رسم لعثمان بك البرديسي
رسم لعثمان بك البرديسي


حرام عليك يا «برديسي» إيش تاخد من تفليسي!

الأخبار

الأربعاء، 27 يناير 2021 - 09:42 م

إعداد: عاطف النمر 

لمن قيلت الكلمات الواردة في هذا العنوان؟ ومتى رددها أهل المحروسة حتى صارت من الأمثال الشعبية المتداولة من جيل لجيل عن التعرض لظلم وتعسف؟

يقول المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي ان الصراع أشتد بين المماليك لحكم مصر بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر إلى ان تمكن واحد منهم يدعى "عثمان بك البرديسى " من الانفراد بالحكم، لكنه وجد نفسه فى جانب والشعب المنهك بالضرائب فى جانب آخر، وبالذات عندما اشتد بطش وقسوة أمراء المماليك فى الأقاليم على الناس، وازداد الأمر سوءا بحدوث الجفاف الذى أصاب الأراضى الزراعية، مما أدى إلى نقص الغلال وارتفاع أسعار السلع فى الأسواق، إلى جانب ظلم جنود المماليك بنهب ممتلكات أهل المحروسة، وظهرت أزمة جديدة للبرديسى حين طالب الجنود برواتبهم المتأخرة، فوعدهم بتدبير تلك الأموال خلال أيام، سرح كتاب " الفردة " والمهندسين ومع كل جماعة منهم نفر من الجند فى يوم الأربعاء 6 مارس 1804، طافوا يكتبون قوائم الأملاك، فنزل بالناس ما لا يوصف من الهم والغم والغضب بسبب الغلاء ووقف الحال، فلما كان فى عصر ذلك اليوم نطقت أفواه الناس بقولهم : " الفِردة بطّالة "، وذهبوا نواحى باب الشعرية، وضج الفقراء والعامة والطوائف، وخرجت النساء يصرخن ويندبن وينعين ويقلن كلاما على الأمراء مثل : " حرام عليك يا برديسى.. ايش تاخد من تفليسى "، وخرج الجميع ومعهم طبول وبيارق وبأيديهم دفوف يضربون عليها، وأغلقوا الدكاكين وحضر الجمع إلى الجامع الأزهر، فلم يستجب البرديسى لخروج الشعب ضد الظلم والقهر والفساد، ووقف حيال مطالبهم.

ويقول الجبرتى إن "البرديسى" أظهر الغيظ وخرج من بيته غاضبا إلى جهة مصر القديمة، وهو يلعن أهل المحروسة ويقول : "لابد من تقرير الضرائب عليهم لثلاث سنوات، وسأفعل بهم لأنهم لم يمتثلوا لأوامرنا "، فانتشر غضب أبناء المحروسة وامتد من القاهرة إلى رشيد ودمياط وسائرالاقاليم على الحكام المماليك، فشرع محمد على فى كشف المماليك أمام الشعب وانضم إلى العلماء والمشايخ والشعب وهاجم الجنود المماليك بالقاهرة وقتل منهم 350 جنديا وفرمن تبقى منهم إلى الصعيد مثل قائدهم " البرديسى "، وتعهد محمد على برفع هذه الضريبة، ونجح بالفعل فى إزالة دولة المماليك وقضى على حكمهم ولم تقم لهم بعد ذلك قائمة، وأبطل الضريبة التى كانت سببا فى الغضب والتى جعلت النسوة يرددن وقت الأزمة : " حرام عليك يا برديسى.. ايش تاخد من تفليسى ".

من‭ ‬كتاب‭ ‬‮"عجائب‭ ‬الآثار‭ ‬في‭ ‬التراجم‭ ‬والأخبار‮"‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة