صورة موضوعية
صورة موضوعية


حكايات الحوادث| في ساعة صفا قتلت زوجتي

علاء عبدالعظيم

الثلاثاء، 26 يناير 2021 - 03:59 م

كلام الناس أصعب من ضرب الرصاص، حيث لم يحتمل الزوج تلك الكلمات التي كانت تتردد على سمعه حول سلوك زوجته، وسيرتها على كل لسان، انهار فوق أقرب مقعد، والدماء تغلي في عروقه، تراود مخيلته كيف يمحو عنه العار الذي لحق به!

واتخذ القرار بقتلها حتى يخرس كل الألسنة التي تلوث سيرتها، ويسترد كرامته الجريحة، ثم يسلم نفسه لمركز شرطة البدرشين.

منذ أن كان شابا ظل يراوده حلم بأن يصبح ثريا، وفي أسرع وقت ممكن، ثم التحق بالعمل بإحدى الورش بالبدرشين، لكنه لم يقتنع بدخله، وقرر الهرب من الورشة في محاولة للبحث عن فرصة عمل بالخارج، ولم يجد أمامه سوى الاستدانة من أصدقاءه الذين اعتذروا له عن عدم قدرتهم على مساعدته، إرادته فكرة العمل لبائع متجول في محاولة أيضا أن يزيد من دخله.

وأثناء تلك الفترة تعرف على أصدقاء السوء الذين سهلوا له طريق السرقة، وأقنعوه بأنه الطريق القصير الذي سيحقق به حلمه، اقتنع بكلام أصدقاء السوء، وأصبح يعمل في الصباح بائع متجول، ويساعد أصدقاءه في السرقة مساء، حتى وقع في أيدي رجال مباحث البدرشين، وحكم عليه بالسجن.

وما أن قضى مدة العقوبة، قرر ألا يعود للسرقة، ومقاطعة كل أصدقاء السوء، وعاد للعمل بائع متجول، ولم يفكر في أي مهنة أخرى، اجتهد وقام بشراء شقة، بعد أن قرر الزواج، من إحدى الفتيات التي تقابل معها بالصدفة أمام أحد محلات الجملة الذي كان يحضر منه على البضاعة، وشعر بأنها فتاة أحلامه، وزوجة المستقبل، وأخبرها بأنه يريد الارتباط بها، وأخبرها عن ماضيه بكل صراحة، وفي أقل من ٦ أشهر كان الزفاف، واتفقا على مواجهة ظروف الحياة معا.

مرت أيام شهر العسل سريعة، يتمني ان أن تظل حياتهما سعيدة هانئة، لا ينغصها شيئ، وفي صباح أحد الأيام استيقظ الزوج على صراخ زوجته، وأخبرته بأنها تعاني من أوجاع شديدة، وتملكته الخوف والقلق على زوجته، حتى أخبره الطبيب، بأنها حامل في شهرها الثاني، ويجب أن تستريح.

علت الفرحة وجهه، ومرت الأشهر سريعة يواصل خلالها العمل ليلا ونهارا، وما أن جاء ولي العهد، اقترحت عليه العودة للعمل معه، لكنه رفض، وطلب منها التفرغ لتربية الطفل، فما كان منها إلا أن أصرت على موقفها، ونشبت بينهما مشادات، وخلافات، وبدأت المشاكل تعرف طريقها إلى عش الزوجية الهادئ.

لم يجد أمامه غير الموافقة على عودتها للعمل معه، وأصبح يعاملها معاملة سيئة، وكثيرا ماكان يتدخل الجيران لفض المشاورات بينهما، وبعدما ازدادت المشاكل بينهما، أهمل منزله، ورعاية طفله، وأصبح يقضي معظم وقته مع الأصدقاء، وأثناء جلوسه على المقهى تردد على سمعه سيرة زوجته، وكانت كلماتهم تخترق جسده كالسهام المسمومة، حاول يكظم غيظه، حتى يتأكد من هذه الشائعات قبل أن تنتشر، ولم يجد إجابة للأسئلة التي أثقلت رأسه.

وقرر أن يواجه زوجته، ويخشى أن تكون مظلومة وتطلب منه الطلاق، وظل ينظر إليها، وكأنه يحاول أن يقرأ الاجابة على وجهها،  وبعد تفكير عميق قرر ألا يسمع لهذه الشائعات، وفي محاولة لإزالة الخلافات بينه وبينها، واقترب منها، وتصالحا، وفي ساعة صفاء، فجأة أخبرها بكلام الناس في حقها، وانفجرت كالبركان، ونشبت بينهما مشاجرة، وتعالى صوتها تنهره، وتوبخه، لكنه شعر بصدق الروايات، ومايقوله الناس، وبسرعة هرول إلى المطبخ وأمسك بسكين، وطعمها عدة طعنات سقطت على إثرها في بركة من الدماء، التي سالت من أسفل باب الشقة، وانتقل على الفور رئيس المباحث إلى مكان الواقعة، ولم يجد الزوج الذي فر هاربا.

وفوجئ به ينتظره داخل مكتب بقسم الشرطة، واعترف بجريمته، وذكر بأنه هناك خلافات كانت بينه وبين زوجته بسبب شكله في سلوكها، وسيرتها التي أصبحت على كل لسان.

أحاله المستشار أشرف خلاف مدير نيابة حوادث جنوب الجيزة، والذي باشر التحقيقات بإشراف المستشار زكريا عبدالعزيز المحامي العام لنيابات جنوب الجيزة، وتقرر حبسه ٤ أيام على ذمة التحقيقات، واعترف قائلا: أنا قاتل زوجتي.

اقرأ ايضا| حكايات الحوادث| الزوجة الثانية.. ضحية نار الغيرة‎

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة