ريوتشي ميتا.. من البوذية لأول مترجمي القرآن إلى اليابانية
ريوتشي ميتا.. من البوذية لأول مترجمي القرآن إلى اليابانية


حكايات| ريوتشي ميتا.. من البوذية لأول مترجمي القرآن إلى اليابانية

هدى النجار

الأربعاء، 27 يناير 2021 - 09:54 ص

لم يتخيل ريوتشي ميتا الذي ينتمي لعائلة بوذية من محاربي الساموراي، أن اسمه سيخلده التاريخ، ليس فقط لمجرد اعتناقه الإسلام، بل لكونه أول مترجم للقرآن الكريم إلى اللغة اليابانية.

 

ففي 19 ديسمبر 1892، ولد الحاج عمر ميتا وسط عائلة بوذية من محاربي الساموراي، في بلدة تشوفو في محافظة ياماجوتشي غرب اليابان، وتخرج في كلية ياماغوتشي التجارية، وبعد فترة وجيزة من التخرج انتقل إلى الصين التي كان يتوق لزيارتها.


ذهب ميتا إلى بكين وتعلم اللغة الصينية، مما أتاح له للتعرف على الصينيين وتقاليدهم، فيما ساعدته مهاراته في ممارسة الطب على تعزيز الاتصال البشري، ما جعله يتعرف على حياة المسلمين، وطريقة التفكير الإسلامية والمجتمع المسلم، فمنحه ذلك فرصة لمعرفة حقيقة الإسلام عن قرب.

 

اقرأ أيضًا|  بأي لغة كلم الله نبيه موسى؟.. ليست «العربية»

 

أجبرته المعيشة في الصين على التعامل مع المسلمين، فيما قابل عمر ميتا، الحاج عمر ياماوكا، أول مسلم ياباني  يحج إلى بيت الله الحرام، كما قابل الشيخ عبدالرشيد إبراهيم العالم التتري الروسي، الذي أسهم في نشر الإسلام في اليابان، فاستمع إلى محاضراتهما ومناقشاتهما التي جرى فيها شرح تعاليم الإسلام والتعريف بالعالم الإسلامي.

 

ويعتبر عام 1941 نقطة التحول في حياة عمر ميتا؛ حيث ترسخ الإسلام في قلبه، وأعلن رسميًا اعتناقه الإسلام وعمره وقتها 49 عامًا، عاش بعدها في الصين لمدة 4 سنوات، ثم عاد مرة أخرى إلى مسقط رأسه في اليابان.

 

وفي بلاده شارك في الأنشطة الدينية الإسلامية، التي أفرزت تأسيس أول جمعية إسلامية في اليابان بالتعاون مع المسلمين الأجانب المقيمين هناك، وذلك في عام 1952.

 

ثم في عام 1958، ذهب ميتا إلى مكة وأتم فريضة الحج، ليعود بروح الشباب ويبدأ عمله بحماس، وعبدها تم انتخابه كأول رئيس للجمعية، وخلال فترة رئاسته للرابطة الإسلامية اليابانية.

 

ترجم الحاج عمر ميتا معاني القرآن الكريم إلى اللغة اليابانية، وذلك بعدما شعر بالحاجة إلى الترجمة اليابانية السليمة لمعاني القرآن الكريم على يد مسلم ياباني ومن النص العربي الأصلي، فقرر أن يقوم بترجمة معانيه برغم كبر سنه وبلوغه 69 عامًا، وكان هذا بدعم من رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة.

 

وبعد طباعة القرآن الكريم باللغة اليابانية بعامين، توفي الحاج عمر ميتا في عام 1974، بعد جهود سنوات في خدمة الإسلام والمسلمين المنعزلين في شرق آسيا واليابان.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة