أنا إن قدر الإله مماتى لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي"، وعلا صوت عبد الوهاب يغازل معشوقته مصر "ليه بس ناح البلبل ليه، فكرنى بالوطن الغالي".

"لو" تفتح عمل الشيطان، والحمد لله أن أنقذنا الله من الشيطان.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة