الممرضة شيماء تروي تجربتها مع المرض ..تصوير: ‬طارق‭ ‬إبراهيم - ‬أحمد‭ ‬حسن
الممرضة شيماء تروي تجربتها مع المرض ..تصوير: ‬طارق‭ ‬إبراهيم - ‬أحمد‭ ‬حسن


مغامرة داخل العزل|‬ «شعرت‭ ‬بفقد‭ ‬حياتي».. شيماء تروي تجربتها مع المرض

أحمد سعد

الخميس، 28 يناير 2021 - 06:53 م

هنا‭ ‬تكون‭ ‬مرحلة‭ ‬الخطر،‭ ‬والمواجهة‭ ‬المباشرة‭ ‬مع‭ ‬الوباء،‭ ‬تكون‭ ‬أصعب‭ ‬اللحظات‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الغرفة‭ ‬الزجاجية‭ ‬المغلقة،‭ ‬فيها‭ ‬الأطقم‭ ‬الطبية‭ ‬أكثر‭ ‬قلقا‭ ‬وحذرا‭ ‬وتأثرًا‭ ‬أيضًا،‭ ‬التهاون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬تعني إاصابة‭ ‬الفريق‭ ‬الطبي‭ ‬بالفيروس‭.‬

داخل‭ ‬غرف‭ ‬العنايات‭ ‬المركزة،‭ ‬يجوب‭ ‬الممرضون‭ ‬والأطباء‭ ‬لإنقاذ‭ ‬حياة‭ ‬المرضى‭ ‬يكونون‭ ‬أكثر‭ ‬قربا‭ ‬منهم،‭ ‬رذاذ‭ ‬المرضى‭ ‬أثناء‭ ‬إسعافهم‭ ‬ومحاولة‭ ‬وضعهم‭ ‬على‭ ‬أجهزة‭ ‬التنفس‭ ‬الصناعي‭ ‬يتطاير‭ ‬عليهم،‭ ‬ما‭ ‬يجعلهم‭ ‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬للإصابة‭ ‬بالفيروس‭ ‬فلا بد‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬الاحتياطات‭ ‬الأكثر‭ ‬تعقيدًا‭ ‬قبل‭ ‬الدخول‭ ‬لإنقاذ‭ ‬حياة‭ ‬المريض‭.‬

توجهنا‭ ‬إلى‭ ‬الرعاية‭ ‬المركزة‭ ‬فى‭ ‬مستشفى‭ ‬العجوزة‭ ‬للعزل،‭ ‬تصادفنا‭ ‬هناك‭ ‬مع‭ ‬الممرضة‭ ‬شيماء‭ ‬رمضان،‭ ‬التي‭ ‬خرجت‭ ‬للتو‭ ‬من‭ ‬غرفة‭ ‬أحد‭ ‬المرضى‭ ‬بالرعاية،‭ ‬لتروي‭ ‬رحلتها‭ ‬فى‭ ‬علاج‭ ‬الحالات‭ ‬الأخطر‭ ‬المصابة‭ ‬بالفيروس،‭ ‬فتقول‭ ‬إنها‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬المرضى‭ ‬في‭ ‬الرعاية‭ ‬ويتم‭ ‬ملاحظتهم‭ ‬باستمرار‭ ‬وقياس‭ ‬العلامات‭ ‬الحيوية‭ ‬وتقديم‭ ‬العلاج‭ ‬لهم،‭ ‬واتباع‭ ‬تعليمات‭ ‬الاطباء،‭ ‬وملاحظة‭ ‬المريض‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬جهاز‭ ‬الاكسجين‭ ‬العادى‭ ‬أو‭ ‬السباب‭ ‬أو‭ ‬جهاز‭ ‬التنفس‭ ‬الصناعى،‭ ‬وكل‭ ‬شئ‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬إجراء،‭ ‬ونكافح‭ ‬العدوى،‭ ‬ولو‭ ‬المريض‭ ‬حالته‭ ‬متأخرة‭ ‬نحاول‭ ‬رفع‭ ‬حالته‭ ‬المعنوية،‭ ‬لأنهم‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثرًا‭ ‬نفسيا‭ ‬بالفيروس‭ ‬حيث‭ ‬يظن‭ ‬المريض‭ ‬فور‭ ‬دخوله‭ ‬الرعاية‭ ‬أنه‭ ‬سيفارق‭ ‬الحياة‭.‬

وتضيف: "‬نسانده‭ ‬ونقول‭ ‬له‭ ‬انت‭ ‬كويس‭ ‬ونحاول‭ ‬نكون‭ ‬جنبه،‭ ‬ونستمع‭ ‬له‭ ‬ونأخذ‭ ‬طلباته‭ ‬ونحاول‭ ‬نطمئنه،‭ ‬وطبعا‭ ‬فى‭ ‬الرعاية‭ ‬يكون‭ ‬هناك مرضى‭ ‬كثر‭ ‬تتدهور‭ ‬حالتهم‭ ‬الصحية‭ ‬فجأة‭ ‬ما يؤثر‭ ‬نفسيا‭ ‬على‭ ‬المريض،‭ ‬وأصعب‭ ‬حالة‭ ‬قابلتنى‭ ‬كانت‭ ‬حالة‭ ‬لفتاة‭ ‬27‭ ‬عاما‭ ‬تدعى‭ ‬هدى،‭ ‬وكانت‭ ‬في ‬الرعاية‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬جلسات‭ ‬أكسجين،‭ ‬وفجأة‭ ‬حدث‭ ‬هبوط‭ ‬فى‭ ‬نسبة‭ ‬الأكسجين،‭ ‬وبعدها‭ ‬تم‭ ‬وضعها‭ ‬على‭ ‬جهاز‭ ‬التنفس‭ ‬الصناعي، و‬لم‭ ‬نقدر‭ ‬على‭ ‬انقاذها‭ ‬وتوفت‭ ‬فتأثرت‭ ‬كثيرا‭ ‬لأن‭ ‬سنها‭ ‬صغير،‭ ‬وهناك  ‬حالات‭ ‬كثيرة‭ ‬توفت‭ ‬بالفيروس‭ ‬فى‭ ‬سن‭ ‬صغيرة،‭ ‬وأصغر‭ ‬شخص‭ ‬توفى‭ تعاملت معه كان عمره ‬20‭ ‬سنة‭".

وتوضح‭ ‬انها‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬المرضى‭ ‬بملاحظتهم‭ ‬ونكون‭ ‬بجانبهم‭ ‬طول‭ ‬اليوم‭ ‬ولا‭ ‬تتركهم‭ ‬لوحدهم،‭ ‬وتعمل‭ ‬عليهم‭ ‬طوال‭ ‬الوقت‭ ‬ونلاحظ‭ ‬العلامات‭ ‬الحيوية‭ ‬لهم،‭ ‬وننفذ‭ ‬تعليمات‭ ‬الطبيب‭.‬

وتؤكد ‬انها‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬المرضى‭ ‬بملاحظتهم‭ ‬ونكون‭ ‬بجانبهم‭ ‬طول‭ ‬اليوم‭ ‬ولا‭ ‬تتركهم‭ ‬لوحدهم،‭ ‬وتعمل‭ ‬عليهم‭ ‬طوال‭ ‬الوقت‭ ‬ونلاحظ‭ ‬العلامات‭ ‬الحيوية‭ ‬لهم،‭ ‬وننفذ‭ ‬تعليمات‭ ‬الطبيب‭.‬

وتؤكد‭ ‬أن‭ ‬الموجة‭ ‬الأولى‭ ‬كانت‭ ‬صعبة‭ ‬عليها‭ ‬كممرضة‭ ‬لأن‭ ‬الفيروس‭ ‬كان‭ ‬جديدا‭ ‬عليهم‭ ‬ولم‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬وحاليا‭ ‬‮«‬تعودنا‮»‬‭ ‬على‭ ‬الوضع،‭ ‬أما‭ ‬حاليا‭ ‬الموجة‭ ‬الثانية‭ ‬أصعب‭ ‬فى‭ ‬مستوى‭ ‬شدة‭ ‬الحالات‭ ‬المصابة‭ ‬بالفيروس، منوهة بأنها ‬تقيم‭ ‬فى‭ ‬المستشفى‭ ‬14‭ ‬يوما‭ ‬وبعدها‭ ‬تذهب‭ ‬لأسرتها،‭ ‬لتقييم‭ ‬14‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬عمل‭ ‬مسحة‭ ‬للفيروس‭.‬

وأصيبت‭ ‬الممرضة‭ ‬فى‭ ‬يوليو‭ ‬الماضى‭ ‬بكورونا، قائلة:‭ ‬أصبت‭ ‬فى‭ ‬يوليو‭ ‬الماضى‭ ‬وحجزت‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬3‭ ‬بالمستشفى‭ ‬للعلاج‭ ‬والتجربة‭ ‬كانت‭ ‬صعبة‭ ‬لأني‭ ‬اعمل‭ ‬في‭ ‬الرعاية‭ ‬وكل‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تراها‭ ‬كانت‭ ‬صعبة‭ ‬فكنت‭ ‬أشعر أني‭ ‬هاكون‭ ‬مثلهم‭ ‬وأمر‭ ‬بتجربتهم،‭ ‬وكانت‭ ‬نفسيتي‭ ‬سيئة‭ ‬بسبب‭ ‬ذلك،‭ ‬لكن‭ ‬الفريق‭ ‬الطبي‭ ‬وزوملائي‭ ‬كانوا‭ ‬‬بجانبي‭ ‬ويدعموني،‭ ‬وكانت‭ ‬معاملتهم‭ ‬جيدة‭ ‬معى‭ ‬حتى‭ ‬تعافيت"‭.‬

وتضيف:‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬بالمستشفى‭ ‬يد‭ ‬واحدة،‭ ‬ونقف‭ ‬بجانب‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض،‭ ‬ونعاون‭ ‬ونساند‭ ‬بعض‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬التى‭ ‬يمروا‭ ‬بها‭ ‬ومن‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تمر‭ ‬هذه‭ ‬الأزمات‭.‬

وتوضح‭ ‬أن‭ ‬فور‭ ‬وصولها‭ ‬للمنزل‭ ‬تقوم‭ ‬بعمل‭ ‬عزل‭ ‬منزلي‭ ‬أسبوع‭ ‬لحين‭ ‬ظهور‭ ‬نتيجة‭ ‬المسحة‭ ‬وبعدها‭ ‬تبدأ‭ ‬التعامل،‭ ‬ويكون‭ ‬هناك ‬حذر‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬والدها‭ ‬ووالدتها‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬اصابتهم،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬اختلاط‭ ‬معهم‭ ‬والالتزام‭ ‬بارتداء‭ ‬الكمامات.‬

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة