نجمات شعرن بالخجل
نجمات شعرن بالخجل


«آخرساعة» تعيد طرح سؤال من خمسينيات القرن الماضى على الفنانات

متى احمرت وجنتاك خجلاً؟

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 26 يناير 2021 - 01:08 م

 

نجمات الخمسينيات الأكثر صدقاً وتواضعاً

إلهام شاهين: لا يوجد في حياتي ما أخجل منه

لوسي: فتاة ادعت أنها شقيقتي

داليا مصطفى: لا أفهم السؤال

ثلاث فنانات رفضن الإجابة لأنها تدخُّل في خصوصياتهن ومثلهن تجاهلنه

كتب: شريف عبدالفهيم

«الفن مرآة التاريخ»، مقولة تمثل واقعاً حياً لأهمية الفن فى حياة الشعوب، أدركها الغرب جيداً فأخذوا على عاتقهم تسجيل كل أحداثهم ومعاركهم بالسينما لتكون أرشيفاً مصوراً متحركاً لمن يأتى بعدهم من أجيال، صدق فيها ما صدق وبالغ فيها ما بالغ وحُرف بعضها، لكن فى النهاية توحدت نظرتهم للفن والفنانين عموماً.. لكن فى بلادنا العربية الوضع مختلف، فالفن للتسلية والفنان أسطورة من أساطير اليونان القديمة يعيش فى برج عال لا يستطيع البشر بلوغه.
ومنذ بداياتها تعاملت «آخرساعة» مع الفن كرسالة يؤديها الفنان الذى تعاملت معه باعتباره بشراً يصيب ويخطئ، يتعرض لمواقف محرجة لا يستطيع التعامل معها، يمرض ويموت، فهو فى النهاية بشر.

لسن ملائكة

فى حقبة الخمسينيات أدركت الفنانات المصريات أنهن لسن ملائكة بأجنحة، فهن مثل كل نساء مصر، يمكن أن تمر بهن مواقف تضعهن فى موقف محرج قد يصل فى الكثير من الأوقات إلى احمرار الوجنتين خجلاً من الوضع الذى وجدن أنفسهن فيه.

ولأن "آخرساعة" أدركت أن الفنانة فى نهاية الأمر إنسانة ميزها الله عن باقى المخلوقات بحس مرهف وشهرة، وجهّت لستٍ من أشهر نجمات الخمسينيات فى القرن العشرين سؤالاً لترى رد فعلهن، ووجهت السؤال نفسه لعدد من فنانات القرن 21، وبعد نحو 70 سنة على السؤال الأول لترى الفارق بين نجمات الزمن الجميل ونجمات زمن السوشيال ميديا والفضائيات.

طرحت "آخرساعة" سؤال: "متى احمرت وجنتاك خجلاً؟" على ست فنانات يعتبرن من أساطير السينما المصرية، قدمن العديد من الأفلام وحصدن جوائز عِدة ونلن شهرة فى العالم العربى ملأت الآفاق، وهن فاتن حمامة، ماجدة الصباحي، ليلى مراد، مديحة يسري، نعيمة عاكف، زوزو ماضي.

لم تخجل واحدة منهن أن تحكى موقفاً تعرضت فيه لأن تحمر وجنتاها من الخجل، أو ترفض إحداهن الإجابة لأنها فنانة منزهة عن الخطأ والخجل، أجبن جميعاً على السؤال وحكين حكاياتهن التى تعرضن فيها لمواقف محرجة.

فاتن حمامة حكت أنها تعرضت لذلك الموقف بعدما وجه لها شرطى المرور اللوم بعنف لأنها أخطأت فى قيادة السيارة، مما تسبب فى تعطل المرور ولوم الناس لها، لم تنزل من السيارة لتقول لشرطى المرور أنت عارف أنا مين أو تتصل بأحد معارفها لينقل الشرطى الغلبان إلى السلوم، بل أغلقت زجاج السيارة وأخذت تبكى لأنها أخطأت.

ليلى مراد أكدت أنها لا تستطيع أن تحصى عدد المرات التى شعرت فيها بالخجل، لم تتكلف وتقول إنها لم تشعر بالخجل، لم تواجه السؤال برفض الإجابة، بل حكت ما تعرضت له دون خجل.

ومثلها فعلت نعيمة عاكف، التى أكدت منذ بداية كلامها أن تربيتها فى السيرك جعلتها لا تخجل من شيء فى حياتها إلا أنها أكدت مرورها بموقفين لم تستطع معهما إلا أن تشعر بخجل فيهما.

أما الفنانة ماجدة التى لا يغادر الخجل وجهها، فأكدت أنها تمر بآلاف المرات يومياً تشعر فيها بالخجل، لكنها مع ذلك حكت موقفين أحدهما مشابه لموقف فاتن حمامة فى قيادة السيارة واعترفت وقتها بالخطأ، وهو الأمر الذى دفع ضابط المرور لئلا يحرر لها مخالفة سير واكتفى بنصيحتها بعدم تكرار ذلك الأمر لأنه خطر على حياتها.

سمراء النيل مديحة يسرى أكدت أن قُبلة فريد الأطرش لها فى فيلم "أحلام الشباب" وضعتها فى موقف محرج تسبب فى تعطل التصوير فترة طويلة لأنها لم تتخيل أن يراها الجمهور فى هذا الوضع فرفضت عدة مرات طلب المخرج حتى قدمت المشهد وسط موجة من الخجل والغضب معاً.

زوزو ماضى قالت إنها مرت بموقفين لا يمكن أن تنساهما، الأول وهى طالبة فى مدرسة الفرنسيسكان ببنى سويف، وكان خاصاً بملابسها حيث ارتدت للمرة الأولى فستاناً بأكمام قصيرة الأمر الذى وضعها فى حرج أمام مدرستها التى عنفتها على ذلك الأمر لأنها ذهبت مع صديقاتها إلى الكنيسة لصلاة العيد فما كان من المدرسة إلا أن لفت أكمامها بورق جرائد لتضعها فى موقف محرج أمام زميلاتها.

أما الموقف الثانى فكان فى عرض خاص لأحد أفلامها والذى لم يحقق نجاحاً وقت عرضه، فلامت المخرج لأنه وقع فى عدة أخطاء أدت إلى سقوط الفيلم، وعندما انتهى عرض الفيلم وأضاءت أنوار قاعة العرض وجدت المخرج يجلس خلفها واستمع لكل كلمة فأسقط فى يدها، إلا أنها وجدته يشكرها على صراحتها وأنها لم تفعل مثل غيرها من الذين نافقوه.

نجمات الألفية الثالثة

ما مضى كان رد فعل ست من نجمات الخمـسـيـنـيات فـى عدد "آخر ساعة" بتاريخ 7 ديسمبر 1953، أى منذ 68 عاماً، فماذا كان رد فعل فنانات الألفية الثالثة!

تواصلنا مع تسع فنانات اختلفت ردود فعلهن على السؤال، فمنهن من أجبن ومنهن من رفضن الإجابة ومنهن من تجاهلن السؤال من البداية ولم يجبن عليه، مبررات ذلك بأنه دخول فى أمور خاصة.

الفنانات التسع هن: ليلى علوي، إلهام شاهين، لوسي، غادة عبدالرازق، غادة عادل، داليا مصطفى، نهال عنبر، أميرة العايدي، لقاء سويدان.

كانت الفنانات إلهام شاهين ولوسى وداليا مصطفى الأكثر تجاوباً معنا، أجبن على السؤال بتفاوت فى الإجابة.

إلهام شاهين أكدت أنها لم تمر فى حياتها بأى موقف شعرت معه أنها فى وضع مخجل، فليس لديها ما تخجل منه سواء فى حياتها المهنية ومشوارها الفنى الطويل أو فى حياتها الشخصية، لأنها − كما تقول− لا تخفى شيئاً عن جمهورها، بالتالى لا يوجد لديها ما تخجل منه أو موقف تشعر معه أنها فى موقف خجل.

الفنانة لوسى بدأت كلامها بدعابة حيث قالت: "لم أكن وقت هذا التحقيق قد وُلدت"، مؤكدة: "نحن بشر فمن منا بلا خطيئة، لكن أكثر المواقف التى تعرضت فيها للخجل واحمر وجهى عندما كنت فى إحدى المناسبات ووجدت فتاة تقترب منى وتدعى أنها أختى من أمى أو من أبى لا أتذكر لكنه كان موقفاً محرجاً بكل المقاييس، واضطررت لأن أكذبها فيما بعد.

أما داليا مصطفى فكانت إجابتها غريبة، حيث أكدت أنها لا تفهم السؤال، وأنه لا يوجد فى حياتها ما تخجل منه لتخفيه، وعندما وضحنا الأمر تجاهلت الإجابة عن السؤال.

ثلاث فنانات فقط كانت لديهن الشجاعة للإجابة عن سؤال متى احمرت وجنتاك خجلاً، فى حين رفضت ثلاث أخريات الإجابة، وهن غادة عبدالرازق وغادة عادل وأميرة العايدي، فقد اعتبرن أن هذا الأمر تدخل فى خصوصياتهن، فى حين تجاهلت نهال عنبر وليلى علوى ولقاء سويدان السؤال من الأساس ولم تجبن.

الفرق بين نجمات الخمسينيات والألفية الثالثة واضح، فنجمات الخمسينيات هن الأكثر صراحة مع أنفسهن والأكثر وثوقاً فى أنفسهن، والأكثر تواضعاً، فى حين تعاملت معظم نجمات الألفية الثالثة بنوع من التعالي.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة