جمال حسين
جمال حسين


من الأعماق 

25 يناير.. معركة الكبرياء الوطنى للشرطة

جمال حسين

الأحد، 24 يناير 2021 - 11:24 م

 

يصدق فيهم وصف القرآن الكريم فى الآية الكريمة "رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ فمِنْهُم من قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم من يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تبديلا"..

ويُجسِّد حالهم قول الحبيب المصطفى محمد، صلى الله عليه وسلم، فى الحديث الشريف: "عينان لا تمسهما النار: عينٌ بكت من خشية الله، وعينٌ باتت تحرس فى سبيل الله"..

إنهم رجال الشرطة، الذين تحتفل مصر بعيدهم التاسع والستين؛ تخليدًا لمعركة الكبرياء الوطنى لابطال الشرطة بالإسماعيليَّة عام 1952 ضد جحافل الاحتلال البريطاني .. ملحمة البطولة والفداء لرجال سطَّروا أسماءهم بأحرفٍ من نورٍ وروت دماءهم الذكية ديوان مبنى محافظة الاسماعيلية بعد ان سقط منهم 50 شهيدًا و80 جريحًا باسلحة الاحتلال الإنجليزي بعد أن رفضوا تسليم سلاحهم، وإخلاء مبنى المحافظة للاحتلال الإنجليزى، رد ضابط الشرطة الشاب البطل مصطفى رفعت على قائد قوات الاحتلال "إكسهام" عندما طالبه بانسحاب قوات الشرطة المصرية من مبنى المحافظة قائلا  :أنت الذى يجب أن ترحل من بلادنا وإذا أردتم المبنى، فلن تدخلوه إلا ونحن جثثًا" وبدأت قوات الشرطة فى مواجهة قوات الاحتلال، على الرغم من عدم التكافؤ الواضح فى التسليح حتى نفذت ذخيرتهم.

وبعد انتهاء المعركة فوجئ اليوزباشى مصطفى رفعت بالجنرال ماتيوس، قائد قوات الاحتلال البريطانى فى منطقة القناة، يُؤدِّى له التحيَّة العسكريَّة، رغم الفارق الكبير فى الرتبة والمنصب، وقال له: اديتم واجبكم واكثر  ودافعتم عن مبنى المحافظة ببطولةٍ لم تحدث من قبل، وأظهرتم مهارةً غير عاديةٍ؛ باستخدام البنادق في مواجهة دباباتنا وأسلحتنا المتعدِّدة، والان لا مفر من وقف المعركة بشرفٍ، فوافق اليوزباشى مصطفى رفعت، شريطة ألا يرفع ابطال الشرطة أيديهم على رؤوسهم وإن يخرجوا بشكلٍ عسكرىٍّ يليق بهم، فوافق الجنرال ماتيوس على تلك الشروط، وخرجت قوات الشرطة بشكلٍ يليق ببطولاتها وتضحياتها.

معركة الإسماعيليَّة هى فصل من فصول النضال الوطنى المصري، الذى تأجَّج إثر إلغاء معاهدة‏ 1936‏، التى فُرضت على مصر، وقد  كان صمود أبطال الشرطة واستبسالهم ضد الإنجليز مقدمةً لأحداثٍ جُسامٍ وقعت بعد ذلك، وغيَّرت مجرى تاريخ مصر، رجال الشرطة بذلوا  كل غالٍ ونفيسٍ من أجل أن يحيا هذا الوطن كريمُا أبيًّا مرفوع الرأس.. رفضوا الاستسلام، وآثروا المقاومة والاستشهاد بشرفٍ وبسالةٍ، ضاربين المثل لمَنْ يأتى بعدهم من أجيالٍ بأن مصر  تستحق كل التضحية وكل الفداء.

رجال الشرطة ضحُّوا بأرواحهم وهم يخوضون إلى جوار أشقائهم من أبطال القوات المسلحة، معارك شرسة ضد الإرهاب استمرت سنوات طويلة -وما زالت -، دفاعًا عن أمن واستقرار مصر، وضربوا أروع الأمثلة فى الدفاع عن الوطن بعزيمةٍ لاتلين أو تنكسر، وحقَّقوا نجاحات كبيرة فى القضاء على الإرهاب، الذى يلفظ الآن أنفاسه الأخيرة؛ لتصبح التجربة المصريَّة فى مكافحة الإرهاب، التجربة الرائدة والمُلهمة لكثيرٍ من دول العالم، التى تنكوى الآن بنار الإرهاب بعد أن كانت تأوى الجماعات الإرهابيَّة، رغم التحذيرات المصريَّة من خطورة ذلك.

رجال الشرطة يُواصلون أداءهم لرسالتهم السامية بتوفير الأمن والأمان للمواطنين فى كافة ربوع البلاد فى عيد الشرطة الذي نحتفل به اليوم اجد لزامٌا علينا أن نُهنِّئ أبطالها، العيون الساهرة على تحقيق الأمن والأمان.. تحية حب واعزاز وتقدير  لرجال وزارة الداخلية من الضباط والامناء والمندوبين والجنود والعاملين المدنيين ..تحية اجلال وتقدير لوزير الداخلية المحترم اللواء محمود توفيق رجل الامن المحترف الذى حقَّق ويُحقِّق نجاحات أمنية كبيرة شهد بها القاصي والداني جعلت الارهاب يلفظ انفاسه الاخيرة كما نجح في تطوير وتحديث منشات الشرطة لتواكب متطلبات الشرطة العصرية.. كل عام والشرطة المصريَّة بخير.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة