يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن..

أكشاك الصحف بمدينة نصر

يوسف القعيد

الخميس، 28 يناير 2021 - 08:14 م

 

عندما تقرر إنشاء مدينة نصر فى خمسينيات القرن الماضى، أطلقوا عليها كلمة: "سر الليل" ليلة ثورة 23 يوليو 1952، وظلت أقرب للضاحية الجميلة التى يمكن أن يقضى فيها الإنسان نهاره فتستريح أعصابه، فما بالك لو عاش فيها.

ثم جاءت حركة التهجير من مدن القناة فيما بين 1967 و1973، فجاءت لها بنازحين جدد من المهجرين، وكان ظرفاً وطنياً تحملناه جميعاً برحابة صدر؛ لأن الوطن كان لا بد أن ينتصر فى النهاية، وهو ما حدث فى أكتوبر 1973.

لن أحكى تاريخ مدينة نصر، فالمكان لا يسمح ولكنى أكتب فقط عن قضية باعة الصحف فى الحى، والذى جرى أنه أنشئ مؤخراً كبارى كثيرة وطرق جديدة وميادين لم تكن موجودة من قبل، لدرجة أنه يمكن أن يكون الميلاد الثانى لها، ضمن منظومة عمل كثيرة يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كل أنحاء بر مصر؛ لإعادة صياغة الحياة اليومية فى مدننا.

لكل تجديد بعض آثاره الجانبية، وما جرى فى مدينة نصر شىءٌ عظيم، وكان لا بد منه، وأعتقد أن سكان الحى حلموا به قبل أن يحدث على أرض الواقع، لكن الضحية الأولى لهذا التطور الجميل والذى كان لا بد منه اختفاء أكشاك باعة الصحف والجرائد والمجلات والكتب، وبعضها يبيع أيضاً الأدوات المدرسية، كلها لم يعد لها وجود، بضربة يد واحدة اختفت، ولا يُمكن حرمان الأهالى ممن يشترون منهم الصحف والمجلات والكتب.

فليس كل الناس لديهم اشتراكات يومية أو شهرية فى صحف مصر، وربما كانت الأغلبية العظمى من يشترون الجرائد بشكل يومى، كلٌ يشترى ما يرغب فى شرائه، ويقرأ ما يُحب قراءته، لكن ما هو القول عندما ينزل هذا القارئ ويلف ويدور ويكتشف أن الغالبية العظمى من هذه الأكشاك قد أزيلت.

لا اعتراض على التطوير، فهو سُنَّة من سنن الحياة، ولا بد منه، ولولاه كنا ما نزال نعيش فى زمن الغابة، ولكن التطوير كفعل بشرى لا بد أن يراعى ظروف وأحوال الناس الذين يتم من أجلهم، فمطالب الناس وما يحبثون عنه وما يرغبون فى الحصول عليه تبقى أولوية طالما أنها لم تتناقض مع الصالح العام.

أعترف أنه كان لا بد من تطوير الحى، وليت باقى الأحياء، أحياء القاهرة والمدن الأخرى يتم تطويرها بنفس الطريقة، ولكن قراءة الصحف احتياجٌ إنسانىٌّ عند البعض، ثم إن الصحافة مهنة بدأت فى مصر ونشأت عندنا وارتبطت بنا، ولا بد أن تستمر، وباعة الصحف اليومية جزءٌ جوهرىٌّ من توزيع صحفنا، فالاشتراك الثابت مسألة قد لا يُقبل عليها الكثيرون من قراء الصحف المصرية.

فى مدينة نصر حيان، الأول والثانى، علاوة على مناطق أخرى تحيط بهما، لدرجة أن سكان المدينة يقتربون من الخمسة ملايين نسمة، وهو رقم قد يفوق سكان عواصم بعض المحافظات، ألا يتطلب الأمر إعادة النظر؟! أكتب متوجهاً إلى اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، وأرجوه وأتمنى أن يُعاد النظر فى إزالة أكشاك الصحف فى مدينة نصر، لا يُفهم من كلامى أن كل الأكشاك قد أزيلت، لكن الأغلبية لم يعد لها وجود.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة