القصور الأثرية
القصور الأثرية


قصر القومسيون الطبي بأسيوط.. تحفة أثرية تنتظر التطوير| صور

محمود مالك

الإثنين، 25 يناير 2021 - 05:46 م

 

أحمد عوض وكيل وزارة الآثار: كان مؤمم  لصالح هيئة الإصلاح الزراعي .. ويرجع تاريخه لعام 1914 وانضم فعلياً لوزارة الآثار


يقبع قصر القومسيون الطبي بشارع الجمهورية أهم شوارع مدينة أسيوط، والذي بلغ عمره أكثر من ١٠٠ عام، شامخاً رغم تجاعيد الزمن الذي كست ملامحه الخارجية، تنادي كل من يعشق التراث الآثري بترميمه وإعادته إلى الحياة بعد أن أصابه الكبر.

أطلق عليه اسم القومسيون الطبي نسبة لآخر جهة كانت تضع يدها عليه حتى آل إلى الكنسية كوقف، هو مبني 27 شارع الجمهورية، وأحد القصور الفارهة التي وُصفت بها محافظة أسيوط، هناك مخطوطة نادرة في مكتبة الكونجرس الأمريكي حملت عنوان أسيوط المصرية مدينة "القصور" هو القصر الذى أُنشأ سنة 1914 قبل الحرب العالمية الأولي.


أنشأ القصر وجيه لوتس، من أثرياء مدينة أسيوط، كان تاجراً يُضارب في بورصة القطن المصرية والعالمية،  وبُني المبني على يد مهندسين متخصصين في العمارة الإيطالية والفرنسية، بدءاً من عام 1911  وانتهي في عام 1914، المبني على مساحة 789 متر يحتوي على حديقة مساحتها ضعفي حجم المبني، وغرفة إدارة شئون المنزل وهي مرتفعة عن مدخل القصر بـ 21 درجة سلم، بجوار البوابة مباشرة تحتها غرفة خفير القصر، أما على الجانب الأيسر من المبني، يوجد ثلاثة غرف أرضية وحمام، هم غرف الخدم تهدمت واختفت أغلب معالمهم.
القصر من الداخل بدروم بمساحة القصر كاملة، و 6 غرف في كل دور، تشمل على غرفة الطعام، وغرفة مكتب فارهة، وغرفة ضيافة لضيوف القصر، ودرهة واسعة تشمل ثلث مساحة القصر من الداخل في الدور الأول وضمت هذه المساحة للطرقات والغرف في الدور الثاني، وغرفة المطبخ وحمامين مساحتهم كبيرة، و وحمامين مساحتهم صغيرة ملحقين بالغرف.


الدور الثاني شمل 6 غرف منها 3 غرف نوم، وغرفة معيشة، وغرفة مكتب وسينما، وغرفة طعام خاصة بالدور، والقصر من الخارج يحتوي على خمسة تيجان مثلثة كل واحدة منها تحوي نافذة تهوية على الطراز الإيطالي مستوحاه من القصور الإيطالية القديمة، ومدخنة كبري على الطراز الإنجليزي، ومدخل القصر بـأربعة عشر سلماً يصعد للدور الأول وداخل القصر يحتوي على ستة أعمدة يحمل عليها القصر  تظهر في الدرهة الرئيسية.

 

 

 

ويعد القصر في العالم تحفة معمارية نادرة طالها الإهمال بشتي طرقه، فقد ظهرت علامات الشروخ والتصدع في بعض حوائط القصر من الخارج وضم إلى أموال الكنيسة وتحديداً لإيبارشية الأقباط بأسيوط، وتحولت حديقة القصر من الخارج بفعل الإهمال إلى مقلب قمامة كما تم هدم أجزاء من الصور الذي يلتف حول القصر، وماتت أغلب المزروعات التي كانت في الحديقة، لعدم وجود من يرعى زراعتها.


وقال أحمد عوض وكيل وزارة الآثار، إن القصر الذي كان يشغله القومسيون الطبي القديم 27 شارع الجمهورية وقبلها كان القصر مؤمم  لصالح هيئة الإصلاح الزراعي، والذي يرجع تاريخه إلي عام 1914م، وانضم فعلياً لوزارة الآثار، وتحت يد الكنيسة بإسم الأنبا يؤنس، ومن المفترض أن تقوم الكنيسة بترميمه تحت إشراف الوزارة وتكلف به الكنيسة بالكامل ويظل تحت يد الكنيسة بإشراف كامل من وزارة الآثار المصرية.
أكدت الباحثة أسماء سيد فرغلي، الحاصلة على درجة الماجستير في الآثار الإسلامية بكلية الآداب بجامعة أسيوط، أن الطرز المعمارية التي ظهرت في أوروبا أثرت على العمارة المدنية في القرن التاسع عشر في مدينة أسيوط، وقدمت الباحثة من خلال بحث بعنوان "قصور مدينة أسيوط خلال القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين الميلادي.. دراسة آثرية فنية مقارنة" دراسة وصفية لعدد من قصور هذه المدينة.


وقدمت دراسة تحليلية مقارنة للعناصر المعمارية بهذه القصور، ودراسة مواد البناء المستخدمة في إنشائها، فضلًا عن دراسة الوحدات والعناصر الزخرفية المتعددة التي زينت هذه المباني، وأساليب تنفيذ هذه الزخارف، بالإضافة إلى معرفة الطرز المعمارية الأوروبية المختلفة التي تأثرت بها العمارة في مصر بشكل عام.


أثبتت الدراسة أن العديد من العناصر المعمارية والزخرفية متأثرة بالطرز الأوروبية، وأن قصور مدينة أسيوط غير مألوفة حيث إنه لا يوجد لها أمثلة مشابهة في قصور مدينة القاهرة، وأن التشابه الكبير بين الوحدات المعمارية والزخرفية للقصور، دليل على أنها لم تكن عشوائية ولكنها ناتجة عن نمط معماري ساد في البلاد في تلك الفترة وربما تعكس تأثيراً معمارياً وفنياً وفد من أوروبا، وأثبتت الدراسة أن كل هذه المباني ترجع إلى عهد كل من عباس حلمي الثاني، والملك فؤاد مما يؤكد مدى الإزدهار المعماري في مدينة أسيوط خلال عهديهما.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة