الحاج بلال
الحاج بلال


شاي «الحاج بلال».. يتسافر له بلاد وبلاد

الأخبار

الأربعاء، 27 يناير 2021 - 10:27 م

كتب: عمريوسف

الصداقة كلمة لم يعرف معناها الحقيقي سوى القليلين في مجتمع باتت تربطه علاقات المصلحة ودوائر الخبث التي لا تنتهي.

وجمعت مكاوي والحاج بلال روابط صداقة قوية تعود جذورها لفترة الجامعة عندما جاء الحاج بلال من بلادهم في أقصى الصعيد ليبدأ دراسته في كلية الآداب، ومع الاختلاف الكبير بين مجتمع القرية الصغير الذي يحكمه الكثير من العادات والتقاليد والمدينة الكبيرة التي لا تحفظ الوجوه والأشخاص لكثرة ما يتردد عليها يوميًا.

كانت أول أيام الحاج بلال بالجامعة يحكمها العزلة والانفراد لعدم قدرته على اجتذاب صديق يتواءم مع شخصيته الريفية، إلى ان جمعه القدر بمكاوى الذى أصبح صديق روحه وشعلته المضيئة فى عتمة المدينة الواسعة، ومرت الأيام وتوثقت الصداقة بينهما، وانتهت فترة الجامعة واختار بلال العمل في أرض والده وامتهن مكاوي مهنة التدريس.

إلا أن فارق المسافات الطويلة لم يمنع لقاءهما، مثلما عرف بلال حياة المدينة من لسان صديقه، عرف مكاوي حياة القرية من عيون بلال، حيث دأب مكاوى وأسرته على زيارة بلال في القرية فى مختلف الأعياد والمناسبات الخاصة والعامة، لاستنشاق هواء الريف المصري والتذوق من حلاوته، لاسيما الجلوس أسفل الشجرة العجوز في ساعة عصارى لشرب كوب الشاي المغلي على نار الموقد وذكريات الماضي تتهادى أمام أعينهم مثل عيدان البرسيم التى يقذفها الهواء يمينًا ويسارًا ورائحة الشاى المخضب بالنعناع تملأ الأنوف وتحرك مياه الأمعاء الراكدة.

وبالداخل تجلس زوجة مكاوى مع أم محمود زوجة الحاج بلال تشاركها إعداد الخبز الريفى المعُد على نار الحطب، ويسيل لعابها عندما ترى الزبد البلدى يُغرق رغيف الخبز الساخن من كل الاتجاهات، تفتتن جنونًا به وتتساءل عن طريقة صناعته فى القاهرة، تتدلل عليها أم محمود وتخبرها مع ابتسامة ريفية جميلة أن هذه الأشياء لا تصنعها سوى يديها.. وبالخارج يتشارك الأطفال ألعابهم التى مزجت القرية بالحضر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة