الحاجة زينب تفقد الإحساس بالزمن بسبب فيروس كورونا| تصوير: طارق إبراهيم - أحمد حسن
الحاجة زينب تفقد الإحساس بالزمن بسبب فيروس كورونا| تصوير: طارق إبراهيم - أحمد حسن


«الأخبار» في مستشفيات عـلاج مصابى كورونا مع المرضى والأطقم الطبية.. المصابون‭ ‬يروون‭ ‬رحلة‭ ‬العودة‭..‬ الكل‭ ‬رأى‭ ‬الموت‭ ‬في‭ ‬لحظة

مغامرة داخل العزل.. الجميع يبحث عن حياة (1-3) | صور

أحمد سعد

الثلاثاء، 26 يناير 2021 - 11:48 م

 

الجميع هنا يبحث عن حياة له ولغيره، سواء أطباء أو الفرق المعاونة أو حتى المرضى، الكل يحارب الجائحة على قلب رجل واحد ومن خندق واحد للخروج من عنق زجاجة الموجة الثانية من فيروس كورونا.

للحظات قد تشعر بالخوف والقلق فور دخولك مستشفى للعزل، والكل فى الداخل يرتدى البدل البيضاء، لا تفرق بين من يرتديها، الكل يحارب فيروس كورونا، يحاولون انقاذ أرواح مرضاهم، الشعور ينتابك كأنك فى منطقة حرب، فالكل يواجه دون خوف.

على مدار يومين "الأخبار"  كانت أول صحيفة ووسيلة إعلامية تجرى مغامرة داخل مستشفيات للعزل الأولى العجوزة، بمحافظة الجيزة، والثانية هليوبوليس بمحافظة القاهرة، لتقضى يومين بين المرضى والأطباء والفرق المعاونة فى محاولة لنقل ما يحدث هناك على مدار الساعة وروايات وقصص ساعات الأمل والألم على لسان الفرق الطبية والمرضى وقصص النجاح فى مواجهة جائحة كورونا.

على مدار 3 حلقات تنشرها الجريدة تحرص على نقل ما شهدته فى مستشفيات العزل، ومايعانيه المرضى من آلام، وما يقابله الفرق الطبية من أطباء وتمريض وفنيين وعاملين هناك من مخاطر للقيام بعملهم غير متخاذلين ومصممين على استكمال المواجهة، وما يلاحظونه من تطور للمرضى وما عايشوه طوال عام من الجائحة ما بين موجتين أولى وثانية للفيروس، كحملة لتوعية المواطنين بمخاطر الفيروس وكذلك دعمًا للفرق الطبية فى المستشفيات الذين يعرضون حياتهم للخطر كل لحظة.

لا يختلف الجميع سواء مرضى أو عاملين على ان الموجة الثانية من الفيروس أشد فتكًا من الأولى، زادت الأعراض التنفسية ولذلك جميع المرضى يتم وضعهم على أجهزة تنفس صناعى، أو إعطاؤهم جلسات أكسجين باستمرار، وكذلك شدة تأثيره على الحالات بالإضافة إلى أن هناك نسبة ليست بقليلة تفارق الحياة.

فى الحلقة الأولى ننقل لكم تجارب المرضى من داخل الرعايات المركزة، وغرف إقامة المرضى، لحظات الحياة والموت التى عايشوها للتغلب على الفيروس، وكيف اصيبوا وكيفية إنقاذهم خاصة أن معظم الحالات التى تدخل العزل تكون من النوع الخطير تعانى من مشكلات تنفسية حادة.. فى الحلقة الثانية روايات الأطباء من داخل العزل.

- الجميع‭ ‬يتنفسون‭ ‬صناعيًا‭ .. ‬في‭ ‬لحظات‭ ‬الألم‭ ‬والأمل

اتخذت القرار بزيارة مستشفيات العزل، كان الدافع، نقل ما يحدث بالداخل من بطولات من الفرق الطبية والمرضى اثناء معركتهم مع الوباء فمريض يقاوم الفيروس قبل ان يتغلب عليه ويفقد حياته، وفرق طبية تجوب بين الغرف طوال اليوم لانقاذ المرضى، الكل فى معركة يحققون فيها انتصارات أحيانًا كثيرة بشفاء المرضى، وهزائم بفقد البعض الآخر لكن ما زالت حرب كورونا فى العزل مستمرة.

زرت فى يومين مختلفين مستشفيى (العجوزةهليوبوليس) المخصصين للعزل، تقابلنا مع المرضى بالرعايات وغرف الاقامة وكذلك فرقهم الطبية، ففور دخولى مستشفى هليوبوليس يحاصرها أسوار حديدية لا يسمح بدخولها أو الخروج منها أحد سوى سيارات الإسعاف التى تحمل المرضى، أو المصابين بعد تعافيهم، اجتزنا البوابة الرئيسية بعد التصريح لنا لعملنا، لنجد الطاقم الطبى فى استقبالنا ببدله البيضاء، بعدها توجهنا إلى غرفة فى الطابق الأول ارتدينا فيها بدل العزل البيضاء والكمامات n95، والفيس شيلد والجوانتى لتبدأ بعدها رحلة العزل.

بدأت جولتنا التى استمرت لأكثر من7 ساعات بداخل مستشفى العزل، برصد مراحل إدخال المريض للمستشفى حيث رافقنا الدكتور أحمد منصور مدير عزل هليوبوليس، وعدد من الأطباء وفرق التمريض ففور وصول المريض يتوجه من معه من المسعفين إلى غرفة فى الطابق الأرضى لتسجيل بيانات المريض والبدء فى إعداد ملف طبى له، وبعد الانتهاء من هذه الغرفة، توجهنا للمرحلة الثانية وهى غرفة الفحص حيث يوجد بها سرير ليرقد عليه المريض والبدء فى فحصه طبيا وقياس العلامات الحيوية من ضغط ونبض ونسبة الأكسجين، ومعدل التنفس، ومعرفة ان كان لديه أمراض مزمنة من عدمه بعد الإطلاع على التقارير الطبية وبعدها يتم تحديد توزيع المريض سواء على غرفة اقامة عادية او رعاية مركزة حسب شدة حالته.

لا يمكث المريض فى غرفة الفرز سوى 10 دقائق وبمجرد تشخيص الحالة يبدأ تجهيزه لدخول المكان المناسب له للعلاج سواء رعاية او غرفة عادية، لكن لصعوبة الحالات قد يفقد المريض حياته قبل أن يصل للرعاية ـ فبحسب الطبيب أحمد منصور مضيفًا أن مريضين كانت نسبة الأكسجين لديهم 20‭%‬ وقبل أن يصلوا الى غرفة الفرز فقدوا حياتهم، لأنهم احضروا للمستشفى متأخرًا، لكنها حالات قليلة جدًا.

عقب ذلك توجهنا فى المصعد حيث اخترت أن تكون المنطقة الأكثر خطورة فى المستشفى لنقل ما فيها، فوصلنا إلى قسم الرعاية المركزة للحالات الحرجة فى المستشفى، فور وصولنا استقبلنا الطبيبين عمرو شهاب و صالح حسين أخصائى الرعاية المركزة بالعزل، ليشرح كل منهم طبيعة عمله وتبدأ قصصنا مع المرضى من داخل الرعايات، فالكل يتنفس صناعيًا.

هؤلاء الأطباء والفرق الطبية ببدلهم التى يرتدونها طوال اليوم لا يتوقفوا عن العمل طوال⊇ اليوم وخلال تواجدنا هناك، غلبت علامات الفرحة على أوجه الطاقم الطبى كله رغم ما يعانون منه، ربما رأوا دعما لهم بيارتنا ومخاطرتنا لدخول العزل، الذى يمكثون فيه لأكثر من أسبوعين دون خروج هو فعلا عزل عن كل ما يحيط بهم فى الخارج لا شاغل لهم غير مكافحة الوباء وإنقاذ المرضى من قبضته قبل أن يسيطر عليهم ويهدر حياتهم.

بعد جولة على غرف المرضى والحديث مع بعضهم لاحظنا أن معظم الحالات تخضع لجلسات أكسجين، والبعض يوضع على اجهزة تنفس صناعى، وفسر الطبيب عمرو شهاب أخصائى الرعاية ذلك إلى أن معظم الحالات التى تدخل المستشفى فى الموجة الثانية حادة تحتاج رعاية مركزة وذلك لسرعة انتشار الفيروس وتأخر حضور المريض ومعظم المرضى تأتى بعد اليوم العاشر أو الـ 11 من ظهور الأعراض، وبالتالى تكون اصابته اعنف.

الكل هناك يقف مرتديا بدلة العزل وأدواته الوقائية منتظرا اى استدعاء من اى مريض لاسعافه هو المشهد الغالب فى طرق غرف الرعايات، فلا يمكن أن يغادروا يمكثوا بجوار حالات الطوارئ وهى التى تصارع الوباء فى غرف الرعايات، مستعينين بأجهزة التنفس الصناعى، فى الوقت الذى يعانى المرضى بالداخل من آلامهم مع الوباء متمنين أن يعودن لأيام ماضية يلتزموا إجراءاتهم الوقائية وارتداء الكمامة قبل أن يمروا بهذه التجربة الصعبة.

بعد دخول الحالات للرعايات يتم تحديد بروتوكول العلاج الخاص بوزارة الصحة، حسب كل مريض، ويتم من خلال لجنة طبية فى العزل تجتمع لإقراره وتحديد الحالات التى ستخرج ايضا بعد تعافيها، وما يتبعونه من اجراءات فى العزل المنزلى، لكن لا يخرج مريض بدون اختفاء الأعراض والتعافى.

فى يوم آخر توجهنا إلى مستشفى عزل العجوزة، رافقنا فى الجولة الطبيب أسامة السيد مدير عام مستشفى العزل، فبعد أن ارتدينا الملابس الوقائية كاملة وبدل العزل، بدأت جولتنا بمكان استقبال المريض، فى الطابق الأرضى وفحصه طبيًا وبعد صعدنا للطابق الثالث، إلى غرف إقامة المرضى المصابين بكورونا.

حرصنا على المرور على المرضى والتحدث إليهم لمعرفة تجربتهم فى قسم 5 بحيث يشهد القسم اجراءات احترازية مشددة، فبداخل غرفه المصابون بالفيروس ربما كانت هناك رهبة قبل الدخول إليهم للحديث إليه.

القاسم المشترك الذى لاحظناه هو أن جميع المرضى فى الغرف يعتمد على جلسات اكسجين ليكمل رحلة تعافيه، لا أحد بدون ماسك تنفسى، ففى الغرفة الأولى جلسن ثلاثتهن على وجوههن ماسكات الاكسجين لتلقى الأكسجين الصناعى، فما زالوا مصابات ويتلقين العلاج، الا ان حالتهن تشهد تحسنًا يومًا بعد يوم، يبدأ الأطقم الطبية فى مراعاة حالتهن والعاملين فى تلبية طلباتهم، وبدأ المرضى يروون لنا تجاربهم الصعبة مع مرض كورونا، فالكل رأى الموت فى لحظة.

‮«‬الخوف‭ ‬من‭ ‬الإصابة»..  ‬د‭.‬هبة‭ ‬تهرب‭ ‬من‭ ‬الفيروس‭ ‬بالإجازة

لم أصدق انها كورونا .. وعلى المواطنين التعامل كأنهم مصابون فى بداية الجائحة حصلت الدكتورة هبة تمراز طبيبة اسنان فى الإدارة الطبية بجامعة حلوان، على اجازة من عملها خوفًا من اصابتها بفيروس كورونا لمناعتها الضعيفة ولمعاناتها من مرضى السكرى والربو إلا أن ذلك لم يمنعها من الإصابة ومضاعفاتها ليزيد من معانتها مع مرضاها الأخرين.. تجلس الطبيبة على سريرها تحمد الله وتبدأ حديثها فتقول: أنا مصابة بالسكر والربو وأول ما انتشر فيروس كورونا قلت لا تلقوا بأنفسكم الى التهلكة وحصلت على اجازة وجلست فى المنزل، لتوفير مرتبى للدولة وتوفير سرير حتى لا أصاب بالفيروس واجلس هنا، ربما يكون مكانا لمريض اولى بذلك، والله العظيم كانت نيتى ذلك ورغم اتخاذ كل احتياطاتى الوقائية الا اننى اصبت بالفيروس، سبحان الله.

وتضيف ان ما ساعدها على اتخاذ قرار الاجازة هو أن تخصصها لا يتم احتياجه فى الخدمة بمستشفيات العزل، ويتم تحجيم عمل عيادات الاسنان فى المستشفيات فى ظل انتشار فيروس كورونا منعا لانتقال العدوى، ولأن مناعتها ضعيفة واقل دور انفلونزا كان يجلسها فى منزلها اسبوعين على الأقل.. لم تكن الطبيبة فى البداية تصدق أنها اصيبت بكورونا لشدة اجراءاتها الوقائية : لم اصدق انها كورونا لحين تدهور حالتى واشتريت انبوبة اكسجين، فى المنزل، وبدأ الاكسجين ينزل عن 90، ومكثت فى المنزل 10 أيام، قبل ان اتى للمستشفى فى بداية يناير، بعد فقدان القدرة على التنفس والحركة والكلام، واتكلم الكلمة الواحدة فى مقطعين أو ثلاثة.

وعن أسرتها وأولادها تضيف: أهلى وجيرانى يهتمون بأبنائى فى غيابى ويقومون بالواجب، ولم تظهر على اطفالى اى اعراض واوجه⊇ رساله للناس كل واحد يخلى باله من نفسه ويعمل حساب انه حامل للمرض ومن الممكن ان يعدى غيره، وناس كتيرة حاليا لا يلتزمون بالكمامات وياريت نلتزم بالماسك ونتعامل كأننا مرضى.. وتؤكد انها تعمل طبيبة منذ عام 1998، ومرت عليها قبل ذلك انفلونزا الطيور والخنازير وكانت تاخذ احتياطاتها، ولكن ليس مثل جائحة كورونا فالامر صعب جدا حاليًا، وربنا يسترها على البلد كله.

«‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬الظهر‭ ‬من‭ ‬العصر».. ‬الحاجة‭ ‬زينب‭ ‬تفقد‭ ‬الإحساس‭ ‬بالزمن


تجاهلها لأعراض مرض كورونا ومكوثها لأسبوع تتلقى أدوية خاطئة قبل التشخيص بطريقة صحيحة، كان سببا فى مضاعفات حدثت لها قدر الله أن يتم انقاذها فور وصولها لمستشفى عزل هليوبوليس.

بدخولنا لغرفتها فى الرعاية المركزة بالمستشفى تخصل الحاجة زينب حنفى محمود، 75 عاما، على جلسات أكسجين باستمرار، لا تتحدث إلا قليلًا ودائما ما تدعو بكلمة ربنا يعطيك الصحة والعافية لكل من يدخل عليها غرفتها.

يصوت خافت تقول انها شعرت بالاعراض فتوجهت للطبيب وحصلت على علاج لمدة اسبوع لم يأت بنتيجة، وبعدها جاءت الى عزل مستشفى هليوبليس.. وتضيف : شعرت فى البداية بخفقان وتعب وضيق تنفس واجريت مسحة جاءت نتيجتها ايجابية والتجربة كانت صعبة ربنا ما يعرضها لاحد ويشفى كل مريض.

وتوضح ان اولادها يطمئنوا عليها بالتليفون ومنذ حضورها للمستشفى الفرق الطبية تقوم بدورها على اكمل وجه “هم ناس محترمة يكفى انهم معرضون نفسهم للخطر.

لا تغادر المريضة سريرها فتقول: لا اعرف الظهر من العصر لأنى لا اتحرك من على السرير، واتحرك بسيطا بالكرسى للحمام والاكل والشرب فقط والحمد لله كله رضا.

«صوت جلسات الأكسجين لا ينقطع».. آيات القرآن وسيلة فاطمة للتعافي

بمجرد الوقوف بجوارها لا ينقطع صوت ضخ الأكسجين، لينقذ حياة فاطمة عبدالمجيد التى ما زالت تتعافى من كورونا، للحظات انتظرنا وبعدها بدأت الحديث معنا لتروى تجربتها مع الإصابة بكورونا المستجد، فقالت إنها شعرت بأعراض دور برد وحرارتها مرتفعة، وتم احضار طبيب للمنزل لعلاجها، واعطاها مضاد حيوى وبعد يومين وجهها لإجراء الأشعة والحجز فى المستشفى لاشتباه إصابتها بكورونا.. وتضيف انه منذ وصولها لمستشفى العجوزة لم تشتك من شئ والخدمة جيدة ويمر الأطباء والتمريض عليها فى اليوم حوالى 7 مرات ويقومون بقياس الضغط والسكر ونسبة الأكسجين، واعطائى العلاج، فى الوقت المحدد، ولن نوفيهم حقهم.. تتوقف عن الحديث بعض الشئ حتى تلتقط الأكسجين,

وتضيف: فى بداية اليوم يقوم الأطباء بفحصى اولا وقياس السكر والاكسجين والضغط واتناول العلاج فى السابعة صباحا وفى التاسعة يدخل لنا الاطباء ثانية وبعدها نتناول الافطار، وأقضى يومى مع زملائى بالحديث معهم عن حياتهم وأسرهم، ونتناول الفطار والغذاء مع بعضنا البعض ونقرأ قرآن سويا ونسبح واتواصل مع اهلى وبناتى الثلاث بالتليفون وهم متزوجون، والحمد لله على حالتى حاليا.

وتقول ان حالتها تتحسن يوما بعد يوم واوجه شكرى للأطباء والاطقم الطبية وللمواطنين الحرص واتباع الاجراءات الوقائية حتى لا يتعرضوا للاصابة وللتجربة المريرة.

«التزمت بالكمامة».. هالة تتغلب على كورونا بالابتسامة


ابتسامة هالة تتغلب على الفيروس 

رغم مرارة مرضها وصعوبة حالتها حيث ترقد بالرعاية المركزة بمستشفى هليوبليس للعزل، تحصل على جلسات أكسجين لا تقارق هالة صلاح أحمد، 61، عاما، ابتسامتها المعهودة محاولة أن تتغلب على اصابتها بكورونا بهذه الابتسامة الهادئة.

فور دخولنا لغرفتها رحبت بنا مبتسمة، حاولت ان تعتدل من رقدتها على سريرها لتبدأ حديثها معنا فقالت وسط صوت جهاز الأكسجين إنها شعرت بالتعب فى المنزل، واعراض فقد حاستى الشم والتذوق ومن ثم تناولت عدد من الأدوية بلا فائدة وبعدها تم نقلها إلى عزل مستشفى هليوبولس.

وتضيف أنها لاتعانى من أى امراض مزمنة وأن الخدمة الطبية فى المستشفى فائقة وأن لديها 3 أولاد ورغم أنها كانت تتبع الاجراءات الاحترازية فى المنزل بارتداء الكمامات عند النزول والتطهير والتعقيم فور دخول المنزل لكنها اصيبت و لا تدرى من اين أصيبت بالفيروس.. وتشير إلى أن تمكث فى الرعاية لخمسة أيام تقضيها مع التمريض والحصول على الخدمة الطبية و لا تتحرك من سريرها الا للذهاب للحمام ويهون من وحدتها ما يفعله الأطباء والتمريض معها قائلة: ربنا يكرمهم هم بالفعل ملائكة الرحمة، فعلا ولا يناموا لخدمتنا.

تحمد السيدة ربها على انقاذ حياتها موضحة أن التجربة كانت صعبة عليها والحمد لله حالتها أفضل حاليا بفضل الله اولا والفرق الطبية فى المستشفيات التى لا تنام ويهونوا علينا الجلوس بالمستشفى.

‮- «‬رفيقان‭ ‬في ‬‭ ‬العزل‮»..‬ عصام‭ ‬وعبد المنعم‭ ‬يقهران‭ ‬المرض

يجلس كل من عبدالمنعم منصور، وعصام محمد خليل، فى بالكونة غرفتهم بالطابق الثالث بالمستشفى، يحاولون أن يهون حديث كل منهم للآخر من وحدة ومرارة المرض، يجد كل منهم رغم قصر مدة علاقتهم ما يواسيه فى التغلب على مرضه.

يحاول المريضان أن ينعما بشمس دافئ فى أحد أيام شتاء يناير، يجد عصام محمد خليل، 53 عامًا، موظف فى وزارة الداخلية، صعوبة فى الجلوس فترة طويلة دون العودة لسريره ليضع الماسك للحصول على جلسات التنفس الصناعى، لكنه منذ دخولنا الغرفة لا يتوقف عن حمد الله، بيما يحاول رفيقه عبدالمنعم منصور، موظف فى شركة كمبيوتر بالمعادى، أن يواسيه فى محنته ويساعده فى تحركه بالغرفة.

فور أن اقتربنا من الحاج عصام كما يلقبه زميله، قال: الحمد لله انا احسن بكتير كانوا جايبينى هنا المستشفى وبيتشهدوا على والله وقلت خلاص أنا باموت”. يلتقط نفسه بصعوبة وسط نهجان يعانى منه، ويكمل: ربنا كرم الحمد لله واستمرت حياتى وبفضل الله والناس هنا فى المستشفى رجعونى لحياتى ثانية، انا كنت جاى بيتشاهدوا على  وأنا لا اصدق إلى الآن انى اتكلم معاك حاليا، هذه حاجة كبيرة وشعرت بتحسن شديد وفيه اهتمام باكلى وشربى وعلاجى.. تركنا المريض كى يلتقط أنفاسه بعض الشئ، لنتحدث مع رفيقه عصام، يروى تجربته حيث قال إنه ينتقل يوميا إلى عمله فى المعادى بالمترو بعد أن يستقله من حدائق القبة، وربما يكون اصيب بالفيروس من التزاحم وكان فى البداية عبارة عن دور انفلونزا وتضاعفت بعدها الأعراض مثل صعوبة التنفس والسخونية، فدخل المستشفى منذ 14 يوما واستطاع التعافى بفضل الأطقم الطبية بالمستشفى ومستوى النظافة وجودة الأكل والشرب.. لا يوجد نوم فى المستشفى ربما انام ساعة واحدة فى اليوم فقط.. يقضى المريضان يومهما بالصلاة وقراءة القرآن سويا فيتابع عصام: الفجر نصلى واقرأ القرآن باستمرار مع عم عصام ونتناول الافطار ونتحدث مع بعض فى احوالنا وأحوال الدنيا ونشاهد التليفزيون بعدها ونصلى الظهر، ويمر الاطباء للاطمئنان على حالتنا، باستمرار داعيا الله أن يعافى رفيقه.

‮- «‬عائد‭ ‬من‭ ‬الغربة‮»..‬ حضن‭ ‬الابن‭ ‬يصيب‭ ‬الأم‭ ‬بالفيروس


الحاجة أحلام خلال حديثها لـ"الأخبار"

فى زيارة لم تستغرق أيام لابنها وأسرته، القادمين من دولة إيرلندا، أصيبت أحلام حلمى أحمد، محاسبة على المعاش، بفيروس كورونا، وأصيب كل عائلتها، لكن كانت هى الوحيدة التى دخلت مستشفى عزل لكونها مصابة بمرضى السكر والضغط بالإضافة إلى كورونا.

وقفت بجانبها كى ابدأ حديثى إليها كانت ترتدى ماسك الأكسجين، لكن كان هناك حذر بعدم لمس أى شئ فى الغرفة ثلاثية الإقامة، واتخاذ مسافة متر لبدء الحديث فتروى أحلام تجربتها، قائلة إنها اصيبت بالمرض منذ 3 أسابيع حيث إن ابنها كان عائدًا من ايرلندا مع عائلته حيث يعمل فى شركة مايكروسوفت، واجروا مسحات كانت نتيجتها سلبية، قبل وصولهم مصر فاطمأنت وحضنت عائلتها، ورغم ذلك نقل العدوى إليها، لكن هم كانت أعراضهم بسيطة وكلهم تعافوا الإ هى لأنها تعانى من السكر والضغط.

تحاول أن تخلع قناع الأكسجين للتحدث إلينا فتضيف: شعرت فى البداية بأعراض ارتفاع فى الحرارة حتى وصلت الى 38 درجة وبدأت تتطور باستمرار، وانا اعتقد انى كويسة لكن الموضوع كبير، وبعدها ذهبت لمستشفى الشرطة وتم تشخيصى بكورونا ونقلى بعد ذلك إلى مستشفى العجوزة هنا، وفور وصولى تم اجراء الفحوصات لى فهم من افضل اطباء وممرضين فى العالم والله لم اكن اتوقع الرعاية الطبية بهذا المستوى هنا.

وتشير بضحكة الى ان التجربة فى البداية لم تكن صعبة فكنت اعتقد ان الموضوع سهل وبسيط وطلبنا ممرضا فى المنزل وانبوبة اكسجين، لكن اتضح ان الامر صعب إلى أن وصلت لمرحلة عدم القدرة على التنفس نهائيا، وتم نقلى الى هنا منذ 5 أيام، ولم اكن اقدر على القيام من السرير، و ابنى هو من انقذنى.

وتوضح انها تقضى يومها مع زملائها من المرضى، وهو ما يهون عليها الجلوس فى المستشفى بعيدًا عن أسرتها، فتقول: الحمد لله، وكلهم لا يتركونى لوحدى سواء المرضى زملائى أو التمريض والاطباء ورغم ذلك لا يأخدون حقهم.

وتوجه رسالة للاطقم الطبية: ربنا يكفيهم شر المرض ويعافيهم ويعنيهم على مواجهة الوباء، والحمد لله اصبحت صحتى جيدة رغم عدم التعافى.

«رأيت الموت».. عادل يستخف بـ«كورونا» فيقضي 40 يومًا في العزل


عادل يتلقى علاجه فى العزل

لـ40 يومًا، يمكث الحاج عادل رضوان، 65 عامًا فى مستشفى العجوزة المخصص للعزل، يتعافى من فيروس كورونا، رأى الموت بسبب عدم اهتمامه بالأعراض التى يعانى منها فى بداية إصابته، فكاد أن يفقد حياته حتى تم إدخاله الرعاية المركزة بالمستشفى لإنقاذه.

فى الطابق الثالث بمستشفى العجوزة يرقد الحاج عادل، على السرير يشعر بصعوبة فى التحرك، ليبدأ فى رواية تجربته مع المرض حيث قال إنه أهمل فى فى علاج نفسه فى بداية إصابته، فأصيب بنهجان شديد وتجاهل الأمر، ثم أحضر اسطوانة أكسجين فى منزله، وطبيب للكشف عليه، وأجرى التحاليل والأشعة وكانت نتيجتها سيئة جدا، إلى أن قام بالاتصال بالخط الساخن 105 لتحويله إلى مستشفى العجوزة.

ويضيف أنه فور وصوله المستشفى أجروا له أشعة وتم تحويله إلى غرفة رعاية فى البدياة ليبدأ تلقى جلسات الأكسجين، واستكمال رحلة العلاج ومن بعدها نقل إلى غرفة عادية واستمرت معه جلسات الأكسجين أيضًا.

كبر سن المريض يزيد من صعوبة تأثير المرض عليه، بالإضافة إلى السمنة فيحدثنا بنهجان، وتقطع فى التنفس، مما فسر طول فترة إقامته بالمستشفى: حالتى كانت سيئة جدا، هناك حالات دخلت معه فى نفس الوقت غادرت بعدها بأسبوع او أسبوعين.

ويقيم الحاج عادل فى منطقة فيصل حيث التكدس السكانى والزحام لكنه لايدرى من أين أصيب بالفيروس إلا أنه يقر بأنه لم يكن يتبع الإجراءات الوقائية فيقول: "استهترت بالموضوع" والنتيجة كانت الإصابة بالفيروس وكدت أفقد حياتى، وفوجئت بالنهجان غير عادى واختناق واجريت تحاليل ومسحة واثبت انه كورونا، بعد أيام من اصابتى وتم نقلى بعدها لمستشفى العجوزة.

يرى صاحب الـ65 عامًا، تجربة مرضه بأنها كانت سيئة جدا مضيفا: لو العناية بالمستشفى لكنت غادرتها، لما بتعب بالليل وازهق واكون متضايق يكفى ان التمريض يأتون للجلوس معى ويهونون على، وأطمأن على بناتى الاثنين هاتفيًا.

يجد المريض صعوبة فى تغيير وضع رقدته على السرير، فتساعده طاقم التمريض ليعتدل ويضيف: الذى يحس بأى تعب ييجى المستشفى على الفور لكن انا اهملت وحسيت ان الفيروس كان عندى قبل 10 ايام من المجئ للمستشفى، واعتقدت انه التهاب رئوى عادت وتناولت علاجا، بس اتضح أنه الفيروس.

يوجه "عادل" الشكر للعاملين فى المستشفى يرى أنهم أصحاب الفضل فى شفائه: دخلت مستشفيات كثيرة منها خاصة ولم اتوقع ان تكون هناك مستشفى حكومة بنفس الاهتمام والجودة ديه،المعاملة الجيدة من الأطباء والتمريض وكل شئ كويس جدا دون مجاملة.

تحولت مسحة التى تحدد الاصابة بالفيروس إلى سلبية، لكن ينتظر حتى يتعافى نهائيا فيقول: يكفى أن المستشفى بعد ظهور سلبية مسحة كورونا اكمل الاصابة فى المستشفى لحين التعافى نهائيا، وأمل أن أغادر المستشفى فى أقرب وقت، لأعود لحياتى مع عائلتى ثانية بعد أن رأيت الموت.

فى هذا الوقت علق الطبيب المعالج على حالة الحاج عادل قائلًا إن حالته كانت صعبة جدا فور دخوله حيث تم وضعه فى الرعاية لشدة احتياجه للاكسجين وكان ربما يفارق الحياة لكن ستر الله وبعد ذلك تم نقله إلى غرفة عادية وسيتم خروجه من المستشفى فى غضون 3 أيام بعد أن اختفت الأعراض لكن نحتاج إلى أن نتأكد ان الحالة أصبحت متعافية بنسبة 100‭%‬.

بأغاني الست والماتشات.. ساويرس يواجه كورونا


ساويرس يتحدث لـ "الأخبار"

العزل مؤلم والوقت لا يمر، لكن ساويرس وليم ساويرس 65 سنة يحاول أن يتغلب على مرارة المرض والألم بالاستماع إلى الراديو باستمرار أثناء تواجده بغرفة الرعاية المركزة بمستشفى هليوبليس للعزل، وكذلك قراءة الصحف حتى ينقضى اليوم لينهى ليلته بحفلة لأم كلثوم.. بتراحب شديد رحب المريض بنا فور دخولنا لغرفته حاول أن يزيل ماسك الأكسجين كى يقوم بالتحدث إلينا، لاحظنا انه يضع امامه جهاز راديو يسمع إذاعة الأغانى وبجواره جريدة يتصفحها فقال: أصل باحب اسمع ام كلثوم بالليل من الساعة 11مساء الى الساعة 1 صباحا وبعدها انام وباقى اليوم اقرا الجرائد أو الكتاب المقدس او اسمع ماتش فانا زملكاوي.

لا يخلو حديثه من التفاؤل بالتعافى فيروى بداية إصابته فيقول إن بداية اصابته حين كان يمارس عمله بمصنع ملابسه بالزيتون، وحضر إليه عدد من التجار للحديث فى العمل، فعطس أحدهم فى وجهه، وقبل أن يغادر لمنزله شعر بصداع رهيب واستدعى على اثره الطبيب واعطاه ادوية ومنها البنادول وبعدها ارتفعت الحرارة الى 39 ونصف، وحدث له ضيق تنفس، فاحضر الطبيب ثانية من 8 مساء الى 2 بالليل واحضر ابناؤه له أنبوبة اكسجين وبعدها طلب الطبيب نقله الى مستشفى عزل.. ويضيف: المعاملة هنا جيدة وجميع من هنا محترمين ومعاملتهم جيدة جدا وربنا يبارك لهم وربنا يخلينا السيسى كل ما اشوفه فى الجورنال ادعيلهم، وراضى على الخدمة الطبية وكفاية وشهم كويس ويتقبلوا الناس.. ويوضح انهم يتحدث مع الأطقم الطبية عن نتيجة التحاليل وتطورات حالته الصحية مضيفا: ربنا كبير التجربة كانت شديدة جدا لم يمر بها فى حياتى من قبل وعمرى ما نمت هذه النومة وهو ممدد على سريره ويتلقى جلسات الاكسجين.

صلاة الفجر.. سلاح منير للقضاء على كورونا

منير يؤدي صلاته في العزل

“أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ...” فى مرضهم بالعزل يدعون الله ليل نهار، يروجون رحمته وخلاصهم من آلام مرضهم، ففى غرفة العزل بمستشفى العجوزة يجلس محمد منير أحمد صالح، محامى، على كرسى يصلى ويدعو الله ان يعافيه من مرضه ويخرجه من محنته.. اعتاد صاحب الـ 76 عامًا القيام بذلك باستمرار طوال منذ بداية عزله فى المستشفى، خاصة ان حالته كانت خطيرة لإجرائه⊇ عملية قلب مفتوح، مما استدعاه ان يكون اكثر حذرا فمجرد شعوره بضيق تنفس بسيط توجه إلى المستشفى للاطمئنان على نفسه، وعملت الاشعة المقطعية، واظهرت الاصابة بالفيروس وتم تحويلى على مستشفى العجوزة الذى يعد افضل مسشتفى هنا.

وفور دخولنا الغرفة وجدنا المريض يجلس على كرسيه يقيم صلاة الظهر، انتهى من صلاته وقال: اقضى يومى فى الصلاة ودعاء ربى أن يشفينى واستيقظ مع اذان الفجر لأصلى وبعدها اقرأ القرآن وادعو بالشفاء لى ولأولادى وانتظر الى شروق الشمس، وبعدها يأتى التمريض لاعطائى العلاج ومقسم الى 3 اجزاء ومن بعد الشروق احصل على الجرعات الأولى بالكامل وكذلك فى الظهر وبالليل قبل ما أنام.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة