جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

أى ثقافة.. مع تطوير القرية؟

جلال عارف

الإثنين، 25 يناير 2021 - 07:21 م

عندما نتحدث  عن تطوير قرى مصر، فنحن لا نتحدث فقط عن مبان تُشيد، ولا عن طرق تمتد، ولا عن تجهيزات حديثة تجعلنا أقرب للعالم.. لكننا نتحدث فى الأساس عن البشر وحقهم فى الحياة الأفضل، وتطلعهم إلى مستقبل يليق بهم ويكونون أقدر على صنعه.

البشر هم الأساس. ومن هنا يصبح التعليم والتدريب المستمر فى مقدمة ما نهتم به. فالهدف هوالانسان صانعاً للتقدم والتنمية، وممتلكاً لكل الأدوات اللازمة من علم وخبرة، ومستمتعاً بثمار جهده فى مجتمع آمن يكفل له الاستقرار والعيش الكريم.

ولعلنا − ونحن نبدأ المشروع الضخم لتطوير الريف − نعطى كل الاهتمام المطلوب للعامل الثقافى فى تحقيق التقدم المطلوب.أهلنا فى الريف بالذات يتعرضون منذ سنوات طويلة لهجمة ضارية من ثقافة التخلف والمتاجرين بالأديان. ويواجهون واقعاً تراجع فيه دور الدولة فى توفير الثقافة الرفيعة ورعاية الفنون ودعم الإبداع، تاركة المجال لمن يشغلون الناس بكتب عذاب القبر وفتاوى إرضاع الكبير، ولمن يحتاجون لتشديد عقوبة الحبس لكى يتوقفوا عن جريمة ختان الاناث، ولمن يمثلون عقبة كبرى فى طريق تقدم الأمة بعدائهم للعلم وكراهيتهم لكل ما هوجميل فى الحياة!!

مصر كلها عانت من الهجمة الظلامية التى جاءت بأفكار الجهالة الصحراوية والإرهاب الاخواني، لكن الآثار كانت أفدح على أهلنا فى ريف مصر الذى عانى − فوق ذلك − من إهمال طال لنبدأ الآن فى مواجهة آثاره. الجهد المطلوب كبير لأننا نتحدث عن تطوير حقيقى لابد أن يشمل كل متطلبات الحياة، وأن يعد قرى مصر لكى تكون جزءاً من المستقبل لا كما أرادها الخفافيش جرءاً من ماض لم يأخذوا منه إلا كل ما هومتخلف ومتطرف!

تطوير الحياة لما يقرب من ٦٠٪ من سكان مصر يعيشون فى قراها ونجوعها يحتاج لحشد كل الجهود وفى المقدمة الجهد الثقافى. التطوير الحقيقى يكتمل مع ثقافة تحترم العقل وتدعوللعلم وتقدس العمل. ثقافة تستعيد تقاليدنا المصرية العريقة فى احترام المرأة والعناية بالطفولة. ثقافة تعرف الدين رسالة للمحبة وتعرف المواطنة دليلاً هادياً يجمع كل أبناء مصر.ثقافة تعرف قيم الفن وتحتفى بالابداع وتنتصر للحياة التى أمرنا الله أن نجعلها أفضل.. وأجمل.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة