لا يسمعون ولا يتكلمون ولا يبصرون
لا يسمعون ولا يتكلمون ولا يبصرون


حكايات| لإنقاذ منة.. جامعة نرويجية تطلب 10 مصريين «لا يسمعون ولا يتكلمون ولا يبصرون» 

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 28 يناير 2021 - 09:53 م

 

كتبت: دينا درويش

 

البداية كانت عادية تزوجت ورزقت بطفلة آية في الجمال لكنها اكتشفت بعد 6 أشهر من ولادتها أنها كفيفة وصماء ومصابة بثقب في القلب.

 

كانت الصدمة شديدة لكن قررت ألا تستسلم واعتبرته تحدي، ولم تساعد ابنتها فقط بل أنشأت جمعية لرعاية الصم المكفوفين لتساعد الحالات المماثلة لابنتها وتقدم لهم أوجه الدعم والمساندة المختلفة.

 

قصة إيناس عبد الحليم بدأت عقب تخرجها في كلية الهندسة بتقدير امتياز وتزوجت ورزقت بطفلة جميلة هي منة الله إلا أنها كانت تشعر أن ابنتها لا تتابعها لا تلتفت للأصوات المرتفعة ولا تجذبها الأضواء أو الألوان البراقة.

 

بقلب الأم كانت تشعر أن شيئا ما ليس على ما يرام وعقب ٦ أشهر من ولادتها تأكدت شكوكها واكتشفت أن ابنتها لا تسمع ولا ترى وتعاني من ثقب في القلب وعدد لا بأس به من المشكلات الصحية.

 

 

صدمة إيناس كانت شديدة خاصة أن ابنتها تكبر ولا تتفاعل معها ولا تفهمها فاتجهت لعدد من الجمعيات لتنمية مهارات الصم والبكم إلا أنهم جميعا اعتذروا لها فهم يعتمدوا في الأساس على النظر لتعلم لغة الإشارة وقراءة الشفاه.

 

هنا لجأت لجمعيات تأهيل المكفوفين والذين  اعتذروا عن مساعدتها أيضًا لأنهم يعتمدون في الأساس على السمع فشعرت باليأس وأن كل الطرق مغلقة ولا سبيل لتأهيل ودمج ابنتها.

 

أدركت إيناس عبدالحليم عندئذ أن الحل لابنتها خارج مصر لكن عدم إتقانها للغة الإنجليزية وقف حائلا بينها وبين تحقيق حلمها فبدأت بالحصول على العديد من الكورسات في اللغة الإنجليزية لتستطيع مخاطبة مؤسسات وجامعات خارج مصر وبعد عدة محاولات جاءها رد من جامعة أوسلو بالنرويج بأن الجامعة تستطيع إرسال فريقا لتأهيل وإعداد ابنتها ولكن هناك شرطا وهو أن يكون هناك ١٠ حالات آخرى لها نفس ظروف ابنتها وأصبح ذلك عائقا جديدا لها.

 

 

لم تيأس إيناس عبد الحليم وأصبح شغلها الشاغل البحث عن حالات لمتعددي الإعاقة واستطاعت بالفعل أن تجمع ١٤ حالة وتواصلت مع جامعة أوسلو وأرسلوا لها فريقا لتعليم الأهل تأهيل أولادهم، ولم تكتف بذلك بل استمرت في البحث والدراسة حتى حصلت على الماجستير ثم الدكتوراه في التربية الخاصة والإعاقات المتعددة من جامعة أوسلو بالنرويج.

 

اقرأ أيضا| بعد شائعة إصابتها بكورونا.. فيفي عبده تفاجىء جمهورها بـ«لوك جديد»

 

منة الله كانت هبة ونعمة لوالدتها وبسبب وجودها تحول مسار إيناس الوظيفي من الهندسة إلى الدكتوراة في التربية الخاصة، وهنا قررت إيناس أن تفيد غيرها من أهالي متعددي الإعاقات فأنشأت جمعية لرعاية الصم المكفوفين وافتتحت فرعين لها حتى الآن.

 

منة الله تبلغ من العمر ٢٤ عاما وتستطيع حاليا التعبير عن احتياجاتها وتجهيز الطعام ومساعدة والدتها في الأعمال المنزلية، لكن ما ميز إيناس أنها نظرت للمحنة بأنها منحة وتفانت في تقديم الرعاية والدعم لابنتها بدلا من اعتبارها كما مهملا فاستطاعت رغم الصعوبات تأهيلها للعيش والحياة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة