متحف الشرطة بالإسماعيلية
متحف الشرطة بالإسماعيلية


متحف الشرطة بالإسماعيلية.. شاهد على بطولات وتضحيات تاريخية

محمد عبادي

الإثنين، 25 يناير 2021 - 01:43 م

 

«متحف الشرطة».. فى مدينة الإسماعيلية هو شاهد عيان يحكي من خلال مجموعة من الصور بطولات وتضحيات العيون الساهرة على مر التاريخ، فمنذ معركة 25 يناير سنة 1952 سيظل يذكرها ويخلدها التاريخ على مر العصور .

ونحن نحتفل اليوم بعيد الشرطة وذكرى معركة الإسماعيلية التي شهدت بطولات وتضحيات غير مسبوقة من رجال الشرطة بالإسماعيلية وتخليدا لهذة الذكرى تم اعتماد هذا اليوم عيد للشرطة تحتفل به كل عام من خلال السطور التالية نلقي الضوء على متحف الشرطة بالإسماعيلية ومعركة 25يناير.


ومن خلال مجموعة صور قديمة بالمتحف، تبرز وتوضح صمود رجال الشرطة فى مواجهة الغازى الإنجليزى، والتعامل بشجاعة وبسالة فى الدفاع عن المبانى والصمود فى وجه العدو.

وترصد الصور الاستقبال الأسطورى من الشعب المصرى لأبطال الشرطة عقب معركة الإسماعيلية الشهيرة ولوحة الشرف الموجودة التى تضم أسماء الأبطال الأبرار من الشهداء.

وتبقى وتظل تضحيات ودماء رجال الشرطة دوماً خالدة في ذاكرة الوطن، وتبقى معركة الإسماعيلية الخالدة التي سطر فيها أبطال الشرطة ملحمة وطنية في ضمير ووجدان هذا الوطن، الذي ابدا لا ينسى أبطاله وشهدائه الذين ضحوا بأرواحهم وسقطوا منذ موقعة الإسماعيلية 1952  وهم يدافعون عن الوطن والمواطن.

وحرصت وزارة الداخلية على تطوير متحف الشرطة بديوان مديرية أمن الإسماعيلية وإعادة افتتاحه من جديد في 23 مارس من العام 2019 وذلك لما له من دلالات تاريخية وأهمية بالغة، بإعتباره الموقع الذى دارت فيه أحداث تلك الملحمة الوطنية الخالدة.

 وشهدت مراسم إفتتاح المتحف العديد من قيادات الوزارة والقيادات التنفيذية ورجال الدولة والمواطنين بمحافظة الإسماعيلية ،  ويذخر المتحف بالعديد من المقتنيات تمثلت فى لوحات وصور فوتوغرافية تصور الأحداث إضافة لبعض الملابس والأسلحة العسكرية المستخدمة فى المعركة، والتي عكست جميعها بطولات وتضحيات رجال الشرطة وتكاتفهم مع أبناء شعبهم فى مواجهة قوى الإحتلال الغاشم والإستعمار الظالم.

 جاء ذلك في إطار إهتمام الوزارة بتخليد بطولات وتضحيات رجال الشرطة عبر العصور لتقديمها للأجيال المتعاقبة من حماة الوطن والساهرين على أمنه للإقتداء بها فى قادم الأيام ومستقبل التحديات، وتفعيلاً لثوابت السياسة الأمنية المعاصرة التى ترتكز فى أحد محاورها الجوهرية على تطوير وتحديث المتاحف الشرطية، بإعتبارها مواقع تحوى شواهد وعلامات تدل على شرف التضحية ونبل الصمود لرجال الشرطة الأوفياء، فى شتى مواقف النضال الوطنى من أجل رفعة الوطن وإستقلاله.

 ولقي تجديد وتطوير متحف الشرطة بالإسماعيلية إستحسان جميع الحضور الذين أشادوا بحرص الوزارة على تخليد هذه الذكرى الراسخة فى وجدان الوطنية المصرية والتى ستبقى نبراساً يهتدى به أبناء الوطن المخلصين على مر الزمان.

 ويعيد هذا المتحف للأذهان ملحمة أبطال الشرطة قبل 69 سنة من الآن، عندما رفضوا في 25 يناير تسليم أسلحتهم وإخلاء مبنى المحافظة للقوات البريطانية، حيث وقعت اشتباكات بين مجموعة من رجال الشرطة المصرية وقوة ضخمة من جيش الاحتلال، حيث كان قادة القوات الإنجليزية الجنرال جورج إرسكين و اللواء كينيث إكسهام ومعهم كافة الأسلحة الحديثة في ذلك الوقت بالإضافة إلى 6دبابات سنتوريان و7000جندي في المقابل كان يقود قوات الشرطة المصرية فؤاد سراج الدين واللواء أحمد رائف واليوزباشي مصطفى رفعت ومعهم أسلحة الشرطة الخفيفة و880جندي ولم يبالي الأبطال بقوة وضخامة جيش الإحتلال واستبسلوا في الدفاع عن وطنهم، حتى سقط منهم 56 شهيداً و73 جريحًا، ليتحول يوم 25 يناير إلى عيد للشرطة يحتفل به كل عام، كما أنه أصبح عيدًا قوميًا لمحافظة الإسماعيلية، خاصة بعدما أعجب الجنرال الإنجليزي "إكسهام" ببسالة رجال الشرطة المصرية وطلب من جنوده بإعطائهم التحية العسكرية لدى خروجهم من المحافظة.

متحف الشرطة بالإسماعيلية يتواجد بالدور الأرضى بمديرية أمن الإسماعيلية والذى افتتحه وزير الداخلية الأسبق زكى بدر عام 1987 بمناسبة أعياد الشرطة وفى 17يناير عام 2015 قام وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم بافتتاحه مرة أخرى بعد تطويره. قبل أن يتم تطويرة وإعادة افتتاحة في مارس 2019 ويضم المتحف عددا من اللوحات التى تحكى معركة الشرطة ضد البريطانيين عام 1952 كما يضم المتحف عددا من الاسلحة التى كانت تستخدمها الشرطة على مر العصور بالإضافة إلى وجود ماكيت داخل صندوق زجاجى بداخله مجسم لمعركة الشرطة امام "قسم البستان" بديوان عام محافظة الإسماعيلية القديم اثناء محاصرة القوات البريطانية للمحافظة ويضم أيضًا المتحف مجموعة من الملابس الخاصة للشرطة على مر العصور واسلحة عسكرية والسيوف التي تستخدمها الشرطة و لوحة تضم أسماء الشهداء والمصابين فى معركة الشرطة الخالدة مع البريطانيين عام1952.


ويفتح المتحف أبوابه أمام طلبة وتلاميذ المدارس وذلك بالتنسيق المسبق مع مديرية امن الإسماعيلية وذلك لتعريف ابناءنا تاريخ الشرطة على مر العصور. وتتناول اللوحات المتواجدة داخل المتحف عددا من اللقطات والتى تحكى القصة الكاملة لمعركة الشرطة فى الإسماعيلية عام 1952.

وتبدأ قصة معركة الشرطة والتى تصورها لوحات المتحف أنه فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952 حيث قام القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" باستدعاء ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.

وكانت هذه الحادثة اهم الأسباب فى اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة أو التى كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها وهو ما جعل أكسهام وقواته يقومان بمحاصرة المدينة وتقسيمها إلى حى العرب وحى الإفرنج ووضع سلك شائك بين المنطقتين بحيث لا يصل أحد من أبناء المحافظة إلى الحى الراقى مكان إقامة الأجانب.

 ليست هذة الأسباب فقط هي ما ادت لاندلاع المعركة بل كانت هناك أسباب أخرى بعد إلغاء معاهدة 36 فى 8 أكتوبر 1951 غضبت بريطانيا غضبا شديدا واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين ومعه أحكام قبضة المستعمر الإنجليزى على المدن المصرية ومنها مدن القناة والتى كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الإنجليز وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر وبدأت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز.

وفى 16 أكتوبر 1951، بدأت أولى شرارة التمرد ضد وجود المستعمر بحرق النافى وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للانجليز كان مقره بميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء علية تماما لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الانجليز فكانت أحداث 25 يناير 1952.

وبدأت المجزرة الوحشية الساعة السابعة صباحا وانطلقت مدافع الميدان من عيار ‏25‏ رطلا ومدافع الدبابات ‏(السنتوريون‏)‏ الضخمة من عيار‏ 100‏ ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقه أو رحمة وبعد أن تقوضت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة‏.‏

وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات‏: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة. واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض.

بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وارتوت أرضها بالدماء‏ الطاهرة. ‏

وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز ‏(لى إنفيلد‏)‏ ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة ‏56‏ شهيدا و‏73 جريحا، ‏‏ بينما سقط من الضباط البريطانيين ‏13‏ قتيلا و‏22 جريحا، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير‏ 1952.

ولم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين، فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال‏: لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا، وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم‏ وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها وتعرف حجم بطولات وتضحيات أجدادهم فداء للوطن.

اقرأ أيضا| إحباط محاولة بيع تمثال أثري بالإسماعيلية يزن طن و700 كيلو

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة