محمد سعد
محمد سعد


أمنية

عيد الرجال

محمد سعد

الأحد، 24 يناير 2021 - 08:42 م

10 سنوات بالتمام والكمال، على انفجار ثورة الشباب فى 25 يناير التى تتزامن مع العيد الـ69 للشرطة، دعونا نعود للوراء 10 سنوات وتحديدا مع بزوغ صباح الثلاثاء 25 يناير2011 الذى أطل على مصر بفجر جديد لم تره من قبل، أشعته بيضاء تلوح للشعب بأمل طال انتظاره ليتحقق معها شعاع امل وهواء نقى زالت عنه الشوائب العالقة، فتنفس الشعب الصعداء بعد 30 عاما.

أصر الشعب أن يشرق صباح يوم جديد بضياء ونضارة وكانت إرادة الله فى علاه أن أوحى إلى المصريين بتلك الثورة، لا يطالبون برغد العيش وعلياء الدنيا بل طالبوا ساستهم وحكامهم ومن تربعوا على عرش السلطة توفير الحياة الكريمة لهم ولقمة العيش.

محا الله آية الليل المظلمة وجعل آية النهار مبصرة ليبتغي الشعب فضلا من الله لمستقبل حميد، ومنذ ذلك الضياء وما تكبده المواطنون من ألم وحسرة وقهر، توجهوا إلى الميادين مسالمين مطالبين "عيش حرية عدالة اجتماعية" ضد من ارتكبوا وقائع الفساد وعميت قلبوهم وانطفأت مشاعرهم.

لكن تأتي الرياح بما لا تشتهى السفن سريعا ما امتطى الثورة جماعة الاخوان الارهابية، ووجهوا الدفة تجاه اطماعهم، وسرقوا حلم الشباب واخذوا يشعلون فتيل الازمات الواحدة تلو الاخرى، حتى وصلوا الى حكم ام الدنيا وليتهم ما صنعوا، وبمجرد تصدرهم المشهد ضاعت كل الاهداف النبيلة التى خرج من اجلها الناس ونادى بها الشباب.

وخلال عام حكمهم دأبت الجماعة على تمكين رجالاتها فى كل القطاعات وروعت الامنين فى ديارهم وكل ذلك تحت مزاعم حماية مكتسبات الثورة، ومن حين الى اخر كانت الارهابية تسلط اتباعها وحلفاءها لاثارة البلبلة فى ارجاء مصر لترهيب الشعب وتخويفهم، حتى قرر المصريون الخلاص من حكم المرشد، وساندهم الرجال من جنود مصر البواسل فى الجيش والشرطة وربما دفعوا ثمن تلك المساندة بنفس راضية حتى الان.

فرغم مرور 8 سنوات على زوال حكم الجماعة الا ان الرجال حتى وقتنا هذا لا يدرى أحدهم عودته مرة أخرى إلى أحضان أهله وبنيه، يغادرون بيوتهم مودعين دون وداع فربما يكتب القدر عليهم مرارة الرحيل وربما يكتبهم من الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، يؤمنون بالقضاء والقدر لا يهربون مما كتب على جباههم، يواجهون بالرضا والتضحية غدر من يتربصون بالوطن.

كتب عليهم الجهاد فى سبيل الوطن، يصنعون الخير للوطن فيأمن على استقراره ويزرعون الخير فى الناس أناء الليل وأطراف النهار حتى يعيشوا فى دار أمن وسلام، ويتحملون ما تنوء به الجبال ويكابدون قسوة الآلام، حتى يستقر وجدان كل مواطن فتنام جفونه مستقرة آمنة على عرضه وماله، يعلمون يقينا أن هناك من يتربص بهم فى ظلمات الليل برصاص غادر لكنهم عاهدوا الوطن ان يقتحموا سراديب الظلام ويشقون الطريق حتى يهتدوا بنور الحق ويطاردوا خفافيش الجهل ويطهروا الوطن من دنس من أرادوا بأهله سوء.

تحية لرجال الشرطة فى عيدهم لمن يقومون على حماية الوطن والمواطن لمن ينشرون الأمن والأمان فتنام الجفون مستقرة، تحية لكل شهيد مات برصاص الغدر فى الظلام، مات وهو من الأحياء عند ربه يرزقه الخير ليكتب البقاء للآخرين، اختاروا الرحيل عن رضا وقناعة بأن الوطن باق ولابد أن يعيش.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة