الشيخ عمر الديب
الشيخ عمر الديب


العلماء: بدعة «الفرانكو آراب» فى الكتابة.. تفريطٌ فى لغة القرآن الكريم

سنية عباس- نادية زين العابدين

الخميس، 28 يناير 2021 - 09:23 م

مع تطور عالم التقنية الحديثة ما أحوجنا إلى استخدام الإنترنت وما يحويه من وسائل متعددة للتواصل الاجتماعى استحوذت على عقول كثير من الناس، خاصة الشباب، ورغم منافعه لمسايرة التقدم فى العالم فهو لا يخلو من السلوكيات السلبية لبعض مستخدميه لا تتوافق مع قيم ومصالح المجتمع، وللتصدى للاستخدام غير المنضبط لهذه الوسائل نناقش بعضها الأكثر شيوعًا؛ ومنها بث وتناقل المعلومات والرسائل الدينية غير معلومة المصدر التى تستهدف شرائح من الناس فى عقائدهم وقناعاتهم لتدمير الدين والعقول، وأيضاً تقليد الشباب بدعة استخدام لغة "شاذة" للتواصل، ممزوجة بين الحروف والرموز الأجنبية والحروف العربية، أشد عواقبها طمس لغتنا العربية، لغة القرآن الكريم، وهذه رؤية عصرية للتعامل بإيجابية مع مواقع التواصل الاجتماعى وتحصين وعى المتعاملين معها.

يقول الشيخ عمر الديب من علماء الأزهر الشريف: وسائل الاتصال الحديثة رغم ما فيها من جوانب مشرقة ومواقع نافعة، ولكن مواطن الشر ومواقع السوء تفتك بجيل الإنترنت، ومن أخطر ما ينشر فى هذه المواقع تلك الآراء والمعلومات والرسائل الدعوية التى يشيع المأجورون لترويجها أنها لصلاح ونشر الدين، ولكنها فى واقع الأمر لهدم الدين ومعتقدات كثير ممن لا يعلمون حق دينهم، ويساعد على ذلك الثقة المفرطة من قبل بعض مستخدمى الشبكات الإلكترونية والحماس لتصديق وتناقل ما يروج فيها، لذا وجب الالتفات إليها لتنبيه مستخدمى التواصل الاجتماعى سواء كانوا متلقين أو صانعى مادة ليراعوا المولى سبحانه وتعالى ويتوخون الصدق والأمانة عند الكتابة أو النقل، ولا نستقى معلوماتنا الدينية من هذه المواقع دون تثبت منها، فالدين له مصادره التى ترعاه ويستقى منها وعلى رأسها الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية وما يتبعها من مؤسسات دينية.

ويضيف: مسئولية الاستخدام الصحيح لمواقع التواصل الاجتماعى والتفاعل مع المواد المنشورة بها مسئولية مشتركة بين الأفراد والجهات المسئولة لتوظيفها فى الوجهة الإيجابية، ولدينا توجيه ربانى للتحذير والانتباه فى قوله تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)، ليكون هذا التوجيه منهجًا ودستورًا لكل من يتواصل مع الآخرين سواء كان تواصلاً بشرياً معتاداً أو عبر وسائل الاتصال الحديثة، كما يجب التمسك باللغة العربية لغة القرآن عند الكتابة لأن عدم الكتابة بها وإهمالها فيه إهمال وتفريط فى لغة القرآن، وكل الأمم تحافظ على لغاتها وتفخر بها وتنشئ أبناءها على محبتها.

ظاهرة سيئة

وتقول شيرين محمد، إخصائية تنمية مهارات الأطفال: من آثار ثورة تكنولوجيا المعلومات التى عمت مجتمعاتنا غزو اللغة العربية بمسخها بلغة هجين غريبة تسللت إلى جميع البيوت بلا رقيب يطلق عليها أحيانا (عربيزى) أو لغة (الميديا) أو (فرانكو آراب)، وهى عبارة عن مزيج من مصطلحات إنجليزية وفرنسية وأرقام ورموز تنطق مثل اللغة العربية مما يخشى أن تتحول إلى واقع يلزم الجميع التعامل معها، فعلى من تقع المسئولية وكيف يمكن التحفيز لاستنهاض العربية لتعود للتداول فى أوساط الشباب والناشئة والأطفال؟

أولاً: مسئولية الأهل الذين لا يستخدمون العربية فى التعامل اليومى مع أولادهم، وحل محلها ألفاظ أجنبية حسب لغة الدراسة، إضافة إلى اعتقاد البعض أن من يستخدم هذه اللغة "الهجين" هم مواكبو العصر، ومتحضرون ولا ننسى أن بعض المدارس تعاقب تلاميذها على استخدام العربية خلال التعاملات فى داخل المدرسة، وأخيرًا الإعلام المرئى والمسموع والمقروء، ولابد من التوعية المستمرة من الأهل والتشجيع على استخدام اللغة الأم وغرس ثقافة أن هذه اللغة لا تنقل فكرًا، وأنها ستطمس لغتهم الأولى العربية واللغات الأخرى وتقضى عليها وعلى مميزات الشخصية المصرية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة