جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

العلم يحذر: العدل .. أو استمرار الخطر!

جلال عارف

الثلاثاء، 26 يناير 2021 - 08:13 م

كل يوم يشهد العالم فصلاً جديداً ومعركة تضاف إلى المعارك الضارية فى عالم اللقاحات المضادة لفيروس كورونا!!

بعد أن حسم أثرياء العالم معركة الأولوية فى الحصول على اللقاحات المتاحة واستحوذت الدول المتقدمة والثرية على ما يقارب ٩٥٪ من الانتاج العالمى فى مراحلة الأولي.. تشتعل المعركة الآن بين "السياسة" و"البيزنس" وترتفع الشكاوى من تأخير تسليم الدفعات المقررة من اللقاحات المتعاقد عليها. وتهدد أوربا بمقاضاة الشركات المنتجة لعدم وفائها بالتعاقدات. وبينما تقول الشركات إن أنانية الدول ورغبتها فى الاستئثار بما تستطيع من الانتاج هو السبب فى تأخير تسليم اللقاحات فى مواعيدها. تقول هذه الدول إنها صاحبة حق، وأنها هى التى مولت أبحاث هذه الشركات وساعدت على اختصار مدة التجارب ليصل العالم الى اللقاح فى زمن قياسي!

ومع ذلك فالمشكلة سيبدأ حلها مع تزايد الإنتاج ووفرة ما سيصل منه إلى هذه الدول، وتبقى مشكلة باقى العالم ومعها مشاكل أخطر على الجميع إذا لم تتحقق العدالة ويصل اللقاح لكل الدول فى أسرع وقت ممكن. ومن هنا جدية تحذيرات الخبراء بأن تحقيق المناعة الكاملة لدولة أو بضع دول لن يوفر لهذه الدول الأمان. وأن الرهان فقط على الوصول الى "مناعة القطيع" التى يقول الرئيس الأمريكى بايدن أن أمريكا ستصل لها فى الصيف سيكون إنجازا كبيراً لكنه لم يوقف الخطر إذا ظلت "كورونا" تمارس نشاطها فى باقى العالم وإذا ظل "الفيروس" على نشاطه فى التحور وانتاج سلالات جديدة قد تكون قادرة على اقتحام التحصينات التى توفرها "مناعة القطيع" لمجتمعات بعينها.

اللقاح ضروري، والوصول بعملية التلقيح لنسبة معتبرة تكفى لتحقيق المجتمع هدفاً يستحق كل جهد يبذل. لكن بدون عدالة تصل باللقاح لكل الشعوب سيظل الخطر ماثلاً. وإذا كانت الشركات المنتجة للقاحات الرئيسية تؤكد − حتى الآن − أن اللقاحات مازالت فعالة فى التعامل مع السلالات الجديدة لفيروس كورونا. فماذا عن القادم؟!

ستبقى للسياسة مقتضياتها، وللبيزنس قواعده، لكن العلم يقف مع الانسانية محذرا ومنبها: الكل أمام الفيروس سواء، ولا أحد سيحقق الأمان لنفسه إذا ظل كل ما حوله ساحة للخطر!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة