الشرطة والشعب «أصحاب».. كيف اختار الفراعنة رجال الأمن الداخلي؟
الشرطة والشعب «أصحاب».. كيف اختار الفراعنة رجال الأمن الداخلي؟


حكايات| الشرطة والشعب «أصحاب».. كيف اختار الفراعنة رجال الأمن الداخلي؟

شيرين الكردي

الإثنين، 25 يناير 2021 - 06:42 م

لا يختلف اثنان من المؤرخين على أن قدماء المصريين أول من وضعوا نظم جهاز شرطة لحماية شئون الدولة القديمة، لذلك كانت الحدود المصرية في أمن دائم، كما كانت الأوضاع الداخلية للبلاد في حالة استقرار.


اختيار رئيس الشرطة في مصر القديمة كان يعتمد على الذكاء وسعة الأفق والخلق الحسن من بين الضباط الحاملين رتبة «حامل العلم» في حرس الملك، خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء. 

 

وكان هناك رئيس لشرطة العاصمة والمدن الكبرى لوجود عمال نحت وتزيين المقابر، وكان لشرطة قفط مكانة هامة لأنها تقع على طريق جلب الذهب من وادي الحمامات، وكذلك رئيس لشرطة الصحراء لتعقب الفارين إلى الواحات وحماية عمال قطع الحجارة، وكان رئيس شرطة الصحراء تحت الإشراف المباشر للوزير، وذلك طبقًا لما جاء في كتاب تاريخ أنظمة الشرطة في مصر للدكتور ناصر الأنصاري.

 

ظل علم الشرطة يحمل صورة غزال في طيبة أو درع مستطيل الشكل مرسوم عليه الملك يضرب عدوًا له وكانت علاقة الشرطة بالشعب تعتمد على الصداقة كما جاء في نصيحة الحكيم آنى لابنه «اتخذ من شرطي شارعك صديقًا لك ولا تجعله يثور عليك».

 

اقرأ أيضًا|  تكتيك الجيش المصري.. أسلحة نوعية وتشكيلات وسعت الدولة الفرعونية 

 

وتتكون أجهزة الأمن الفرعونية من الشرطة المحلية لحفظ النظام في المدن الكبرى (منف وطيبة وتل العمارنة والصحراء والحرس الملكي)، وكان يشرف عليه الوزير وشرطة المعابد لحفظ النظام داخلها وشرطة المقابر لما تحويه من كنوز وشرطة الدولة لكشف المؤامرات ورصد أعمال حكام الأقاليم والشرطة النهرية لتوفير الأمن للتجارة عبر نهر النيل.

 

وفي عصر أمنحوتب الثالث انتشرت القرصنة في حوض البحر المتوسط، فعين الملك حراسة للسواحل المصرية وشرطة المناجم والمحاجر وكانت توكل للشرطة مهام أخرى مثل المعاونة في جمع الضرائب ومراقبة ضبط المكاييل والأوزان والخبز ومنع الغش.

 

 

وفي العصر البطلمي، وتحديدًا منذ بداية من عام 30 ق.م، أصبح الضباط والمناصب القيادية في الشرطة من الإغريق ثم المصريين تدريجيًا وكان تسليح الضباط السيف والمعاونين السوط والجنود العصا.

 

ومن المهام التي أوكلت للشرطة في تلك الفترة شرطة دوريات الأراضي الزراعية وحرس الحدود والمهام الخاصة والحراسات الخاصة والشرطة النهرية وشرطة تنفيذ الأحكام واقتفى الرومان أثر البطالمة في أول الأمر ثم لجأوا لنظام مزدوج يضم رجال شرطة مدنيين لحفظ الأمن والنظام يعينون من أهالي المنطقة ويضم أيضًا رجال الجيش وكان رجال الأمن في تلك الفترة من المتطوعين وهو يشبه نظام العمدة حديثًا.

 

لكن في العصر البيزنطي، وخلال الفترة من 297م إلى 641م كان نظام الشرطة يتكون من الدوق وهو رئيس الشرطة ورئيس الأبروشية ويلعب دور مدير البوليس ونشأت قوة لحفظ النظام العام وضبط المتهمين في المدن والقرى وتسليمهم للقضاء والشرطة الخاصة لحراسة كبار الملاك.

 

اقرأ أيضًا| لا تزدهر ولا تعطي ثمارًا.. شجرة لا تنبت في أي أرض إلا بسيناء

 

وبعد الفتح الإسلامى لمصر أصبح منصب صاحب الشرطة منصبًا هامًا ويعتبر نائبًا للوالي وأسسوا دارًا للشرطة بالفسطاط بجوار دار الوالى وتطور نظام الشرطة في العصر الأموي وأدخلت للشرطة ولأول مرة نظم محكمة مثل مراقبة المشبوهين وعمل سجل خاص لحصرهم للحد من نشاطهم.

 

كما أدخل نظام السجل الشبيه بالبطاقات الشخصية يتضمن الاسم والموطن الأصلي وبيانات أخرى ولا يسمح لأي شخص بالانتقال من مدينة لأخرى إلا بهذا السجل وكان هناك بدل فاقد وتالف لهذا السجل.

 

ونشأت في عهد الدولة الطولونية الشرطة السرية لاستقصاء الأخبار من كل مكان وشرطة تشبه شرطة الجوازات وفي العصر الفاطمي أقيمت شرطة المطافئ والآداب العامة والتصدي للإضرابات والثورات والفتن.

 

وشهد عصر القائد صلاح الدين الأيوبي حربًا على المفسدين واللصوص لدرجة أن الإنسان كان يمر بالصحراء وحده ومعه أحمال من الذهب دون خوف من قطاع الطرق وتصدت الشرطة لارتفاع الأسعار وتنظيم الأسواق خاصة في القاهرة والإسكندرية.

 

وفي العصر المملوكي استمرت نفس المهام وعرف صاحب الشرطة بلقب الوالي وقد أدى اتساع المدينة إلى وجود ثلاثة ولاة: والي القاهرة ووالي الفسطاط ووالي القرافة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة