أميرة خلال عملها في العزل  تصوير: ‬طارق‭ ‬إبراهيم - ‬أحمد‭ ‬حسن
أميرة خلال عملها في العزل تصوير: ‬طارق‭ ‬إبراهيم - ‬أحمد‭ ‬حسن


مغامرة داخل العزل|‬ «عملي‭ ‬وقت‭ ‬الوباء‭ ‬الأهم».. ‬زوج‭ ‬أميرة‭ ‬يراعي‭ ‬أطفالها الأربعة‭ ‬في‭ ‬غيابها

أحمد سعد

الخميس، 28 يناير 2021 - 07:26 م

تترك‭ ‬أميرة‭ ‬الهادى‭ ‬محمد،‭ ‬تمريض‭ ‬رعاية‭ ‬بمستشفى‭ ‬عزل‭ ‬هليوبليس،‭ ‬4‭ ‬أطفال،‭ ‬مع‭ ‬زوجها‭ ‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬تواجدها‭ ‬بالعزل‭ ‬لمدة‭ ‬14‭ ‬يومًا،‭ ‬ربما‭ ‬تحدثه‭ ‬مرة‭ ‬للاطمئنان‭ ‬عليهم‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬عملها‭ ‬وتعود‭ ‬لتقوم‭ ‬على‭ ‬خدمة‭ ‬مرضى‭ ‬كورونا‭.‬


كانت‭ ‬أميرة‭ ‬وقت‭ ‬حديثها‭ ‬لنا‭ ‬تنتقل‭ ‬مرتدية‭ ‬بدلة‭ ‬العزل‭ ‬بين‭ ‬غرف‭ ‬المرضى‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تعرف‭ ‬احتياجاتهم،‭ ‬فتقول‭ ‬إن‭ ‬لديها‭ ‬ولدين‭ ‬وبنتين‭ ‬الأكبر‭ ‬محمد‭ ‬14‭ ‬سنة‭ ‬ومازن‭ ‬12‭ ‬سنة،‭ ‬ولوجى‭ ‬4‭ ‬سنوات‭ ‬وجزال‭ ‬سنتين‭. ‬


لفت‭ ‬انتباهنا‭ ‬عن‭ ‬تركها‭ ‬لطفلة‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬عمرها‭ ‬عامين‭ ‬وهى‭ ‬فى‭ ‬العزل‭ ‬فبادرتها‭ ‬بالسؤال‭ ‬من‭ ‬يرعى‭ ‬طفلتك‭ ‬ذات‭ ‬العامين‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬غيابك،‭ ‬فاجابت‭ ‬بلهفة‭ ‬على‭ ‬أبنائها:‭ ‬فى‭ ‬فترة‭ ‬العزل‭ ‬أترك‭ ‬أطفالى‭ ‬مع‭ ‬زوجى‭ ‬لمدة ‭ ‬14‭ ‬يومًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أعود‭ ‬إليه،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬بالاهتمام‭ ‬بهم‭ ‬وتربيتهم‭ ‬ويرعاهم،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬صعب‭ ‬جدا‭ ‬عليه‭ ‬خاصة‭ ‬رعاية‭ ‬طفلتى‭ ‬الصغيرة،‭ ‬لكن‭ ‬الشغل‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬الوباء‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬حاجة،‭ ‬ولو‭ ‬احتاج‭ ‬شيء‭ ‬يكلمنى‭ ‬فى‭ ‬فترة‭ ‬الراحة‭ ‬الخاصة‭ ‬بى‭ ‬إنما‭ ‬وقت‭ ‬الشغل‭ ‬مستحيل‭ ‬أن‭ ‬أجيبه‭ ‬لأنى‭ ‬باكون‭ ‬مرتدية‭ ‬بدلة‭ ‬العزل‭ ‬فى‭ ‬الرعاية‭.‬


وتضيف‭:‬ أطفالى‭ ‬وحشونى‭ ‬كتير‭ ‬واكلمهم‭ ‬فيديو‭ ‬كول‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬أوقات‭ ‬العمل،‭ ‬وليس‭ ‬خلالها،‭ ‬وعند‭ ‬عودتها‭ ‬لمنزلها‭ ‬تعزل‭ ‬نفسها‭ ‬وتتخذ‭ ‬إجراءاتها‭ ‬الوقائية‭ ‬وتحرص‭ ‬على‭ ‬غسيل‭ ‬يديها‭ ‬باستمرار‭ ‬بالماء‭ ‬والصابون‭ ‬أولا‭ ‬قبل‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬أطفالها‭.‬


اعتادت‭ ‬أميرة‭ ‬كل‭ ‬صباح‭ ‬المرور‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المرضى:‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬صباح‭ ‬أمر‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المرضى‭ ‬وأجمع‭ ‬طلباتهم‭ ‬مثل‭ ‬السوائل‭ ‬الدافئة‭ ‬اللى‭ ‬يحبوا‭ ‬يشربوها،‭ ‬وأى‭ ‬طلب‭ ‬يطلبه‭ ‬المريض‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬تلبيته،‭ ‬ونقوم‭ ‬بتجهير‭ ‬الأكسجين‭ ‬والأدوية‭ ‬وعلب‭ ‬التحاليل،‭ ‬وعملى‭ ‬يستمر‭ ‬12‭ ‬ساعة‭ ‬متواصلة‭.‬

 

 

لكن‭ ‬الأمر‭ ‬يزداد‭ ‬تعقيدا‭ ‬حين‭ ‬يتعرض‭ ‬مريض‭ ‬لمضاعفات‭ ‬فتقول‭:‬ فى‭ ‬حالة‭ ‬إنقاذ‭ ‬حالة‭ ‬طارئة‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬ارتداء‭ ‬الملابس‭ ‬الوقائية‭ ‬كاملة‭ ‬و‬نستدعى‭ ‬الطبيب‭ ‬ونرى‭ ‬ما‭ ‬يحتاجه‭ ‬المريض‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬تعليمات‭ ‬الطبيب،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬الحالات‭ ‬تتحسن‭ ‬وتخرج‭ ‬بعد‭ ‬انخفاض‭ ‬نسبة‭ ‬الأكسجين‭.‬


وتوضح‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬شيء‭ ‬لتعافى‭ ‬المريض‭ ‬الراحة‭ ‬النفسية‭ ‬له‭ ‬ونحاول‭ ‬طمأنته‭ ‬بأن‭ ‬حالته‭ ‬الصحية‭ ‬جيدة‭ ‬ونعطيه‭ ‬أمل‭ ‬بأن‭ ‬حالته‭ ‬تتحسن‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬عكس‭ ‬ذلك،‭ ‬وإن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬سيعود‭ ‬للمنزل‭ ‬قريبا‭.‬


وتقول‭ :‬أصعب‭ ‬لحظة‭ ‬عندما‭ ‬يفقد‭ ‬مريض‭ ‬حياته‭ ‬تكون‭ ‬حالتى‭ ‬النفسية‭ ‬سيئة‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬نفسى‭ ‬مكان‭ ‬المريض‭ ‬ولو‭ ‬لم‭ ‬نراعى‭ ‬ربنا‭ ‬فيه‭ ‬ممكن‭ ‬أمرض‭ ‬ولا‭ ‬أجد‭ ‬أحدا‭ ‬يرعانى‭.‬
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة