الرئيس السيسي و رئيس الوزراء ووزير الشباب والرياضة في حفل الافتتاح
الرئيس السيسي و رئيس الوزراء ووزير الشباب والرياضة في حفل الافتتاح


مصر فازت بكل شيء في «المونديال الاستثنائى».. ودول طلبت استنساخ التنظيم

ياسر عبدالعزيز

الأحد، 24 يناير 2021 - 11:37 م

دول‭ ‬طلبت‭ ‬استنساخ‭ ‬التنظيم‭ ‬وطريقة‭ ‬التحكم‭ ‬فى‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا

 ‮«‬صالات‭ ‬البطولة» ‬‭ ‬مخزون‭ ‬اقتصادى‭ ‬استراتيجي‭ ‬يجذب‭ ‬المناسبات‭ ‬الكبرى

ويبقى السؤال الذى يراود الغالبية المطلقة من المراقبين والمتابعين: ماذا كسبت مصر بإصرارها على إقامة مونديال اليد، وسط تفشى الموجة الثانية من جائحة كورونا؟!.. وما المكاسب التى تحققت من وراء تنظيم حدث كبير فى هذا التوقيت الصعب؟!

وبالعودة إلى الماضى القريب؛ فى شهر نوفمبر من عام 2015، عندما أعلن الاتحاد الدولى لكرة اليد فوز مصر بتنظيم مونديال اليد 2021، بعد منافسة شرسة مع 3 من أعظم دول العالم وهي: النرويج وبولندا والمجر فى حدث رياضى استثنائى آنذاك، لكن لم تكن تعلم مصر أن 2021 سيكون عام الموجة الثانية من جائحة كورونا ذلك الوباء الذى جاء وبالا على البشرية !!

وتقام حاليا فى أحضان مصر "أم الدنيا" فعاليات مونديال اليد 2021 وحتى الأحد المقبل، بحضور 32 منتخبًا بدلًا من 24 للمرة الأولى فى تاريخ البطولة، التى أصر الاتحاد الدولى على إقامة نسختها الـ27 فى موعدها على أراضى المحروسة.

وأبدت الدولة المصرية العظيمة التزامها بالتنظيم وكانت على العهد والوعد الذى قطعته على نفسها قبل 6 سنوات لتؤكد للدنيا كلها أن مصر الحديثة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى "قد الدنيا" ولا تغير كلمتها ووعدها مهما كانت التحديات الصعبة.

حفل افتتاح مبهر شهدته بطولة العالم لكرة اليد التى تقام فى ضيافة مصر 

وقبل مونديال اليد 2021، تأجلت عديد من البطولات العالمية وعلى رأسها أولمبياد طوكيو، كما ألغيت بطولتي كأس العالم للشباب والناشئين لعام 2021، من جانب الاتحاد الدولى لكرة القدم.

وألغيت بطولتى العالم للشباب وللناشئات لليد وكذلك بطولة أفريقيا وتقريبا كل البطولات المجمعة التى كانت مقررة إبان تفشى الكورونا ألغيت ليكون المشهد المتوقع؛ هو مطالبة مصر بإلغاء وتأجيل البطولة كما فعلت الدول الأخرى، لكن هذا ما لم يحدث.

ليبقى السؤال الأهم "ماذا كسبت مصر بإصرارها على تنظيم مونديال اليد فى موعده؟".

مكاسب بالجملة

تنظيم البطولة الكبرى لم يضر مصر من الناحية الاقتصادية، كما يظن البعض، وانما حقق مكاسب بالجملة فى مقدمتها تصدير الأمن والأمان للعالم المرتجف من كورونا، كما أن التنظيم يعتبر رسالة إلى العالم تؤكد قدرتنا على تنظيم أول بطولة عالم بعد جائحة كورونا، فتنظيم البطولة هو بمثابة دعوة عامة لكل دول العالم لزيارة مصر، فهو أفضل دعاية ممكنة حاليًا للسياحة والاستثمار بمصر.

الدعاية التى كانت تقوم بها مصر فى ظل الجائحة كانت ستتكلف أكثر مما أنفقته لتنظيم البطولة، بطولة العالم يشاهدها قطاع كبير يتخطى المليار من سكان الدول الأجنبية، والتوقعات التى سبقت البطولة بإلغائها أو تأجيلها، أضافت لفعاليات المونديال طابعًا خاصًا، يبرز نجاحنا وتفوقنا بشكل كبير.

كما أن البطولة فى مجملها تعتبر بمثابة مفتاح الحياة إلى العالم فى ظل هذه الظروف الصعبة الاستثنائية وردود الفعل العالمية التى شهدتها البطولة منذ إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسى شارة البدء معلنا افتتاحها لتكون أكبر دليل على ذلك حيث تحولت البطولة إلى حديث الصباح والمساء فى العالم.

القادم أفضل

كما تسببت البطولة في زيادة المخزون الاقتصادي الاستراتيجي من البنية التحتية، لأن تطوير وإنشاء الصالات قبل البطولة، كان إضافة قوية للبنية التحتية للرياضة المصرية، فمصر الآن تملك المقومات الكافية لإستضافة بطولات قارية وعالمية أخرى فى الألعاب الرياضية المختلفة وليس كرة اليد فقط..تنظيم مونديال اليد هو خطوة البداية فقط، لاستضافة مصر بطولات عالمية أخرى، فالرياضة باتت من أقوى المسارات التى تعتمد عليها الدول لإنعاش اقتصادها، نظرًا لمتابعتها من جانب كل مواطنى دول العالم تقريبًا.

كما أن مصر لم يكن لديها فرصة لتأجيل البطولة وكان الخيار الذى لوح به د.حسن مصطفى رئيس الاتحاد الدولى للعبة هو سحبها، لكن مصر وجدت أنها فرصة مناسبة للتميز والاختلاف، لتكون رائدة حاليًا فى تنظيم البطولات الدولية فى ظل أزمة استثنائية مثل جائحة كورونا.

وتقام فعاليات البطولة على 4 صالات رياضية رئيسية، وهي: صالة إستاد القاهرة، صالة الرياضية ببرج العرب، صالة مدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة، والصالة الرياضية بالعاصمة الإدارية الجديدة.

ويجدر بالذكر أن الصالة الرياضية بالعاصمة الإدارية الجديدة هي أحدث منشآت مصر الرياضية، وتم تشييدها خصيصًا لاستضافة فعاليات هذه البطولة، وتقع بالمدينة الرياضية فى عاصمة مصر الإدارية الجديدة شرقى القاهرة، وتتسع لنحو 7500 مشجع.

نجاح مبهر

وبنظرة سريعة إلى الأحداث بعد النجاح المبهر للبطولة نجد أن "بعثة المنتخب اليابانى وصلت إلى مصر قبل البطولة بأسبوع، للاستفادة من التجربة المصرية، والاقتداء بها"، وبولندا أرسلت طلب أن يحضر وفدا منها لمقابلة وزير الشباب والرياضة د.أشرف صبحى والمهندس حسين لبيب مدير البطولة لمعرفة الخطة التنفيذية التى وضعتها مصر ونجحت فى تنظيم المونديال، للاستفادة منها فى تنظيم البطولات التى ستستضيفها تلك الدول على أراضيها.

وهناك عديد من الدول خاطبت وزارة الشباب والرياضة المصرية لمعرفة التجربة المصرية والسعى لتنفيذها وتطبيقها واستنساخها؛ كما أن توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية يحضر خصيصا إلى مصر لنقل التجربة المونديالية وتنفيذها في اولمبياد طوكيو خلال اشهر معدودات.

مصر أقوى من الكورونا

وفى نهاية الدور التمهيدى لمونديال اليد 2021، أعلن الاتحاد الدنماركى، أن الفحوصات الطبية كشفت عن إصابة "إميل ياكوبسن" لاعب المنتخب بعدوى فيروس كورونا المستجد، وذلك بعد استبعاد منتخب كاب فيردى على خلفية نقص عددى نتيجة إصابات بالكورونا كان قد جاء بها من بلاده، وعلى إثر ذلك، أعلن الاتحاد الدولى للعبة خضوع جميع أعضاء الوفود من كل الفرق، وكل الحكام، ومسؤولى البطولة للاختبار بشكل يومى للكشف عن فيروس كورونا.

ولأن العلم والعقل والمنطق والتجارب العملية تؤكد أنه لا يمكن منع الإصابات بالفيروس الذى يجتاح العالم بين ليلة وضحاها داخل المونديال، فكان الأمر بالنسبة لمصر يتعلق بالحد من عدد المصابين بكورونا داخل معسكرات البطولة، وهو الأمر الذى نجحت فيه التجربة المصرية باقتدار من خلال التعامل مع المصاب بشكل سريع حتى لا تتنشر العدوى، وذلك من خلال عديد من غرف العزل الطبي داخل فنادق إقامة المنتخبات المشاركة فى البطولة.

كما تتواجد أجهزة طبية كاملة تملك كل الإمكانيات اللازمة للتدخل فى أى وقت فى حالة ظهور أى أعراض بالإصابة بـ"كوفيد−19"، وحتى الآن مصر تسيطر على الأمور بشكل كامل.

مجهود غزير

مجهود كبير تقدمه الدولة المصرية بكل وزاراتها وأجهزتها ومؤسساتها للوصول بتلك البطولة إلى بر الأمان، خاصة وزارتى الشباب والرياضة والصحة.

وكانت وزارة الصحة المصرية قد وضعت نظامًا صحيًا بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، وهو ما يطلق عليه نظام "الفقاعة"، إذ تخضع كل بعثات المنتخبات المشاركة بالبطولة، سواء لاعبين أو أجهزة فنية أو إداريين، لحجر صحي منذ وصولهم مصر، بعد القيام بمسحات طبية تؤكد سلامتهم، ويُمنع دخول أو خروج أى منهم طوال فترة البطولة.

مفتاح الحياة

تنظيم مصر لمونديال اليد يعتبر بمثابة عودة الحياة إلى مجراها الطبيعى وتأكيد للدنيا كلها من مصر أرض الحضارات أنه لا يمكن أن تمنعنا الجائحة من ممارسة الأنشطة الرياضية، التى تساعد فى تخفيف الضغوط لدى متابعيها، الأمر يتطلب مجهودات أكبر فى التنظيم، وأخذ الإجراءات الاحترازية اللازمة، وهذا ما تفعله مصر طوال فترة البطولة∪.

وعلى هامش البطولة نظمت وزارة الشباب والرياضة برامج ترفيهية مقننة لبعثات المنتخبات المشاركة فى البطولة، للتعرف على المعالم السياحية المصرية، وخلال تلك الرحلات، تطبق الاجراءات الاحترازية كاملة وذلك لكى نحافظ أيضًا على النظام الصحي الذى وضعته مصر منذ بداية البطولة، فلا يخالط أفراد الرحلة أى شخص خلال الزيارة، وفور انتهائها، يعودوا مباشرة إلى فنادق الإقامة.

وتجدر الإشارة إلى أن مصر فى الظروف العادية كانت تجهز برامج سياحية أكبر من التى تنفذ فى نفس البطولة وذلك فى بطولاتها السابقة، لكن للتعايش مع الموجة الثانية من فيروس كورونا تم تقنينها، بشكل يضمن الحفاظ على النظام الصحى المتبع طوال فترة البطولة.

الجميل في الأمر هو حالة السعادة الكبيرة التي اكدت عليها كل بعثات الدول المشاركة من زيارة المعالم السياحية المصرية، وهذا يضمن زيادة البعثات السياحية القادمة إلى مصر فى الشهور القادمة، وهذا نجاح عظيم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة