الأربعاء، 27 يناير 2021 - 09:40 م

الأزمة الصعبة التى يمر بها النادى الإسماعيلي لابد أن تستدعي جهود كل مهتم بالكرة فى مصر. ليس فقط لأن "الإسماعيلي" هو إحدى قلاع اللعبة الشعبية الأولى على مر السنين وإنما لأن الأزمة تتعدى حدود الإسماعيلية لتشمل كل الأندية الشعبية، ولتفرض أن يكون التعامل معها هو الأولوية الأولى لكل الأجهزة المعنية بالكرة وبالرياضة في مصر.

خطوة جيدة أن يتوافق رئيس الأهلى الخطيب مع النجم الكبير أبوجريشة على تسهيل انتقال بعض لاعبى الأهلي لدعم الإسماعيلي فى موسم الانتقالات. خطوة نرجو أن يقتدى بها الجميع من أجل الإنقاذ العاجل، ومن أجل الأهم: وهو أن نفتح ملف أنديتنا الشعبية التى تعانى جميعا من الخلل الذى أصاب العلاقات المنظمة للكرة المصرية والظروف الصعبة التى مرت بها فى السنوات الأخيرة والتى تركت آثارها السلبية على الأندية الشعبية.

أزمة الإسماعيلى يعانى مثلها −بدرجة أو أخرى− كل أندية الجماهير فى مصر. المصري البورسعيدي والاتحاد السكندرى وأندية الأقاليم المكافحة تدفع ثمن الظروف الصعبة وقلة الموارد، كما تدفع ثمن الفوضى فى سوق الكرة وفى أسعار اللاعبين التى لم تعد تخضع للموهبة وحدها وإنما أيضا للسمسرة ولتدفق أموال لم تكن كلها لصالح الكرة المصرية.. بل على حسابها فى أحيان كثيرة!!

ربما زادت وطأة الأزمة فى الإسماعيلى بسبب الصراعات الداخلية، لكن يبقى الأساس هو التشوهات التى أصابت عناصر الكرة وضربت استقرار أندية الجماهير التى ستظل −رغم كل شىء− هى روح الكرة المصرية وهى مصدر المتعة الحقيقية فيها.

التضامن بين أندية الجماهير لتجاوز الظروف الصعبة الحالية ضرورى. لكن الأهم وضع قواعد للتعامل العادل الذى يضمن لهذه الأندية الموارد المالية الكافية ويضمن −فى نفس الوقت− وضع اسقف مناسبة لانفاق الأندية ولأسعار اللاعبين بدلا من الفوضى التى أشاعها الانفاق غير الرشيد، وأحيانا غير البرىء!!

سيجتاز الإسماعيلى أزمته، وسيظل عنوانا للكرة الجميلة ومصنعا للمواهب التى تثرى الكرة المصرية.. لكن علينا ألا نغلق الملف قبل أن نجد الحل الذى يمنع أن تكون أندية الجماهير هى الضحية لفوضى الإدارة التى عانت منها الكرة المصرية.. ومازالت!!