إحدى رحلات السياحة الداخلية
إحدى رحلات السياحة الداخلية


السياحة الداخلية.. «شتى في مصر » برحلات بلا وباء 

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 25 يناير 2021 - 04:56 م

 

احتلال مصر المركز الخامس ضمن الوجهات السياحية الآمنة فى العالم 


التنشيط السياحى: انخفاض الأسعار معادلة جيدة لتشجيع الجمهور على السياحة والسفر داخلياً


رواد السفر: نبحث عن الفنادق التى تلتزم بالإجراءات الإحترازية وتطبق 50% من الطاقة الإستيعابية
 

كتبت: شاهندة أبوالعز


حاول القطاع السياحى تحفيز المواطنين للإتجاه إلى السياحة الداخلية بعد زيادة التخوفات والتحفظات لممارسة السفر الدولي فى ظل ارتفاع حدة جائحة كورونا عالمياً، حيث يفضل البعض ممارسة هواية السفر فى الشتاء سواء لدهب أو الأقصر وأسوان أو الفيوم فى ظل العروض المخفضة دون تخوف حالياً، نظراً لإلتزام المنشآت السياحية بجميع الإجراءات الوقائية، وضوابط السلامة الصحية التى تدخل ضمن شروط مجلس الوزراء، لتنظيم العمل بالقطاع السياحى فى الفنادق والكافيتريات والأتوبيسات والمتاحف والمواقع الأثرية، فى حين أجَّل البعض الآخر كل خطط السفر حالياً وهو ما سبب ركوداً كبيراً بالنشاط.


وفي محاولة لإنعاش قطاع السياحة بمصر بعد فترة من الركود بسبب جائحة كورونا دشنت وزارة السياحة والآثار مبادرة «شتى في مصر» لتنشيط السياحة الداخلية بمختلف المحافظات السياحية، حيث حاولت تخفيض أسعار تذاكر التنقلات سواء من قبل وزارة الطيران أو من قبل شركات السياحة، «الأخبار المسائي» ترصد محاولات إنعاش السياحة الداخلية بعد جائحة كورونا.


واعتاد أحمد فتحي- أحد رواد السفر- السفر بشكل دوري في محافظات مصر ما بين إسكندرية وسيناء والغردقة، وسط تجمعات من الأصدقاء والعائلة، بحثاً عن الراحة النفسية تارة أو أداء مهام عمله تارة أخرى، الأمر الذي اختلف تماماً بعد انتشار فيروس كورونا في مصر، فالعديد من خطط السفر والرحلات تم إلغاؤها والبعض الآخر تغيرت خططهم بشكل كامل، فأصبحت الكمامة تلازمه طيلة الطريق واستبعاد أي رحلة بها ازدحام أو تعرضه لتجمعات كبيرة.


(المفارش والأدوات الشخصية) أشياء لم يفكر أحمد أن يحملها في حقيبته يوماً ما، فهو يعتمد على الفنادق في تنظيف الغرفة، وتوفير مفارش جديدة، لكن مع الوضع الوبائي الذي تعاني منه مصر والعالم جعلت هذه الأشياء البسيطة أهم أولوياته في أي سفرية وخضوعها في تلك المرحلة.

«السفر في وقت الكورونا مش سهل ولازم أدرس السفرية جداً، وخطتها حتى لا أصاب بالفيروس، وأصبحت أكثر حرصاً لحمل مفارش للسرير والأدوات الشخصية عشان مستعملش حاجات الفندق»، هكذا قال أحمد.

يهتم أحمد بلحظة دخوله إلى أي فندق قام بالحجز معه، فاستقبال السائحين والمسافرين تعبر عن مدى التزام الفندق بالإجراءات الاحترازية والتعقيم من قياس درجات الحرارة وتقديم المطهرات والكحول.


بينما قررت نرمين علي (25عاماً) تأجيل رحلات السفر إلى الغردقة وسهل حشيش بعد انقضاء عطلة إجازة نصف العام خوفاً من فيروس كورونا وما تشهده الفنادق من ازدحام خلال العطلات الرسمية.


حيث اعتادت نرمين وعائلتها قضاء إجازة نصف العام من كل سنة في المصايف الشتوية كالغردقة أو شرم الشيخ ودهب، للاستراحة قليلاً من ضغوطات الحياة، ولكن هذه المرة أصبحت الإجازات الرسمية تثير العديد من التخوفات والتحفظ مع انتشار جائحة كورونا.

بعدما كانت أولى اهتمامات نرمين، اختيار أقل سعر في حجوزات الرحلات الشتوية، أصبحت الآن تهتم بتقييم الفندق والبحث عن الفنادق التي تلتزم بالإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا والتي تطبق 50% من الطاقة الاستيعابية.


20 عميلاً 
لم يشهد سعيد حسين مندوب سياحة داخلية بالأقصر وأسوان، هذا الوضع المتردي من قبل منذ أن عمل في مجال السياحة في 2017، فكانت حركة السياحة تنشط في إجازة نصف العام، بالرغم من أسعارها المرتفعة، اليوم وبعد أزمة جائحة كورونا، قلت السياحة بشكل ملحوظ حيث اقتصرت على أفراد فقط وليس مجموعات سياحية كبيرة كالمعتاد، حيث تعمل أغلب المنشآت السياحية بقوة استيعابية 50% فقط.


يقول سعيد: المركب السياحي الذى أشرف عليه بالأقصر كان يعمل بـ 4 رحلات في مركب واحد ولكن حالياً نأخذ شركة حتى لا يتخطى عدد العملاء 20 عميلاً في الرحلة الواحدة.


ويضيف قائلا: الأسعار وصلت 4 آلاف جنيه بدلاً من 6 آلاف في الـ 4 ليالٍ وتشمل هذه الأسعار تذاكر الطيران أيضاً.
يحرص سعيد على تعقيم المركب التي يعمل عليها بشكل دوري، وقياس درجات حرارة النزلاء بشكل يومي خلال فترة الإقامة، والالتزام بالتباعد الاجتماعي والكحول والكمامة طيلة انقضاء الرحلة.


وهذا ما يؤكده باسم حلقة نقيب السياحيين، حيث تعاني السياحة خلال الفترة الحالية من حالة ركود بسبب وجود فيروس كورونا، فمازالت الحجوزات على الرحلات والمصايف الشتوية ضعيف لا تتخطى الـ 15%، إضافة إلى ارتباط السياحة الداخلية بالمناسبات والأعياد والعطلات الرسمية وعطلات نصف العام، والتي تعتمد على طلاب المدارس والجامعات.


ويضيف حلقة، أن بعد إطلاق مبادرة «شتى في مصر» من قبل وزارة السياحة تتم دراسة حال السياحة وانعكاس المبادرة على تنشيط السياحة، خصوصاً أن الأسعار داخل المبادرة مخفضة بشكل كبير الأمر الذى شجع المصريين على السفر، بالتزامن مع نشر موقع (CNN Travel) تقريراً عن أهم الوجهات السياحية الآمنة في العالم واحتلال مصر المركز الخامس.


300 جنيه للفرد
ويعلق أحمد يوسف، رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، قائلا: السياحة أول القطاعات التي تتأثر بالأزمات والكوارث الطبيعية، لذا دائماً ما تلجأ الدول إلى السياحة الداخلية لتنشيط حركة السياحة، متابعاً أن جائحة كورونا وضعت العالم كله في وضع صعب جداً بسبب الحد من الحركة ليس فقط عالمياً ولكن داخلياً بين المحافظات وبعضها.


وأشار أحمد إلى ارتفاع أسعار وتكلفة السياحة في الأماكن البعيدة والتي كانت تحد من رواج السياحة بها مثل الأقصر وأسوان وشرم الشيخ والغردقة ومرسى علم، لذا كانت أولى اهتمامات الدولة هي تخفيض أسعار تذاكر الطيران والمواصلات السياحية لتنشيط السياحة، تتراوح أسعار الفنادق من 300 جنيه حتى 750 جنيهاً للفرد شاملة الضرائب والوجبات وهذه الأسعار تنطبق على فنادق الـ 3 نجوم وصولاً بفنادق الـ 5 نجوم.


وقال رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، إن انخفاض الأسعار معادلة جيدة جداً لتشجيع الجمهور على السياحة والسفر داخلياً، بجانب عمل الهيئة على تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية التي نصت عليها منظمة الصحة العالمية بتعاون مع وزارة الصحة وشركات السياحة والمنشآت الفندقية، حيث تقوم وزارة السياحة بالتفتيش الدائم والمفاجئ على الفنادق الحاصلة على شهادة مزاولة النشاط في أزمة كورونا.


وينوه أحمد أن الأماكن السياحية المختلفة عدد الإصابات تقل عن 2%، واحتمالية الإصابة في السفر أقل بكثير من المكوث في نفس المدينة، حيث تتسم بيئات العمل في السفر بالأمان لتطبيق الإجراءات الوقائية بشكل كامل وشديد، بجانب وعي المواطنين وحماية أنفسهم، موضحاً أن منحنى السياحة الداخلية في معدله التصاعدي بعدما وجد لقاح لفيروس كورونا.


700 فندق و65 آخر عائم
وتقول الدكتورة سها بهجت المتحدث باسم وزارة السياحة والآثار، إن مبادرة «شتى في مصر» هدفها تنشيط السياحة الداخلية ومساعدة المصريين على زيارة الأماكن السياحية في بلدهم والتعرف عليها، مؤكدة أن العالم يتجه حالياً لتنشيط السياحة الداخلية لأنه الملازم الوحيد لتحريك الركود الذي حدث بسبب جائحة كورونا والذي ألقى أثره بشكل سلبي على النشاط السياحي وحركة السفر الدولية وتسبب في خسائر فادحة.


وتوضح أن مبادرة "شتى في مصر" بدأت في 15 يناير حتى نهاية فبراير، لضمان تشغيل الفنادق واستمرار حركة العمالة، بالتعاون مع وزارة الطيران المدني التي تقدم تخفيضات على رحلات الذهاب والعودة بأسعار تنافسية تتراوح من 1500 جنيه إلى 2000جنيه لمحافظات الأقصر وأسوان والغردقة وشرم الشيخ، بجانب الأسعار التنافسية للفنادق والتي تصل إلى 300 جنيه للفرد للإقامة الشاملة كحد أدنى، ومن الممكن أن يستفاد الأجانب المقيمون في مصر من هذه الأسعار، مؤكدة أن هذه الأسعار سوف تستقطب شريحة كبيرة جداً من المصريين.


متابعة: «طالما اللقاح والتطعيمات لم تعمم مازال الحذر يحيط بالقطاع السياحي»، موضحة أنه يوجد اشتراطات للفنادق السياحية من ضمنها الحصول على شهادة السلامة الصحية للمنشأة لمزاولة النشاط السياحي، حيث حصل عليها 700 فندق حتى الآن وأكثر من 65 فندق عائم، والتعقيم قبل وبعد مغادرة السائحين ووجود خدمات طبية بشكل يومي في الفنادق.


استشر طبيبك
وتنصح استشاري البكتيريا والتغذية والمناعة د.نهلة عبد الوهاب، المسافرين لرحلات السياحة الشتوية، بعمل تحاليل قبل السفر للإطمئنان على أنفسهم والإلتزام بالكمامة والمطهرات، حتى لا تسبب الرحلات قلق، طالما التزم الأفراد بالإجراءات الاحترازية.
وتوضح استشاري المناعة، أن نزول البحر لا ينقل فيروس كورونا، ولكن يجب أخذ الحيطة وأن يكون الأفراد على بعد، وتجنب الأماكن المغلقة وعدم استخدام التكييف والاعتماد على التهوية الطبيعية.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة