د.أسامة السعيد
د.أسامة السعيد


خارج النص

الثورة التى نريدها

أسامة السعيد

الثلاثاء، 26 يناير 2021 - 07:03 م

 

على مدى سنوات عمري التى أسافر فيها إلى بلدتى بمحافظة الدقهلية كنت أستمع دائما إلى العديد من الشكاوى، سواء تلك المتعلقة بارتفاع تكلفة الزراعة، والخسائر التي يتكبدها المزارعون نتيجة الارتفاع الجنونى فى مكونات الإنتاج، أو انحسار الرقعة الزراعية بسبب سرطان البناء على الأرض الزراعية، أو غياب الخدمات الحقيقية التي تناسب الزيادة السكانية الكبيرة فى تلك القرى، رغم بعض مظاهر التحديث، التى كثيرا ما كانت ترتبط بجهود فردية، دون أن تتحول إلى خطة شاملة للتنمية.

اليوم تعلن الدولة المصرية على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي أنها بصدد إطلاق مشروع تقصر كلمة "عملاق" عن وصفه، وهو تنمية الريف المصري، وتخصيص 500 مليار جنيه لتطوير ٤٥٠٠ قرية فى ٣ سنوات، بسواعد ومنتجات وطنية وفى كل المجالات.

ربما لو استمعنا إلى هذا الحديث فى عصور سابقة لظننا أنه حلم جميل، لكن تحقيقه شبه مستحيل، ولو تحقق فإنه سيستغرق عشرات السنين، لكن اليوم أصبح الحلم مشروعا، والإنجاز حقيقة، ولنسأل أنفسنا كم مرة فى العقود الماضية سمعنا عبارات مثل تنمية سيناء، أو شبكة متطورة للطرق.. القضاء على العشوائيات.. علاج فيروس سي.. بناء مدارس وجامعات متطورة.. تحديث البنية التكنولوجية؟

ألم يكن كل ذلك مجرد أحلام تطاردنا، ومطالب نرفع بها أصواتنا دون أن نأمل فى الاستجابة لها؟ اليوم تحققت تلك الأحلام، نراها تخرج إلى النور فى شهور، وليس فى عقود.

تنمية الريف المصرى وفق الرؤية المطروحة، أكبر من مجرد مشروع للتطوير أو التنمية. إنها ترسيخ حقيقى لمفهوم العدالة الاجتماعية، عدالة الفرص والحقوق، وتعويض عن التهميش والإهمال، وبداية لمستقبل نبنيه بأيدينا.

هذه هي العدالة الحقيقية، التي ينتظرها شعبنا، فى ميادين العمل وساحات البناء، لا في ميادين التظاهر وساحات الاحتجاج.

هذه هي الثورة الحقيقية التى نريدها، والتى سيفخر كل مصرى بأنه شارك فيها، عندما يسلم الراية لأبنائه وأحفاده مرفوع الرأس، لأنه كان يوما أحد المشاركين فى ثورة البناء والإصلاح لوطنه بالعمل، وليس بالشعارات.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة