صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


جريمة في المهندسين.. ليلة بكى فيها أبو البنات

علاء عبدالعظيم

الأربعاء، 27 يناير 2021 - 02:26 م

 

كانت ليلة حزينة.. بكى فيها أبو البنات.. عندما أخبرته (الداية) بأن زوجته قد أنجبت له ولدا.. وبابتسامة وفرحة تعلو وجهها تطلب منه أن يعطيها الحلاوة لكنه صاح في وجهها، وكأن الخبر وقع فوق رأسه كالصاعقة.

 

خرج الأب مسرعا من المنزل، حتى تبين أن وراء حزنه سر كبير كشفته الخادمة التي أكدت أن البنات في نظر هذا الأب المسن إلا دجاجات تبيض له ذهبا، في تسعينيات القرن الماضي.

 

أما القصة الكاملة فتحدثت عنها الخادمة أمام المقدم ياسر عبدالحكيم رئيس مباحث المهندسين آنذاك، بعين يملؤها حزن، وألم دفين، قائلة: «أعمل خادمة في المنازل، وعمري ٥ سنوات، عندما تفتحت عيناي على الحياة، وحملتني ساقاي على الأرض، وبدأت أنطق بالكلام، أخذني أبي إلى منزل أحد الأثرياء بطنطا لأعمل فيه خادمة، وبدأت الست صاحبة المنزل  تعلمني كل شيئ، ووجدت نفسي مقيدة الحرية، لم أعرف لها طعم مثل بقية البنات، ولم أذهب إلى المدرسة».

 

وتضيف: «رضيت بما قسمه الله لي، وطلبت من أبي أن أترك الخدمة في المنازل، وأنه لم لكنه صفعني بقسوة، وكان السبب أنه بيجي كل شهر يقبض متربي من الست، وكان بقيمة ٥٠ جنيها آنذاك، ومرت الأيام، والسنون، وأصبحت في سن الـ١٣ عاما، وانتقل بعدها لأعمال في فيللا لأحد الأثرياء بمنطقة المهندسين، بمرتب مجزي».

 

اقرأ أيضًا| جريمة هزت مصر.. تشوي خادمتها بالنار وتسجنها حتى الموت 

 

ومضت الفتاة في الحديث: «أثناء إجازتي التي كنت أقضيها لزيارة أمي، وأخواتي البنات، حيث أخبرتني بأن أبي أخبرها على العمل كخادمات أيضا، ويذهب كل شهر ويجمع النقود وبعضها في جيبه، تملكني الحزن الشديد من تصرف أبي وجبروته، وشكيت لأمي مما أعانيه من حرمان وذل، وحركات مقيدة».

 

بدموع تنساب على وجنتيها ارتكنت الصغيرة على حضن الأم وبكلمات يشوبها أنين، وحزن يمزق أحشاءها، تقول: «أرتدي مخلفات ملابس أولاد مخدومتي، وأسد فمي ببقايا الطعام الذي يتبقى».

 

وأجهشت في بكاء مرير ثم واصلت حديثها: «أبي سامحه الله لطمني على وجهي، وهددني بعقاب شديد لو نطق لساني بهذا الكلام، وعرفت من أمي أنه ترك البيت لمدة ٣ أيام لأنها أنجبت ولدا، وفوجئت بالسبب وهي تخبرني بنظرات بائسة، وحزن، أن البنات في نظر أبي كالدجاج الذي يبيض له ذهبا مقابل خدمتهم في البيوت لما يحصل عليه كل شهر من مبالغ كبيرة، أما الولد فلن يجني من ورائه شيئا، بل سينفق عليه».

 

وتابعت: «خرجت من البيت، وودعت أمي، وأنا حزينة على مصيبتي في أبي البخيل الذي يحب نفسه، ويبني سعادته على شقاء بناته، وما إن عدت إلى الفيلا، أخذت أراقب الأماكن التي كانت تضع مخدومتي بها النقود، وفي أحد الأيام وجدت نفسي بفردي، وأخذت أفتش حتى عثرت على مبلغ ٥ آلاف جنيه، أخفيتها، ولم أهرب حتى لا تثار حولي الشكوك».

 

وعندما عادت مخدومتي بحثت عن المبلغ فلم تجده، وعندما سألتني أخبرتها إنني لا أعرف عنه شيئا، لكنني فوجئت بها تقوم بالإبلاغ عني، واعترفت بسرقته المبلغ وأرشدت عن مكان إخفائها النقود.

 

وبكلمات تسبقها الدموع اختتمت كلامها، قائلة: «أنا ضحية أبو البنات الذي حكم علينا بالحبس منذ طفولتنا، وكنت أحلم أن أخرج من سجن أبي، حتى أشعر بنفسي كفتاة مثل كل البنات، أتزوج حتى تصبح لي مملكتي الخاصة بي ولكن؟؟

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة