قاتل بترخيص حكومي.. أهلا بكم في عالم سياحة الموت 
قاتل بترخيص حكومي.. أهلا بكم في عالم سياحة الموت 


حكايات| قاتل بترخيص حكومي.. أهلا بكم في عالم سياحة الموت 

حسن سليم

الإثنين، 25 يناير 2021 - 02:07 م

«سمح له بتدخين سيجارته الأخيرة، واللعب مع كلبه لآخر مرة، ثم ناوله عقار أخذه ومال إلى جانبه الأيمن واستغرق في نوم عميق لا إفاقة منه»، ثم خرج صاحب تنفيذ قرار القتل الرحيم، ووقف أمام الكاميرات يشرح تفاصيل شعوره ويعلق: «لم يكن بإمكانه تحمل المزيد».

 

لم يكن ذلك مشهدا سينمائيا أو تمثيلا لجريمة قتل، إنما كان يورج بلفيلر أحد معاوني الموت في حديثه للتلفزيون العمومي السويسري SFR، بعد تنفيذه عمليته أخيرًا بعد جلسات مع المتوفى لتأكد من رغبته في إنهاء حياته بمساعدة أحد مؤسسات متخصصة في ذلك النوع، والتي من أشهرها Exit السويسرية التي يعمل لديها يورج بلفيلر. 

 

قتل رحيم للبشر

 

ففي سويسرا هناك نوع آخر من المنظمات متخصصة في القتل الرحيم للبشر وفق قواعد وشروط محددة أبرزها أن يكون الشخص الطالب للمساعدة في الانتحار واعي وصاحب مقدرة على اتخاذ القرار، وألا يكون القرار وفق حالة نفسية سيئة، أو تحت تأثير طرف ثالث. 

 

اقرأ أيضًا|  بيتكيرن دولة الـ50 مواطنا.. مساحتها 3 كم وبيع الطوابع مصدر دخلها 

 

وتسعى المنظمات التي ظهرت لأول مرة قبل 35 عامًا، في تحقيق المساعدة للراغبين في الموت ولاسيما الذين يعانون من مرض عضال. 

 

 

وعلى الرغم من حساسية الأمر فإن عملية الانتحار بمساعدة الغير مقبولة بشكل واسع في سويسرا وهو ما حدث مع السياسي السويسري المخضرم ثيس جيني حينما قرر إنهاء حياته في 2014 لوصول حالته من الإصابة بسرطان المعدة لمرحلة متأخرة، وأعلن عن ذلك في وسائل الإعلام. 

 

وبعد وفاته لم تكن التعليقات حزينة بقدر كونها متعاطفة ومعجبة بالرجل الذي أنهى حياته بسبب آلام المعدة. 

 

سياحة الموت

 

الأمر لم ينحصر عند السويسريين فقط الذي يسجلون حوالي ألف حالة انتحار بمساعدة الغير ويختارون معظمهم الموت في بيوتهم أو دور الرعاية التي يسكوننها؛ إذ بدأ ما يعرف بسياحة الموت والتي تقدم خدماتها مؤسسة ديجنيتاس لرعاية الأجانب في هذا الشأن، لكن يختلف الأمر في أن الحالات تتوفى في أحد المراكز التابعة للمؤسسة. 

 

ويقف القانون السويسري موقف الثبات من مسألة الانتحار بمساعدة الغير، خاصة مع اتخاذه شرعية منذ أربعينيات القرن الماضي، ورغم محاولات كثيرة لتغيير القانون، لم يتمكن المختصون من الوصول لصيغة نهائية مرضية للجميع. 

 

 

ويرى العديد من فلاسفة الأخلاق بسويسرا أنه لا يمكن إجبار شخص على العيش رغما عن إرادته لكنها في الوقت نفسه ترفض أن يكون الأمر مباح لدرجة أن يقرر الأصحاء كتابة نهاية حياته بأيديهم، وهو ما فجرته قضية الفرنسية جاكلين جينكل في آواخر 2018 بإعلانها قرارها بالانتحار بمساعدة الغير في يناير 2019. 

 

ورغم عدم متابعة وسائل الإعلام المحلية فيما بعد الأمر إلى أنها فجرت الكثير من التساؤلات حول أخلاقية الفعل ذاته خاصة مع تبريرها : «أنا الآن بكامل صحتي وأنا في عمر الـ 75  لكني أعلم أن الشيخوخة لا ترحم، ولا أريد أن ينفروا مني فيما بعد».

 

وتقدم العديد من المؤسسات في سويسرا دعما ملموسًا من خلال توفير أرقام للحديث حول أي أزمات يمر بها الشخص ولا يتمكن من التعامل معها أو يفكر في الانتحار دون الكشف عن هويته.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة