صورة موضوعية
صورة موضوعية


«الأقونيطن» زهرة الموت المعروفة بلعنة النساء

منى إمام

الثلاثاء، 26 يناير 2021 - 02:30 ص

هناك بعض النباتات السامة التي قد يستفيد منها الإنسان في كثير من العقاقير الطبية بالغة الأهمية، وعلى رأسها الأقونيطن، والأتروبين، والكوكايين، والديجيتاليس، والهيوسين، والمورفين، والكينين، والأستركنين، 

نبات الأقونيطن

زهري سام ولكنه وله أكثر اسم دارج ومنها "لعنة النساء، والصاروخ الأزرق، خوذة الشيطان، وخانق الذئاب، وقاتل النمر " وكل هذه المسميات توحي بالشر والسمية.

ويعتبر الأكونتين سم قلوي قاتل ينتجه نبات الأقونيطن، وهذا الجنس من النباتات يضم حوالي 250 نوع من النباتات المزهرة، تنمو في الأجزاء الجبلية من نصف الكرة الشمالي، وجميعها تقريبا تعرف بانتاج سم قوي يطلق عليه إسم الأكونتين، وهو سم يتطلب التعامل معها خبرة وحذز شديد للغاية.

ويتم زراعة الآقونيطن كاحد نباتات الزينة بفضل جماله وألوانه الزرقاء الجذابة، وهذا الجمال يخفي سم يتواجد في جميع أجزائها تقريبا، خاصة الجذور، وتحتوي على العديد من السموم، وأهمها الإكيتونين الذي يعد السم الأكثر خطورة بينها، وهو سم عصبي قوي وشديد السمية.

تم إختبار تاثير سم الأكونتين على مجموعة متنوعة من الحيوانات، بما في ذلك الكلاب والقطط والأرانب والفئران، وكانت الأعراض التي ظهرت على هذه الحيوانات، هي الإسهال والتشنجات وعدم إنتظام ضربات القلب، وفي بعض الحالات كانت النتيجة هي وفاة الحيوان

كمية السموم القوية في هذه النباتات يجعلها مفيدة بالنسبة للإنسان، بحيث يتم إستخدامها في علاج عدد من الأمراض، بما في ذلك كترياق لسموم الأفاعي، لكن إن أخذ بطريقة مباشرة فانه يتحول الى سم ضار على صحة الإنسان.

وتنمو هذه البناتات في أوروبا الغربية والوسطى وامريكا الشمالية، وعادة ما يكون الأطفال أكثر الضحايا لهذا السم، ففي عدد من الحالات قام الأطفال بابتلاع كمية من هذه النباتات ذات المظهر الجميل والشبيه نوعا ما ببعض النباتات الصالحة للأكل.

في أوروبا وامريكا الشمالية يتعرض الكبار لهذا السم بشكل متزايد، بسبب وجود عدد من الأدوية التي تحتوي على كمية من نبات الآقونيطن، أما في اسيا فان التعرض يكون من خلال بعض المستحضرات العشبية، والتي تكون بدورها مصنوعة من هذا النبات.

ويتضمن استخدامات العلاجية لهذا النبات هي علاج آلم المفاصل والعضلات، ويزعم البعض من المعالجين على أنها تقوم بتقليل معدل ضربات القلب لدى مرضى القلب، وتشمل الإستخدامات الأخرى الحد من الحمى وأعراض البرد، ولكن أحيانا لا يتم إستخدامها بالطريقة الصحيحة، وينتهي الأمر باصابة المريض بسم الأكونتين، وهذا يحدث عندما يشرف على العلاج شخص غير كفئ، أو في بعض الحالات عندما يقوم المريض باستخدام النبات بنفسه.

وعن حالات التسمم، تبدأ الأعراض في الظهور في غضون دقائق الى بضع ساعات بعد البلع، وكلما كانت كمية التسمم أكبر، ظهرت الأعراض بشكل أسرع، وتشمل الأعراض معدل ضربات القلب البطيء أو السريع، الغثيان، التقيئ، ألم البطن، الإسهال، وهناك حالات خطيرة يمكن أن يؤدي التسمم الى شلل في التنفس، وتشوهات شديدة في ضربات القلب، وهذا الأمر يكفي للتسبب في الوفاة إذا لم يتلقى المصاب الرعاية الطبية في الوقت المناسب.

ويصاب الناس بسم الاكونتين من خلال ابتلاع عمدا نباتات الآقونيطن، وذلك من أجل الحصول على العلاجات التي يقدمها هذا النبات، ويكون ذلك بسبب الفهم الخاطئ، وسبق أن تم الإبلاغ عن حالات تناول فيها الضحية كمية من نبات الآقونيطن بعد القراءة عن فوائدها في كتب الأعشاب الطبية، وتبدأ الأعراض الأولى في الظهور للتسمم بالعقاقير بعد 20 دقيقة الى ساعتين تقريبا، وتشمل الأعراض الأولى التقيئ والإسهال والألم الشديد، ثم شلل في العضلات، وبعدها تبدأ الأعراض الخطيرة في الظهور، مثل عدم إنتظام ضربات القلب، والتي يمكنها التسبب في الوفاة

كلما تعرض الإنسان الى كمية أكبر من سم الأكونتين كلما كانت حالته أكثر خطورة، وفي سنة 1969 تم تسجيل وفاة بجرعة زائدة من سم الأكونتين، لم تبلغ أكثر من 28 ميكروجرام  للكيلو جرام الواحد، وهي أقل جرعة مسجلة في التاريخ تسببت في مقتل إنسان بالغ.


 

اقرأ أيضا

الزراعة تشكل لجان للمرور على حقول القمح لاكتشاف « الصدأ الأصفر» وعلاجه
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة