الدكتور إبراهيم نجم  مستشار مفتي الجمهورية
الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية


مستشار «الإفتاء»: «التريند» آفة التواصل الاجتماعي والباحثون عنه لديهم قلة ثقافة 

إسراء كارم

الجمعة، 29 يناير 2021 - 11:09 ص

قال الدكتور إبراهيم نجم – مستشار مفتي الجمهورية والأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إنه يجب أن نجعل من وسائل التواصل الاجتماعية وسيلة أو منبرًا لنشر القيم والأخلاق النبيلة، ونتجنب القبح وتتبع عورات الناس وإهانتهم وهتك ستر الله عنهم.


وأضاف نجم، خلال تصريحه لبوابة أخبار اليوم، أن المتتبع للتاريخ البشري والتطور الحضاري يعلم جيدًا أن أي ابتكار أو صناعة سواءً أكانت فكرية أو تكنولوجية يصاحبها اضطراب في استخدام هذه الصناعة، وهذا الاضطراب ناشئ عن سوء استعمال، مما يؤثر على الأفراد والمجتمعات، فمثلًا على سبيل المثال اكتشاف الطاقات الذرية، فنحن نجد أنه في الوقت الذي حاول البعض أن يجد لها استخدامًا إيجابيًّا لخدمة البشرية، وجد آخرون أساءوا استخدامها في إبادة الشعوب وتدمير الأرض، وهكذا الأمر بالنسبة لأي صناعة أو اختراعات أخرى.

اقرأ أيضا| مساعد مستشار المفتي يحصل على الدكتوراة عن «مكنز دار الإفتاء»

وأشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ليست بمعزل عن هذا المثال، فهي صناعة وابتكار، حيث تعد من أهم الوسائل المستحدثة في التواصل ونقل المعلومات والتعارف والتسويق وغيرها، وخلقت مساحة كبيرة من التعارف بين الناس لا ينكرها الإسلام قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}، حيث أوجدت نوافذ متعددة ومفتوحة تساعدهم على التواصل والعمل وتسهيل المعايش، وهذا من إيجابياتها الكثيرة التي لا ينكرها أحد، لكن لا ننسى أيضًا أن لها سلبيات ناتجة عن سوء الاستخدام تمثلت في نشر الفساد والشائعات المغرضة والطعن في الناس وفي أعراضهم واغتيالهم والوقوع في الأمور المحرمة ومحاولة تصدير صور مشوهة للواقع من خلال عرض نماذج قليلة جدًّا وترويجها على أنها تمثل الثقافة السائدة وهذا أمر لا يقبله لا عقل ولا دين.  


وأكد «نجم» أنه لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي قد حققت في الآونة الأخيرة ثورة معلوماتية هائلة وأصبحت ذات تأثير مهم، ومثلت القوة الناعمة التي يمكن من خلالها التأثير على رأي الناس وإقناعهم بالعديد من الأفكار والآراء بأسرع وقت ممكن، بل والتغيير في سلوكيات الناس واتجاهاتهم بشكل قوي، وأصبحت وسائل التواصل تعج بالكثير من الصفحات التي تحمل مضامين مختلفة، وتتبع أساليب متعددة لترويج الأفكار مستخدمة في ذلك أساليب ترويج السلع، حيث يتفنن البعض في طريقة عرض المعلومة لضمان وصولها إلى المتلقي بأسهل الطرق، مما أصبح يشكل خطورة فكرية على المجتمعات، والتي تتطلب مواجهة من نوع خاص لمراقبة هذه الأفكار والرد عليها.


ويكمل: «لكن بجانب الإيجابيات الكثيرة لهذه الوسائل نجد أن قلة الثقافة في التعامل معها والتعاطي مع أفكارها أوقع الكثير في الأخطاء والسلبيات، خاصة في ظل وجود طائفة من الباحثين عن التريند، الذين حولوه إلى غاية حتى ولو كان على حساب القيم الدينية والمجتمعية، فلا أحد ينكر أن آفة البحث عن التريند على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل البعض قد نالت من بعض القيم الدينية والمجتمعية هذه الأيام».

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة