صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


التهاب اللثة.. بين آلام المرض وطرق الوقاية والعلاج

محمد إسبتان

الثلاثاء، 26 يناير 2021 - 10:48 ص

 

التهاب اللثة.. آلم صعب تحمله لدى الكثير من الأشخاص، خاصة كونه من أمراض اللثة الشائعة والتي تظهر على شكل حدوث إحمرارٍ وانتفاخٍ في اللثة، ويرافق ذلك نزف الدم منها بسهولةٍ عند غسلها بفرشاة الأسنان أو تنظيفها بخيط الأسنان، ويجب التفريق بين التهاب اللثة والتهاب دواعم الأسنان.

 فالتهاب اللثة يصيب اللثة المحيطة بالأسنان، في حين أنّ التهاب دواعم السن يصيب العظم المحيط بالأسنان، وفي حال إهمال معالجة التهاب اللثة فإن الالتهاب يتطور ليصيب دواعم السن، وبحسب الجمعية الأمريكية لطب الأسنان فإن التهاب اللثة والتهاب دواعم السن يُعدّان أهمّ أسباب فقد الأسنان عند البالغين، وعلى الرغم من إمكانيّة تطور التهاب اللثة إلى التهابٍ في دواعم الأسنان، إلّا أنّ هذا الأمر ليس ضروريّ الحدوث.

علاج التهاب اللثة

يقوم علاج التهاب اللثة على مبدأ إزالة جميع العوامل التي تؤدي إلى ظهور الالتهاب، ويمكن تصنيف العلاج إلى 3 فئاتٍ رئيسيّة.

الفئة الأولى.. تنظيف الأسنان

لا بُدّ من تنظيف الأسنان لإزالة طبقة البلاك والجير التي تسبب تهيُّج اللثة، ويتم ذلك في عيادة الأسنان لدى الطبيب المختص، ويتم القيام بتنظيف الأسنان إمّا باستخدام الأدوات اليدوية، أو جهاز الموجات فوق الصوتية، أو الليزر، ويشمل التنظيف العمليات «تقليح الرواسب الكلسية أو الجير فوق وتحت اللثة، كشط الجذر وفيه تتم إزالة النتوءات الملوثة على سطح الجذر، ثمّ يتم تنعيمه، استعمال الليزر ويُعتبر الليزر أقل ألماً للمريض ولا يتسبب بنزف الدم بكثرة».

الفئة الثانية..استخدام الأدوية

هناك مجموعة من الأدوية التي تُستخدم لعلاج التهاب اللثة، منها «الغسولات الفموية المحتوية على مادة الكلورهكسيدين وتحتوي على خصائص علاجيةٍ ولها تأثيرٌ في تعقيم الفم، والرقاقات المعقمة التي تحتوي على مادة الكلورهكسيدين التي يتم إطلاقها من الرقاقة الى اللثة مع مرور الوقت بعد وضعها داخل الجيب اللّثوي بعد كشط الجذر، المضادات الحيوية التي تستخدم لعلاج المناطق الملتهبة لفترةٍ طويلة ومنها الدوكسيسيكلن .

والفئة الأخيرة.. العلاج الجراحي

تتم معالجة التهاب اللثة في بعض الأحيان عن طريق إجراء بعض الإجراءات الجراحية، ومنها «الجراحة السديلية يتم فيها رفع اللثة جراحياً حتى يتسنى إزالة ما تحتها من الجير، ثم تتم تسوية الحواف العظمية في حال وجودها غير منتظمة الشكل، ويساعد ذلك على إلغاء الأماكن التي تعطي للبكتيريا فرصةً للاختباء فيها، ويتم بعد ذلك إرجاع اللثة لتحيط السن وتلغي الفراغ المتكون بين اللثة والسن، وتسمى هذه العملية عملية اختزال الجيب اللّثوي، بالإضافة إلى طريقة التطعيمات العظمية وتطعيمات الأنسجة الرخوة حيث يتم وضع قطعٍ منفصلةٍ من العظم من الشخص نفسه، أو من متبرعٍ، أو قد تكون التطعيمات تطعيماتٍ عظميةً صناعيةً لتعويض العظام في المناطق التي تدمّر فيها نتيجة التهاب اللثة، كما يتم وضع تطعيماتٍ لثويةٍ في المناطق التي تعاني من انحسار اللثة أو التي يكون فيها سمك اللثة ضئيلاً، ويتم أخذ التطعيمة اللثوية عادةً من اللثة التي تغطي سقف الحلق».

أسباب التهاب اللثة

السبب الرئيسيّ وراء التهاب اللثة هو تجمع أو تكوّن طبقة البلاك، ويُعتبر البلاك طبقة رقيقة من البكتيريا التي تتجمع على أسطح الأسنان، ويؤدي تجمع البلاك تحت مستوى اللثة الى حدوث الالتهاب، كما أن إهمال إزالة البلاك يؤدي الى تصلُّبه مكوناً بذلك ما يعرف بجير الأسنان، وعند إهمال الالتهاب وتركه دون علاجٍ فإنّ ذلك يؤدي الى انفصال اللثة عن السن، وقد يتطورالأمر ليصل إلى مرحلة إلحاق الضرر بالأنسجة الرخوة والعظم الداعم للأسنان، مما يؤدي إلى عدم استقرار السن والذي بدوره قد يؤدي إلى فقدان السن، وهناك العديد من العوامل التي تُساهم في حدوث التهابٍ في اللثة، ومنها «التدخين ومضغ التبغ، حيث يقوم كلاهما على تقليل قدرة اللثة على الالتئام، الأماكن التي يصعب تنظيفها والتي تُشكل بيئة مناسبة لتجمع البلاك والجير، وتنتج هذه الأماكن من عدم انتظام ترتيب الأسنان، أي الأسنان المائلة والمعوجّة، والعادات الغذائية السيئة مثل تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والكربوهيدرات، وقليلة المحتوى المائي، والتي من شأنها أن تزيد فرصة تكوّن طبقة البلاك، وتجدر الإشارة إلى أنّ قلة تناول الأطعمة الغنية بفيتامين سي قد يؤخّر التئام اللثة أو يمنعه، بالإضافة إلى بعض أنواع الأدوية والأمراض، ومنها أدوية الصرع مثل الفينيتوين وبعض أدوية الذبحة الصدرية وارتفاع ضغط الدم، ومنها حاصرات قنوات الكالسيوم وبعض الأدوية المستخدمة في علاج السرطان.

أما الأمراض التي تؤدي الى حدوث التهاب اللثة فمنها الأمراض التي تؤدي إلى خفض مناعة الجسم مثل الإيدز واللوكيميا، وبعض الإنتانات الفيروسية والفطرية، والسرطانات، ومرض السكري بسبب إضعاف السكري للدورة الدموية مما يُقلّل من قدرة اللثة على الالتئام، وتغير الهرمونات إذ يؤدي إلى زيادة حساسية اللثة وجعلها أكثر قابليةً لحدوث الالتهاب، كما هو الحال خلال فترة الحمل، والدورة الشهرية، وعند البلوغ، وفي سن الأمل.

وتجدر الإشارة إلى أنّ أمراض اللثة تُشكّل ما نسبته 70-90% في سنّ البلوغ، والتوتر والقلق، لما لهما من قدرةٍ على إضعاف مناعة الجسم، وجفاف الفم، والتنفس عن طريق الفم.

الوقاية من التهاب اللثة

لابد من إتباع بعض الأمور للوقاية من التهاب اللثة ومنها «غسل الأسنان بالفرشاة مرتين في اليوم، ولنتيجةٍ أفضل يُنصح بغسلها بعد كلّ وجبة طعام، حيث إن غسل الأسنان بالفرشاة يساعد على إزالة بقايا الطعام العالقة وطبقة البلاك، ويُستحسن تنظيف اللسان لكونه مكاناً ملائماً لنمو البكتيريا.

 ومن الجدير بالذكر أنّ استخدام فرشاة الأسنان الكهربائية لها فعاليّة أكبر في إزالة البلاك والجير، ولا بد من التنويه إلى أنّ فرشاة الأسنان تغدو بحاجةٍ للتغيير كل 3-4 أشهرٍ، والتنظيف بين الأسنان باستخدام خيط الأسنان الطبي، إذ لا تستطيع فرشاة الأسنان تنظيف الفراغات بين الأسنان، ويُنصح باستخدام خيط الأسنان على الأقلّ مرةً واحدةً في اليوم، بالإضافة إلى استخدام الغسول الفموي، إذ إنّ له القدرة على إزالة بقايا الطعام التي لا تزال موجودة حتى بعد استخدام فرشاة الأسنان وخيط الأسنان الطبيّ، والامتناع عن مضغ التبغ والتدخين، والقيام بتنظيف الأسنان بشكلٍ دوريٍّ في عيادة طبيب الأسنان.

 

اقرأ ايضا || لمرضى القلب.. تجنبوا هذه الأغذية مع جائحة كورونا

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة