قميص الأحمر تمزق ٣ مرات أثناء المباراة
قميص الأحمر تمزق ٣ مرات أثناء المباراة


مونديال اليد 2021| بالأرقام.. منتخبنا «تمام التمام»

ياسر عبدالعزيز

الإثنين، 25 يناير 2021 - 10:33 م

كشفت أرقام مباراة مصر وسلوفينيا أمس عن ريمونتادا اعجازية حققها الفراعنة ونجحوا خلال ١٢ دقيقة متفرقة فى عبور جسر التنين السلوفينى الشائك من خلال الهجوم الخاطف ومهاراتهم الفردية العالية التى تصدى لها سلوفينيا بقيادة حارسهم العملاق الأشبه بهرقل بأجسادهم وبالخشونة المتعمدة التى مزقت تى شيرت احمد الأحمر ٣ مرات ليفوز بأغرب لقب فى التاريخ وهو بطل قمة التيشيرتات الممزقة !!

ونجح منتخب مصر لكرة اليد فى إعادة كتابة التاريخ الجميل، وتألق فى قلب الموازين وحول تأخره بخمسة اهداف فى الشوط الأول إلى تعادل بطعم الفوز ٢٥ / ٢٥ مع سلوفينيا التنين المرعب واقتنص الفراعنة تذكرة التأهل والعبور الثانية عن المجموعة الرابعة فى الجولة الختامية للدور الرئيسى لبطولة كأس العالم الجارية فى مصر والتى تختتم الأحد المقبل، التعادل رفع رصيد مصر إلى ٧ نقاط فيما تصدر السويد المجموعة وله ٨ نقاط ليلعب الفراعنة مع الدنمارك الرهيب غدا فى دور الثمانية.. لم يكن متفائلا ممن تابعوا مباراة مصر وسلوفينيا يستطيع توقع السيناريو الإعجازى للمباراة منذ انطلاقها وحتى الثانية الأخيرة، وعلى غير المتوقع تسيد سلوفينيا مجريات اللعب أداء ونتيجة وانهى الشوط الأول متفوقا بفارق ٥ أهداف، ومع بداية الشوط الثانى تفاجأ سلوفينيا بالاعصار الفرعونى المدمر يلاحقه ويداهمه حتى أدرك التعادل ثم التقدم وكان الفراعنة قاب قوسين أو أدنى من إحراز الفوز ولكن سلوفينيا قطع كرة تعزيز الفارق وحولها لهجمة مضادة سجل منها هدف التعادل.

وبذلك حقق منتخب مصر، إنجازًا غائبًا بعدما تأهل لربع نهائى كأس العالم، وصعد، ليدخل رسميا المنافسة على اللقب ضمن أفضل 8 منتخبات فى العالم..ولم يستطع المنتخب المصرى التأهل لربع النهائي، منذ إنجازه فى نسخة 2001 حين تأهل للمربع الذهبي.

وصعد منتخب مصر للمرة الخامسة لربع نهائى البطولة، بعد نسخ (1995 و1997 و1999 و2001)، وفى البطولة السابقة التى أقيمت فى المانيا والدنمارك 2019، حقق المنتخب المصرى المركز الثامن، حيث تم تنظيمها بشكل مختلف، حيث تم اختزال دور الثمانية بتأهل الأول والثانى من المجموعتين فى الدور الثاني، إلى الدور نصف النهائى مباشرة، حيث حل منتخب مصر رابعا فى مجموعته، وخسر مباراة المركز السابع أمام إسبانيا ليحل ثامنا.

‭ %‬50لكتيبة‭ ‬‮«‬هرقل‮»‬

وما بين التفوق الكاسح لمنتخب سلوفينيا فى الشوط الأول وريمونتادا الفراعنة الاعجازية فى الشوط الثانى شهدت أحداث المباراة أرقاما غريبه ومثيرة وإعجازية من حيث الفترة الزمنية التى تحققت فيها :

السيطرة للمغلوب

وتتضح قيمة الريمونتادا الإعجازية للفراعنة مع النظر إلى أرقام المباراة التى تكشف عن نسبة نجاح لمنتخب سلوفينيا أعلى من نسبة نجاح الفراعنة فى التسجيل والإيجابية، منتخب سلوفينيا تصل إجمالى نسبة نجاحه ٥٨ ‭%‬ مقابل ٥٣ ‭%‬ للمنتخب المصرى أى يتفوق التنين السيلوفينى بفارق نسبة نجاح تصل إلى ٥‭%‬ وهى بالمناسبة نسبة كبيرة أن يتفوق منتخب متعادل فى النتيجة على منافسه بهذا الفارق الكبير، وجاءت نسبة تفوق سلوفينيا بعدما نجح لاعبوه فى تسجيل ٢٥ هدفا من واقع ٤٢ بينما سجل الفراعنة ٢٥ هدفا من واقع ٤٧ تصويبة على مرمى المنافس وبالفعل شهدت المباراة إهدار مصر ٢٢ هدفا محققا كانت كفيلة بإسقاط التنين السيلوفينى بالضربة القاضية لو تم ترجمتها إلى أهداف ولكن استعجال الفراعنة وخروجهم عن التركيز من فرط الحماس دفعهم إلى السقوط فريسة فى غول إهدار الفرص السهلة.

 سلوفينيا كان الأقرب

 وكذلك تقول الأرقام أن منتخب سلوفينيا كان قريب جدا من الفوز ولكن التوفيق كان حاضرا فى لقاء التأهل ومال بقوة ناحية المصريين ربما لأنهم أدخلوا السعادة والتفاؤل من خلال تنظيمهم الرائع والمبهر للمونديال ؛ والحديث هنا بالأرقام لا يقلل على الإطلاق من قيمة الملحمة التى قدمها احفاد الفراعنة فى التصدى لغزوات التنين السيلوفينى المرعب وإنما الأرقام تقول والأخبار تنقل الصورة كما هى.. مصر كان الحظ حليفها ومساندا لها بقوة عندما خرج عمالقة سليفونيا تباعا للإيقاف ٦ مرات وهو الأمر الذى تسبب فى فتح المربعات والمساحات للفراعنة الذين أبلوا بلاء حسنا على مدار نقص عددى فى صفوف المنافس بإجمالى ١٢ دقيقة شهد إيقاف لثلاثة لاعبين تباعا بواقع دقيقتين لكل لاعب، وكان ذلك له الأثر الإيجابى فى صناعة تفوق المنتخب الوطنى فى حين لم تشهد صفوف الفراعنة سوى حالتين إيقاف لمدة ٤ دقائق بواقع دقيقتان لكل لاعب وقد استغل المصريون هذه الفترات فى العودة من بعيد وتصحيح الأوضاع وإدراك التعادل والتقدم بعض فترات الشوط الثانى وكان بمقدور الفراعنة إحراز الفوز ولكن خبرة سلوفينيا منحته التعادل فى آخر ثانية.. وعزز من تفوق الفراعنة استبدال حارس سلوفينيا العملاق بلاعب لسد حالة النقص فكان الرد قاسيا من الفراعنة عندما أمطروا الشباك بالأهداف الغالية.

ووضح الثبات الانفعالى والصلابة وقدرة التحمل على الفراعنة من خلال الأرقام التى كشفت عنها رميات الجزاء ؛ فقد شهدت المباراة احتساب ٧ رميات جزاء للفريقين بواقع ٤ رميات للفراعنة سجلوا منها ٣ أهداف بينما احتسب الحكم ٣ رميات جزاء لمنتخب سلوفينيا سجل منها هدفا لتكشف أرقام اللمسات الجزائية عن ثبات وتركيز لازم الفراعنة الذين أهدروا رمية واحدة من ٤ رميات بينما أهدر التنين السلوفينى رميتين من واقع ٣ رميات جزاء وساهم الرمى الدقيق للفراعنة فى عودتهم الإعجازية للمباراة سواء بإدراك التعادل أو التفوق فى بعض فتراتها.

الفراعنة يصنعون الفارق 

لم تكن العودة الإعجازية أمام منتخب عنيد بحجم سلوفينيا الذى كان يحلم باللقب سهلة على الفراعنة وإن كانت الظروف التى شهدتها المباراة كان لها دور محورى فى ابتسامة مصر وتأهلها لدور الثمانية مع عظماء اللعبة..منتخب مصر كان حاضرا ويقظا وواعيا فى مواجهة كوكبة من نجوم اللعبة لهم أسماؤهم فى كبرى الأندية الأوروبية ونجح فى استثمار النقص العددى طبقا للأرقام وسجل تفوقا كاسحا فى الهجوم الخاطف والسريع بنسبة وصلت ٧٥ ‭%‬ بينما جاءت نسبة الهجوم الخاطف لدى سلوفينيا مقدرة بنحو ٥٠ ‭%‬ وساهم الهجوم المصرى الخاطف بنسبة كبيرة فى تجسيد الريمونتادا الإعجازية وتسبب فى إرباك دفاعات سلوفينيا وإحداث الخلل فى تحركات التنين مما فتح الطريق أمام نجوم مصر.

الأحمر كلمة السر

 وكشفت الأرقام أيضا عن سر كبير جدا وكنز ثمين فى صفوف الفراعنة حيث استحق النجم الأشهر أحمد الأحمر لقب أفضل مراوغ فى المباراة وهذا ما وضح بقوة من خلال تعرضه ٣ مرات لتمزيق التيشيرت وكان فى كل مرة يخرج لاستبداله ؛ لم يجدوا حلا فى مراوغاته ومهاراته وقدراته الفردية الفذة فقاموا بتمزيق التيشيرت الخاص به فى مشهد تكرر ثلاث مرات وذلك فى ظل قيام الفراعنة بتنفيذ هجومهم الضاغط المتقن.. لم يجدوا حلا مع الأحمر فمزقوا تى شيرته الأول ثم الثانى ثم الثالث ؛ ظاهرة تمزيق تيشيرتات المنتخب المصرى لإيقاف خطورة الفراعنة كانت واضحة بقوة فى لقاء التنين السيلوفينى، ويظل حوار مع رجل الاسعاف الذى يعيد التمزقات ويجمعها بالابره والفتله تصرف فطرى نادر ربما غير مسبوق فى الملاعب..وحدثت واقعة تمزيق التى شيرت أيضا مع على زين والدرع فى مشهد كان مثيرا ولافتا للانظار. 

أرقام ومفارقات

 لم تتوقف غرابة الأرقام ومفارقتها عند هذا الحد فى معركة الصمود وملحمة البقاء والكفاح للفراعنة أمام سيلوفينا ولكن كشفت الأرقام عن تفوق كبير للجناح النموذجى محمد سند الذى وصلت نسبة نجاحه فى التسجيل إلى ٨٨ ‭%‬ حيث أحرز ٧ أهداف من ٨ تصويبات..بينما جاءت نسبة نجاح يحيى عمر ٦٧ ‭%‬ بعدما سجل ٦ أهداف من واقع ٩ تصويبات وهى نفس نسبة نجاح الأحمر الذى سجل مرتين من واقع ٣ تصويبات.. وعلى زين ٦٠ ‭%‬ وسجل ٣ أهداف من ٥ تصويبات.. وجاءت نسبة يحيى الدرع تقدر بنحو ٥٧ ‭%‬ حيث سجل ٤ أهداف من ٧ تصويبات..وسيف الدرع ٥٠ ‭%‬ حيث سجل هدفين من ٤ تصويبات.. وأحرز وسام نوار هدفا من تصويبة واحدة..وغاب عن التسجيل كل من : أحمد هشام السيد رجل المباراة السابقة لمصر أمام بيلا روسيا وحسن قداح اللاعب الموهوب وإبراهيم المصرى.

هاشم وعلامة استفهام ؟!

 وفرض سؤال نفسه بقوة من خلال تقليب دفتر أرقام مباراة مصر وسلوفينيا وهو أين محمد ممدوح هاشم ؟! فقد ظهر دون المستوى وأضاع بغرابة شديدة ٥ تصويبات وفرص كانت كفيلة بصناعة الفارق والغريب أن هاشم كان حاصلا على نسبة ١٠٠‭%‬ من التسجيل فى مرمى بيلا روسيا الماضية وهنا يتساءل المراقبون ما سر التحول السلبى الذى أصاب هاشم أحد أهم ركائز المنتخب وما سر إهداره لكل التصويبات والفرص التى لاحت له ؟! ونفس الوضع تكرر مع عمر الوكيل الذى أهدر ٣ تصويبات لاحت له..من المؤكد أن هاشم والوكيل سيكونان أكثر تركيزا فى لقاء الدنمارك القادم الذى لن يتحمل ضياع فرصة واحدة.

 القوة والفن والمهارة

ويرى د.عفت رشاد المحاضر الدولى بالاتحادين العربى والافريقى والمحلل الرقمى والخبير المعروف فى لعبة اليد أن الأرقام كشفت عن محاسن وصفات جميلة يتمتع بها الفراعنة وفى الوقت نفسه كشفت عن سلبيات وأخطاء يجب تداركها سريعا خاصة أن المنافس القادم وهو الدنمارك المرشح الأوحد للقب لا يعرف الرحمة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة