صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


«خلطات سحرية» مجهولة تزعم مقاومتها للفيروس

النصب باسم الجائحة.. دكاكين العطارة تبيع وهم علاج كورونا

لمياء متولي- دعاء سامي

الإثنين، 25 يناير 2021 - 11:17 م

"تركيبة أعشاب طبيعية لتقوية المناعة ضد فيروس كورونا".."احم نفسك وقو مناعتك ضد الكورونا".. دعاية كثيرة بوسائل مختلفة ومتعددة على صفحات العديد من محلات العطارة التى أستغلت الجائحة وقامت بعمل تركيبات وخلطات تدعى أنها تحمى من الاصابة من الفيروس كنوع من أنواع المتاجرة بالمرحلة التى يمر بها العالم وكأن الحل يكمن فى الأعشاب الطبيعية المجهولة والخلطات التى يدعون أن لها مفعول السحر فى تقوبة الجهاز المناعى للانسان.

عشرات الصفحات على وسائل التواصل الأجتماعى وجدناها تقوم بعرض وتسويق تركيبات وخلطات عشبية مستغلة جائحة كورونا لتؤكد هذه الصفحات على أن هذه التركيبات تعمل على تقوية المناعة ضد فيروس كورونا ،وعندما تواصلنا مع أحدى هذه الصفحات لمعرفة مكونات بعض التركيبات وجدناها عبارة عن "أشواجندا.. قسط هندى.. ورق مورينجا..أخناسيا.. قرنفل وحبة البركة..وشاى أعشاب مع كركم وزنجنبيل ".مع تحديد مدة معينة لتناول هذه الأعشاب من أجل تقوية المناعة وللأسف وجدنا المئات من المتفاعلين مع هذه الصفحات والذين يتعلون بآمال اما تقوية المناعة والتحصن من الفيروس أو الشفاء.

ولكن لم تلتفت مثل هذه الصفحات إلى الأعراض الجانبية التى قد تسببها هذه الخلطات لأصحاب الأمراض المزمنة.

"الأخبار " قامت بمناقشة الأطباء والصيادلة حول مدى جدوى هذه التركيبات والأضرار الناتجة عن أستخدامها.

فتقول الدكتورة نرجس ألبرت أستاذ الصحة العامة أن جائحة فيروس كورونا أثبتت بالدليل القاطع أهمية العلم خصوصا فى المجال الطبى ،فالمعامل التى أمتلأت بالأطباء والعلماء من أجل الوصول الى اللقاح تؤكد على اهمية الطب والبحث العلمى خلال السنوات القادمة.

وتشير الى أن وصولنا الى الموجة الثانية من فيروس كورونا رفع بدرجة كبيرة نسب الوعى لدى شريحة كبيرة من المواطنين فى الحفاظ على أنفسهم من الاصابة عن طريق اتباع الاجراءات الاحترازية والحفاظ على الجهاز المناعى من خلال تناول الفيتامينات سواء الطبية أو الطبيعية الموجودة فى الفاكهة والخضراوات وبعض المشروبات الساخنة على رأسها الينسون لما له من فوائد كثيرة اهمها حماية الحلق من الالتهاب.

وتضيف أنه ظهر مؤخرا ترويج لبعض التركيبات العشبية والخلطات لدى محلات العطارة مروجين لها أن تقوم بتقوية جهاز المناعة لدى الانسان وتمنعه من الاصابة بالفيروس وهذا غير صحيح لان دمج هذه الاعشاب مع بعضها البعض وبدون نسب معينة حتى وان كانت أعشابا معروفة للجميع قد ينتج عن هذا الخليط مكون جديد قد يتسبب فى حدوث اضرار خاصة لاصحاب الامراض المزمنة لانه قد يتلاعب بالضعط أو على الغدة الدرقية وقد تؤثر على الجسم بطريقة سلبية ،لذا ينصح بعدم الانسياق خلف هذه الخلطات غير الصحية واللجوء الى المنتجات بصورتها الطبيعية.

توازن المناعة

ويؤكد د. اشرف عقبة أستاذ المناعة والباطنة أن تقوية المناعة باستخدام الطريقة الشائعة الحالية من خلال محلات العطارة والتى قد يلجأ اليها البعض معتقدين أن هذه الطريقة قد تساعد فى رفع كفاءة الجسم وحماية الجهاز المناعى فهذا أعتقاد خاطيء كليا ،لان مثل هذه التركيبات وبعض الأعشاب قد تقوم بإحداث خلل فى الجهاز المناعى وذلك غير مطلوب فى الوقت الحالى.

ويقول انه لابد من الحفاظ على توازن الجهاز المناعى لدينا حتى يقوم بوظيفته بالشكل المطلوب لأن هناك من يعانون من مرض نقص المناعة ومن فرطها وبالتالى قد تعمل هذه الخلطات على افراز مواد قاتلة للفيروس ولكن اذا زادت عن الحد المطلوب قد تسبب مضاعفات منها احداث قصور فى بعض وظائف الاعضاء الرئيسية، ولذلك فإن المتاجرة بالأعشاب التى لم يسبق تجربتها بشكل كافى تعد بمثابة بيع وهم للبعض، بالاضافة الى أنه قد يسبب شعور زائد بالامان لديهم أو يتوهمون انهم قد يصبحون عرضة للاصابة اذا تأخروا فى تناول هذه التركيبات.

ومن جانبه أكد د. طه عبد الحميد استاذ الصدر والحساسية بكلية الطب بجامعة الأزهر ان الخلطات العشبية ليست طبا بديلا كما يزعم البعض بينما قد يساء استخدامه ويصبح طبا مضللا للكثيرين ويتم استخدامه للتلاعب لاحلام وامال الغلابة فى الشفاء، وفى نفس الوقت يكون السراب الذى يجرى وراءه الصيادلة معدومو الضمير الذين يلهثون وراء الاموال والثراء بالفهلوة والكذب وخداع المرضى.

واكد على ان كورونا ليس له علاج حتى الان وان من يزعم ذلك او يروج له لابد وان يحاسب ويقدم للمحاكمة العاجلة ليكون عبرة لغيره من معدومى الضمير، وان كل ما نستطيع ان نقدمه للمرضى هو بروتوكول العلاج المعتمد من وزارة الصحة المصرية، بالاضافة الى الحث على الوقاية والبعد عن التجمعات والزحام.

الصيادلة والأعشاب

عجز العلماء فى مختلف دول العالم عن الوصول الى علاج للشفاء بشكل كامل من فيروس كورونا المستجد، وعلى الرغم من من ذلك هناك بعض التصرفات الفردية من جانب الصيادلة والعطارين يزعمون من خلالها بأنهم وجدوا علاجا للكورونا، ويكون هدفهم الوصول إلى الشهرة وعمل مشاهدات بأعداد ضخمة على مواقع التواصل الاجتماعى واليوتيوب، وكان آخر هؤلاء "صيدلى المنوفية" والذى تم ايقافه عن العمل ويتم التحقيق معه من قبل نقابة الصيادلة.

واجمع عدد كبير من الصيادلة بمختلف انحاء ومناطق مصر ان من يقول انه قد توصل لعلاج الفيروس ما هو الا بائع للوهم وباحث عن الاموال بالباطل والسرقة، حيث ان الشركات العالمية التى تقوم بصناعة الدواء فى العالم لازالت تبحث عن مصل مضاد له.

فيقول د. فادى بباوى صاحب احدى الصيدليات بمنطقة وسط البلد ان ما ينتج عن بعض الصيادلة من ادعاءات بإيجاد علاج او لقاح للفيروس ماهو الا متاجرة باحلام وآمال المواطنين، كما انه غش علنى وتلاعب بعواطف المرضى وذويهم واعطائهم أملا كاذبا فى الشفاء، بالاضافة الى تدعيم الاحساس بالامان وعدم اتخاذ الاجراءات الاحترازية والخروج والتنزه والتواجد فى التجمعات وهو ما يأتى بنتيجة عكسية على كافة افراد المجتمع وتتزايد الاعداد وهو ما نحن فى غنى عنه فى الوقت الراهن.

ومن جانبها اكدت د. مى محسن صاحبة احدى الصيدليات بمنطقة مصر الجديدة ان العقاقير المستحدثة او التى يتم تركيبها لابد وان يتم عمل تجارب عليها مرارا وتكرارا ولمدد زمنية كبيرة للتأكد من مدى فاعليتها كما ان الاختبارات لابد وان تتم على الحيوانات فى بداية الامر واذا اثبتت فاعليتها يتم تجربتها على الانسان وهو ما يتم الآن فى الشركات والمعامل المركزية العالمية من تجارب سريرية للوصول الى لقاح ناجح لفيروس كورونا، وأن ما ادعاه صيدلى المنوفية يعد غشا تجارىا وتضليلا ومن الصعب للغاية ان يقوم صيدلى بالوصول الى لقاح او علاج لفيروس مستجد دون وجود اليات وامكانيات مادية وعلاجية ضخمة تخدم البحث الذى يقوم به، وهو ما يؤكد فشله فى ذلك وتضليله للمواطنين البسطاء فى قريته مستغلا الظروف الراهنة التى يمر بها العالم من معاناة فى مواجهة الفيروس.

وأشارت الى ان الخلطات التى يتم الترويج لها تعتبر من المقويات الطبيعية للمناعة ولا تعد علاجا أو لقاحا للفيروس بينما هى مستخلصات طبيعية من الاعشاب قد تساهم فى تقوية المناعة الداخلية للجسم وهذا ايضا يتوقف على جاهزية الجسم ومدى قابليته للاستجابة لهذه الاعشاب لان الاستجابات نسبية وتختلف من جسم لآخر.

تفعيل الرقابة

ومن جانبه أكد د. هانى زهران صاحب سلسلة صيدليات ان كل ما يخص الصيادلة المصريين فى المرحلة الحالية ماهو الا الالتزام بصرف البورتوكول العلاجى الذى اقرته وزارة الصحة المصرية، ولا مجال للاجتهادات فى ظل الظروف التى نمر بها حيث ان هناك بعض المرضى قد تكون حالاتهم حرجة ويحتاجون للتصرف السريع من أجل انقاذ حياتهم لذلك يستوجب على الصيدلى الاسراع فى توفير البروتوكول العلاجى او النصح بزيارة الطبيب أو التوجه إلى اقرب مستشفي.

وأوضح انه لابد من تفعيل الرقابة على الصيدليات وتقييد تصرف الصيدلى فى اعطاء الدواء والا يتم صرفه الا بروشتة معتمدة من طبيب متخصص من أجل الحفاظ على سلامة المواطنين وحمايتهم من جشع بعض الصيادلة الذين يدعون المعرفة من اجل الحصول على المكاسب المادية وتحقيق نسب مبيعات عالية على حساب المرضى.

جشع واستغلال

وفى نفس السياق اكدت د. ياسمين عبد الحميد صاحبة إحدى الصيدليات بمنطقة مصر الجديدة ان ما يفعله بعض الصيادلة من افعال مشائنة يؤكد على غياب الضمير وعدم الالتزام بمبادئ شرف المهنة التى تتطلب الامانة ورعاية المريض بكافة اشكال الاهتمام بمنتهى الشفافية والدقة دون السعى وراء المكاسب المادية أو الشهرة.

وأكدت أن ظروف الجائحة التى تمر بها كافة دول العالم جعلت البعض يسعون إلى استغلالها بشكل سيئ فهناك من رفعوا اسعار الكمامات ومستلزمات التعقيم، وهناك من كان يتطوع باعطاء أدوية أو فيتامينات غالية الثمن مدعين انها ستكون علاجا جيد للفيروس، وامثلة كثيرة ممن اخذوا الكذب والفهلوة اسلوب حياة واتخذوا الصيدلة ساترا لاغراضهم الدنيئة فى الوصول الى المكاسب الطائلة.

وطالبت د.ياسمين المواطنين بالتواصل مع نقابة الصيادلة اذا وقع اى منهم فريسة لهؤلاء من اجل حماية الاخرىن من جشعهم واستغلالهم بالاضافة الى قيام وزارة الصحة بسن قوانين وتجريم صرف الادوية من الصيدليات دون روشتة طبيب متخصص، حيث ان جميع دول العالم تسير فى هذا النهج، وعلينا ان نحذو حذوهم من اجل حماية المواطنين والحفاظ على صحتهم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة