سعاد حسنى
سعاد حسنى


نفسى فى الأولاد

فى عيد ميلاد سعاد حسني الـ79.. ننشر حواراً عمره 34 عاماً

آخر ساعة- حسام حسني

الخميس، 28 يناير 2021 - 03:10 م

فى الوقت الذى نحتفل فيه بميلادها الـ79، لا تزال أخبار سعاد حسنى سندريلا الشاشة، تتصدر تريندات التواصل الاجتماعى رغم رحيلها منذ ٢٠ عاماً، وكأنها موجودة، وبعيدًا عن حكايات قضية وفاتها، التى أصبحت تجارة رائجة، قررنا الذهاب بعيدًا لنتعرف على الجانب الآخر لسعاد حسنى، وهى تتحدث فى السياسة، وعن زوجها على بدرخان، ولماذا لم تنجب رغم حبها للأمومة، وكيف تخيلت نفسها عندما تصل لسن الـ50، كل ذلك فى حوار اختصت به آخر ساعة، قبل 34 عامًا، وأجرته معها الناقدة الراحلة إيريس نظمى عام 1976 حوار قديم لكنه جذاب كأنه تم اليوم.

لن ينسى الجمهور فيلم الكرنك، ولن ينسوا الدكتورة زينب دياب، سعاد حسنى، التى استحقت بجدارة لقب بطلة الفيلم السياسى، بعد دورها فى فيلم على من نطلق الرصاص وغيرها من الأفلام التى تحمل طابعا سياسيا اجتماعيا القاهرة 30 وشروق وغروب، ويبدو أن سعاد حسنى ستتمسك كثيرا بهذا اللقب الجديد، بطلة الفيلم السياسى، ففيلمها التالى أيضا واسمه الصعود إلى الهاوية تؤدى فيه دور الجاسوسة هبة سليم التى تعاملت وتعاونت مع الأعداء وكان مصيرها الإعدام، ملحوظة فى ذلك الوقت كانت فعلا مرشحة لبطولة هذا الفيلم، لكن أسند دور البطولة إلى مديحة كامل بعد ساعتين من الحوار معها أدركت إيريس نظمى أن سعاد حسنى الفنانة ليست وحدها التى تغيرت وتطورت ووصلت إلى مرحلة النضوج فى هذه السن، بل إن سعاد حسنى الإنسانة تغيرت أيضا وتطورت وإلى نص الحوار:

< سعاد حسنى من أنت فى جملة مفيدة؟

ـ أنا فنانة أقدس مهنتى، وأعطيها كل ما تحتاج إليه من إخلاص وصدق وجهد.

< أجمل فترات حياتك هل مضت أم لم تأتِ بعد؟

ـ هى التى أعيشها الآن.

< سعاد حسنى فى سن الخمسين كيف تتصورينها؟

ــ من الصعب أن أتخيلها، لكن من المؤكد أنه سيأتى اليوم الذى سأصل فيه إلى سن الـ50، وإذا كنت قادرة على العمل فسأعمل على أساس أن أقوم بأدوار مختلفة مثل الأم، وأنا أحاول المحافظة على نفسى فنيا، وإذا ساعدنى الله سأقدم فى هذه المرحلة أدوارا هامة جدا.

< ألا تعتقدين أن رفع أجرك إلى 35 ألف جنيه قرار قد تندمين عليه؟

ــ هذا غير صحيح وربما تكون هذة أول مرة أتحدث فيها بشأن هذا الموضوع، وأنا من النوع الذى لايكذب أية أخبار تخصنى فى اليوم التالى، لأنى أعتبر أن الخبر غير الصحيح يكذب نفسه بنفسه، إن حياة الفنان واضحة وأيضا سلوكه ومستوى معيشته، ولاتوجد الشركة التى تستطيع أن تدفع هذا الأجر، وأنا لم أتعاقد مع أى مخرج غير مصرى وتستطيعين أن تسألى المنتجين الذين عملت معهم، أنا أقرأ هذه الأخبار مثل أى قارئ والحقيقة أن أجرى كان ربع هذه القيمة، لكن الذى سأفعله بعد ذلك أننى سأحصل على نسبة من أرباح الفيلم بمقدار 10 فى المائة أو 15 على أساس أنه إذا نجح الفيلم فأنا شريكة فيه بجهدى الفنى، وإذا لم ينجح فأنا وحظى.

< ما رأيك فى فكرة تقديم نجلاء فتحى لأدوار فاتن حمامة؟

ــ إذا استطاعت أن تقدم إضافة جديدة فى الموضوع القديم، يجب أن يكون هناك تناول جديد للموضوع، ولكن الذى حدث أن نجلاء قدمت من قبل فيلم حب وكبرياء الذى لم يكن فيه أى تناول فنى جديد.

< هل يضايقك أن تقرر إحدى الممثلات الجديدات تمثيل أحد أدوارك القديمة؟

ــ بالعكس هذا يسعدنى لأن معناه أنه فيلم غير عادى، لكن المهم أن يعاد تقديمه بمعالجة جديدة، فليس أى موضوع يصلح للإعادة.

< لماذا أنت الآن بدون عمل؟

ــ السبب هو المخرج سيد عيسى الذى خدعت فيه، والذى أعطانى أكثر من عام كامل لارتباطى بالعمل معه فى فيلم شفيقة ومتولى ورفضى لكل الأفلام التى عرضت على فى تلك الفترة، لقد حاول سيد عيسى أن يضايقنى ويضايق العاملين فى الفيلم لكى نترك العمل، وذلك بعد أن وجد نفسه ليس فى مستوى الفيلم، وأنه لم يستطع أن يحرك المجاميع الكثيرة، فأخذ يضيق علينا الخناق بأساليب غريبة ملتوية لدرجة أنه أحضر البوليس لأنى رفضت أن أؤدى مشهدا جنسيا بدون داعٍ، لقد حاول الكثيرون أن يصلحوا بيننا وكنت من جانبى أشعر أن هناك قوة سوف تعيد العمل إلى ماكان عليه، بدليل أننى تركت ملابسى التى أؤدى بها الدور فى مكان العمل فى منزل بقرية بشلا، كما تركت مكياجى وسشوار الشعر، لكن سيد عيسى لم يكن فى مستوى هذا العمل الكبير، لقد قال إنه سيسند هذا الدور بعد أن تركته إلى سهير المرشدى، ومضت شهور الآن ولم يعد إلى العمل فى الفيلم إننى أتمنى أن أدخل غدا البلاتوه لكى أعمل، فقد بدأت أشعر بالضيق من شعور البطالة، لكنى أعمل مابوسعى للبحث عن أفكار جديدة وقراءة السيناريوهات والقصص العديدة.

< أعرف أنك لا تمثلين أكثر من فيلم كل عام فى حين أنك تستطيعين أن تمثلى فيلمين وثلاثة ماهى وجهة نظرك؟

ــ أنا أفضل رصيدى من الجمهور عن رصيدى فى البنوك.

< واللاتى يمثلن خمسة وسبعة أفلام؟

ــ لاوقت عندهن للتخيل والتأمل الذى يبحث عن حقيقة الشىء ضرورى جدا للفنان لذلك فأنا أحب أن يزداد رصيدى من الناس ولايزداد فى البنوك، وهذا أيضا يتعارض مع المستقبل من الناحية المادية، فالحياة أحيانا تتخلى عن الإنسان وحين يستريح الإنسان من الناحية المادية بالنسبة للمستقبل فهذا يكفل له الاستقرار وأنا أمامى دائما الاختيار لكنه اختيار صعب بين الاثنين ودائما اختار الناس.

< ما أحسن أفلامك التى قدمتها؟

ــ هناك أفلام تركت علامات فى السينما المصرية مثل القاهرة 30 والكرنك وغروب وشروق وعلى من نطلق الرصاص، أما بالنسبة لأدوارى فهناك فيلم صغيرة على الحب وفيه مقدرة الفنانة كاملة النضج. ولكنها تمثل دور فتاة صغيرة مراهقة وتكون مقنعة جدا، وأيضا دورى فى فيلم خلى بالك من زوزو الذى أتاح لى فرصة الرقص والغناء دون أى ابتذال، إن صوتى عادى وقد خدمنى فى ذلك الملحن كمال الطويل وأفسح لى الطريق لأسير فى هذا المجال وأؤديه، أعطانى اللحن على قدر الصوت نفسه، كما أعطانى صلاح جاهين المواقف التى يمكن أن أغنى فيها لكى لاتكون مفروضة على الفيلم، ومن أدوارى التى ستترك علامة أيضا دورى فى الكرنك لأنه كان دورا صعبا ومأساويا ولأنى لم أكن أعبر عن مأساة مصر فى مرحلة حرجة مرت بها، ولن أنسى أيضا أدوارى الأولى فى بداية حياتى الفنية دورى فى السبع بنات.

< مسئولية الفن فى نظرك؟

ــ أشعر فى هذه المرحلة بالذات بالتوتر والقلق أكثر من أى مرحلة سابقة حقيقة كان الفن منذ بداية حياتى الفنية مسئولية كبيرة والفن فى نظرى شىء خطير جدا، نشأت فى بيت يحب الفن ويقدره، أبى كان أكبر خطاط فى مصر، وأختى مطربة، وكنت أرى كيف يقدسون الفن، كان أبى حينما يعمل يمدون له خلوة فنية وكان الناس يأتون إلى بيتنا ليقدروا هذا العمل فقد كان يكتب نوعا معينا من الخطوط، الخط الإسلامى والخط الكوفى، وغيره.

وتأثرت وأنا طفلة بهذا المناخ وتعلمت فى بيتنا كيف يحترم الفن.

< صحيح ما يقال عن تهربك من الضرائب؟

ــ الحمد الله أن دخلى لم يؤهلنى لكى أدخل مع الضرائب فى حسابات وسين وجيم، فأنا منذ فترة طويلة لا أمثل إلا فيلما واحدا كل عام أو فيلمين على الأكثر، وأنا منتظمة جدا فى دفع الضرائب المستحقة على.

< من فى رأيك نجمة الفيلم الاستعراضى؟

ــ نيللى

< ولكن أفلامك الاستعراضية نجحت أكثر؟

ــ نيللى لديها إمكانيات أكثر منى فى مجال الاستعراض.

< ونجمة الفيلم الكوميدى؟

ــ لاتوجد عندنا نجمة للفيلم الكوميدى ولكن إذا قلنا الأفلام التى تحتاج إلى خفة الظل فهى شادية دون شك.

< ونجمة الفيلم الميلودرامى؟

ــ فاتن حمامة.

< ونجمة الفيلم الرومانسى؟

ــ وتضحك سعاد.

< الخطأ الذى لاتحبين الوقوع فيه مرة أخرى؟

ــ أن أسأل أولا على الشخص الذى سأعمل معه وألا أقع فى خطأ العمل مع مخرج مثل سيد عيسى.

< والعيب الذى لاتعرفين كيف تتخلصين منه؟

ــ سأصرح بعيب واحد فقط ضمن عيوبى، وهو أننى أفكر تفكيرا عمليا جدا، ولكن أحيانا لا أعرف كيف أطبقه بجدارة، وهذا يرجع إلى أننى قليلة الحيلة كما يرجع إلى عدم ممارستى للحياة كما يجب أن يمارسها الإنسان ويرجع أيضا إلى أن الله يعطى قدرات معينة للإنسان.

< ماهو معنى الحب فى نظرك؟

ــ الإنسان يجب أن يسعى إلى الحب دائما بكل معانيه وشموله.

< الوصول إلى القمة؟

ــ القمة لا أعرفها لأنى لم أصل إليها بعد، وأعتقد أن الفنان الأصيل ليس هدفه الوصول للقمة وكلمة القمة تعنى إنسانا متربعا على عرش صعب الوصول إليه، وهذا شىء نادر الحدوث.

< والإشاعة؟

ــ مؤلمة وحرام أن نطلق الإشاعات على أناس لا يستحقون ذلك.

< والأمس؟

ــ هو ماضيّ وحاضرى.

< والغد؟

ــ هو الموقع الحقيقى للإنسان.

< وطريقك إلى الفن؟

ــ كان رحلة شاقة وصعبة جدا.

< زوجك ما الذى أضافه إلى حياتك؟

ــ لقد لعب دورا كبيراً فى حياتى، إنه يمتلك مكتبة تحوى تاريخ السينما فى العالم وورثها عن أبيه المرحوم أحمد بدرخان هذه المكتبة أضافت إلى الكثير، أما بالنسبة لشخصيته فقد أضاف إلى راحة البال وعدم التشتت من الناحية الاجتماعية، أراحنى من التفكير فى أسئلة كثيرة تشغلنى هل سأجد الحب؟ والقلب الحنون هل سأجد الحياة والعمر أم لا؟ لقد وجدت الإجابة فيه هو.

< مشاعر الأم داخلك؟

ــ إننى أتمنى فى هذا الوقت بالذات أن أصبح أما، بل إن مشاعر الأمومة تتحرك داخلى منذ فترة بعيدة، إنها إرادة الله، إن هذا الشىء بيد الله وحده وليس بيدى أنا، كنت حين بدأت العمل فى السينما لا أفكر أبدا فى الزواج لأنى خشيت أن يعطلنى الزواج عن طموحى فى الفن، والآن وفى الوقت الذى تتحرك فيه مشاعر الأمومة داخلى لايريد الله ذلك، إنها حكمته. 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة