صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


هل يتنازل المصريون عن «الرنجة والفسيخ» بسبب رمضان؟

إسراء كارم

الخميس، 28 يناير 2021 - 01:39 م

 

اعتاد المصريون على طقوس معينة في يوم شم النسيم، كل عام، أبرزها الخروج إلى الحدائق وتناول الفسيخ والرنجة.

ويأتي شم النسيم هذا العام يوم الإثنين 3 مايو 2021، ويكون إجازة لكل عام للعاملين في القطاع العام والمصالح الحكومية والبنوك، وكذلك للقطاع الخاص.

رمضان يتعارض مع شم النسيم

وهذا العام يأتي يوم شم النسيم، خلال أيام شهر رمضان المبارك، حيث يبدأ شهر الصيام 13 إبريل وينتهي 13 مايو وفقا للبحوث الفلكية.

وتناول الفسيخ والرنجة يزيد العطش بشكل كبير، مما قد يدفع عدد كبير للتخلي عن هذه العادة المحببة لعدم الشعور بالتعب خلال فترة الصيام.

حكم الاحتفال بشم النسيم

كل عام تكثر التساؤلات حول حكم الاحتفال بيوم شم النسيم، وهو ما حسمته دار الإفتاء المصرية، موضحة أن شم النسيم عادة مصرية ومناسبة اجتماعية ليس فيها شيء من الطقوس المخالفة للشرع، ولا ترتبط بأي معتقدٍ ينافي الثوابت الإسلامية، وإنما يحتفل المصريون جميعًا في هذا الموسم بإهلال فصل الربيع؛ بالترويح عن النفوس، وصلة الأرحام، وزيارة المنتزهات، وممارسة بعض العادات المصرية القومية؛ كتلوين البيض، وأكل السمك، وكلها أمور مباحة شرعًا.

وقالت إن بعضها مما حث عليه الشرع الشريف ورتب عليه الثواب الجزيل؛ كصلة الأرحام، وبعضها من المباحات التي يثاب الإنسان على النية الصالحة فيها؛ كالتمتع بالطيبات، والتوسعة على العيال، والاستعانة على العمل بالاستجمام.

وأفادت بأن الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه - والي مصر من قِبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه - كان يخطب المصريين في كل عام ويحضّهم على الخروج للربيع؛ وذلك في نهاية فصل الشتاء وأول فصل الربيع.

اقرأ أيضا| ماذا يحدث لجسمك إذا أفرطت في تناول فيتامين «د»؟

- هل هو احتفال يهودي؟!

وأشارت «الإفتاء» إلى أن الأصل في موسم «شم النسيم» أنه احتفال بدخول الربيع، والاحتفال بالربيع شأن إنساني اجتماعي لا علاقة له بالأديان؛ فقد كان معروفًا عند الأمم القديمة بأسماء مختلفة وإن اتحد المسمَّى؛ فكما احتفل قدماء المصريين بشم النسيم باسم «عيد شموس» أو «بعث الحياة»: احتفل البابليون والآشوريون «بعيد ذبح الخروف»، واحتفل اليهود «بعيد الفصح» أو «الخروج»، واحتفل الرومان «بعيد القمر»، واحتفل الجرمان «بعيد إستر»، وهكذا.

وأفادت بأنه لم يكن من شأن المسلمين أن يتقصدوا مخالفة أعراف الناس في البلدان التي دخلها الإسلام ما دامت لا تخالف الشريعة، وإنما سعوا إلى الجمع بين التعايش والاندماج مع أهل تلك البلاد، مع الحفاظ على الهوية الدينية.

وذكرت «الإفتاء» أنه لَمّا كان الاعتدال الربيعي يوافق صوم المسيحيين، جرت عادة المصريين على أن يكون الاحتفال به فور انتهاء المسيحيين من صومهم؛ وذلك ترسيخًا لمعنًى مهم؛ يتلخص في أن هذه المناسبة الاجتماعية إنما تكتمل فرحة الاحتفال بها بروح الجماعة الوطنية الواحدة.

وأوضحت أن هذا معنًى إنسانيٌّ راقٍ أفرزته التجربة المصرية في التعايش بين أصحاب الأديان والتأكيد على المشترك الاجتماعي الذي يقوي نسيج المجتمع الواحد، وهو لا يتناقض بحال مع الشرع، بل هو ترجمة للحضارة الإسلامية الراقية، وقِيَمِها النبيلة السمحة.

ولفتت إلى أن ما يقال من أن مناسبة «شم النسيم» لها أصولٌ مخالفةٌ للإسلام، فهذا كلامٌ غير صحيح ولا واقع له؛ إذ لا علاقة لهذه المناسبة بأي مبادئ أو عقائد دينية، لا في أصل الاحتفال ولا في مظاهره ولا في وسائله، وإنما هو محض احتفال وطني قومي بدخول الربيع؛ رُوعِيَ فيه مشاركة سائر أطياف الوطن، بما يقوي الرابطة الاجتماعية والانتماء الوطني، ويعمم البهجة والفرحة بين أبناء الوطن الواحد، والسلوكيات المحرمة إنما هي فيما قد يحدث في هذه المناسبة أو غيرها من سلوكيات يتجاوز بها أصحابها حدود الشرع أو يخرجون بها عن الآداب العامة.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة