صورة توضيحية
صورة توضيحية


ما حكم الامتناع عن المصافحة تجنبا لعدوى كورونا؟.. «الإفتاء» تجيب

إسراء كارم

الثلاثاء، 26 يناير 2021 - 11:04 ص

 

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال عبر الموقع الإلكتروني، نصه: «ما حكم الامتناع عن المصافحة خوفًا من الإصابة بعدوى فيروس "كورونا"؟».

شاهد أيضا : «كما تدين تدان».. هل لها أصل في الشريعة؟.. «الإفتاء» تجيب

 وأجابت دار الإفتاء المصرية، بأن الشريعة الإسلامية الغراء سبقت إلى نظم الوقاية من الأمراض المعدية والاحتراز من تفشيها وانتشارها؛ منعًا للضرر، ودفعًا للأذى، فيدخل تحت هذا النهي كل ما يحصل به الأذى، أو تنتقل به العدوى.

وأشارت إلى أنه من ذلك: النهي عن مصافحة المُصاب بمرضٍ معدٍ؛ كالمجذوم والأبرص ونحوهما؛ صيانة للأرواح، وأخذًا بأسباب النجاة؛ فعن عمرو بن الشريد، عن أبيه رضي الله عنه، قال: كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّا قَدْ بَايَعْنَاكَ فَارْجعْ» رواه مسلم.

ولفتت إلى أنه يزداد النهي ويتأكد في حالات الوباء التي انتشر فيها المرض وتفشَّى؛ كفيروس "كورونا" (COVID-19)؛ لأن دفع الضرر ودرء الخطر عن الأنفس واجب شرعي ومقصد مرعي؛ كما قال تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة﴾ [البقرة: 195]. وكل ما هو وسيلة لذلك: فهو واجبٌ شرعيٌّ أيضًا؛ لِما تقرر أن "الوسائل لها حكم المقاصد"، وحفظ النفس من أهم المقاصد الكلية، وآكد الفروض الشرعية، وهي في مقدمة الكليات الخمسة الضرورية، التي جاءت بحفظها كل الشرائع السماوية.

وأكدت أنه لا يتعارض ذلك مع الحثِّ على المصافحة باليد بين المسلمين، وأنها من السنن المجمع عليها؛ إتمامًا للتحية وإظهارًا للمودة؛ وسببًا في المغفرة؛ لأنَّ ذلك إنما يحدث في الحالات الطبيعية التي يأمن فيها الإنسان الإصابة من الأمراض المعدية، أما عند وجود المرض فينبغي للإنسان أن يتجنبها، ويكتفي في التحية بإلقاء السلام بالقول المأمور به؛ كما في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً﴾ [النور: 61].

وانتهت إلى أنه ينبغي في هذه الآونة التي اجتاح فيها فيروس كورونا «كوفيد-19» معظم الأنحاء، ترك المصافحة باليد بين المسلمين؛ خوفًا من الإصابة بعدوى الفيروس القاتل، لِما ثبت من سرعة انتقاله بين الأشخاص عن طريق العدوى والمخالطة؛ خوفًا من انتقال هذا الفيروس، واجتنابًا للعدوى، وحفاظًا على الأرواح، وأخذًا بأسباب النجاة، ويُكتفَى حينئذ بالتحية قولًا؛ وهو القدر المأمور به شرعًا لتحقق السلام وإفشائه بين العالمين.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة