دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية


ما حكم تقديم شهادة طبية كاذبة لجهة العمل؟.. الإفتاء تجيب

إسراء كارم

الإثنين، 25 يناير 2021 - 06:59 م

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال حول الشهادات الطبية الوهمية التي يقدمها الشخص للحصول على إجازة.

وجاء في نص والسؤال:  «ما حكم الموظف الذي يقدم الأعذار الطبية الوهمية للحصول على الإجازات المرضية تكاسلًا وتثاقلًا عن العمل؟ وهل يجوز للطبيب كتابة الإجازة المرضية الكاذبة التي يعلم زيفها؟».

 وأجابت الإفتاء بأن منْحُ الإجازات المرضية لموظفي الخدمة المدنية له إجراءات مقننة تضبطه، ولوائح معتمدة تنظمه، وتسري أحكامه على جميع العاملين المدنيين بالجهاز الإداري بالدولة؛ من الوزارات، والأجهزة، ووحدات الإدارة المحلية، والهيئات العامة.

وإذا مرض الموظف مرضًا يقعده عن مزاولة عمله، أو يقلل من كفاءته، أو مرضًا يتسبب العمل في ازدياده وتفاقمه أو يقلل من برئه وعلاجه: فله في كل ذلك الحقُّ أن يحصل على إجازة مرضية، وفق هذه اللوائح والقوانين التي تنظم ذلك.

 

 

وأضافت أنه إذا كان الموظف صحيحًا لا علة به ولا مرض: فلا يجوز حينئذٍ أن يدَّعي المرض ويأخذ بناء على ذلك إجازة مرضية؛ لأنه يكون بذلك مقصرًا في وظيفته التي تعاقد عليها وائتمن على أداء مهامها، وذلك لأن العلاقة بين الموظف وبين صاحب العمل (عامًّا حكوميًّا أو خاصًّا) تُكَيَّف من الناحية الفقهية على أنها علاقة إجارة؛ لأن الإجارة عقدٌ على منفعة مقصودة معلومة قابلة للبَذْل والإباحة بعِوَضٍ مَعلوم.

وقالت إن الشريعة حثت على ضرورة الوفاء بالعقود، والمحافظة على العهود، فيجب على كل من الطرفين (الموظف وصاحب العمل) الالتزامُ بما تضمنه العقد من بنود وما اشتمل عليه من شروط؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: 1].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْمُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ مَا وَافَقَ الْحَقَّ مِنْهَا» رواه أبو داود.

 

وأكدت أن التمارض منهي عنه شرعًا؛ لأنه كذب وإخبار بغير الحقيقة، والأصل في المسلم أن يكون صادقًا؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: 119]، كما أن التمارض فيه إنكار لنعمة الصحة التي هي من أعظم النعم، وشكر النعمة يُبقيها ويَزيدُها، وكفرانها يُذهبها ويُبيدُها.

 

 

وذكرت أنه لا بُد أن ينأى الموظف بنفسه عن الكسل والتثاقل عن أداء الواجبات وإنجاز المهمات؛ لأن الكسل جرثومة قاتلة، وداءٌ مهلك، يعوق من العمل الجاد والسعي الحميد في نهضة الأمم وتقدم الشعوب، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستعيذ من العجز والكسل؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ» متفقٌ عليه.

اقرأ أيضا| ما حكم بيع اللايكات على مواقع التواصل الاجتماعي؟.. «الإفتاء» توضح

وأوضحت أن موافقة الطبيب على كتابة الإجازة المرضية: فهي شهادة يؤتمن عليها؛ إذ «الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ» كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والأصل أن يكتب ما يغلب على ظنه من تشخيص المرض وبيان حال المريض، ولكن ينبغي أن يتحرى ذلك جيدًا، وألَّا يتهاون فيه، وأن يصرح بما وجده من حالة المريض دون تغيير أو تلاعب.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة