قبيلة تكرم الموتى بتناول جثثهم.. تحويل العظام لأدوات مطبخ
قبيلة تكرم الموتى بتناول جثثهم.. تحويل العظام لأدوات مطبخ


حكايات| قبيلة تكرم الموتى بتناول جثثهم.. تحويل العظام لأدوات مطبخ

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 29 يناير 2021 - 01:35 م

كتبت: نسرين العسال


لا تزال محاولات فهم أكل لحوم البشر مستمرة، خاصة مع وجود مجتمعات تحرص على ذلك حتى الوقت الحالي، بعد تعرضها لقمع من قبل المبشرين الاستعماريين لسنوات طويلة.

 

ممارسات أكل لحوم البشر تعد أكثر تعقيدًا مما كان يعتقد في الأصل، فقد تنتشر بين المجتمعات التي تتعرض للضغط أو في أوقات المجاعة لتعكس العدوان والسلوك المعادي للمجتمع.

 

وصفحات التاريخ حُبلى بالحالات التي يتم فيها أكل جثث الأعداء الذين قتلوا في المعركة أو الأشخاص الذين أضروا بالعائلة أو ربما لتكريم الموتى من الأقارب وهذا ما سجلته مرينا في مدغشقر.

 

اقرأ أيضًا| جزيرة آكلي لحوم البشر.. سجن «ستالين» السري

 

خلال الحملات الإمبراطورية لرانافالونا الأول في الفترة 1829 – 1853 بمدغشقر، كشف الباحثون عن ظهور نوعين من أكل لحوم البشر، الأول ارتبط بأكل الأعداء والثاني تناول جثث الموتى للمساعدة في انتقالهم إلى عالم الأجداد أو إطالة التواصل مع أفراد الأسرة المحبوبين والمعجبين واستيعاب صفاتهم الحسنة.

 

 

يعود مصطلح أكل لحوم البشر في مرينا بمدغشقر إلى القس الكاثوليكي كاليت، والذي قوبل برفض كبير من أبناء تلك المنطقة، متمسكين بما يعتبرونه بعلاقة تكافلية بين الأحياء والأسلاف. 

 

لا تمتد خريطة آكلي لحوم البشر لتشمل كل مدغشقر، بل تقتصر على المنطقة الواقعة بين تايساكا على الساحل الجنوبي الشرقي لجزيرة إمرينا وإيكونغو في الهضبة الجنوبية الشرقية للجزيرة أيضًا، ويفسر البعض انتشار تلك الظاهرة المأساوية خلال فترة تعرضهم لحصار مطول من قبل الإمبراطور لرانافالونا الأول.
 


وبعد بحث مطول للباحث جوين كامبل في جامعة مكجيل الكندية، تبين أن طقوس أكل لحوم الموتى كان تكريمًا لهم، وإظهار على احترامهم والمساعدة في عبورهم إلى العالم الأجداد، وهو ما أكده شيوخ ميرينا في القرن التاسع عشر.

 

هؤلاء الشيوخ تحدثوا عن أن الطقوس الجنائزية لأكل لحوم البشر «لم يكن تصرفا بربريا لكن أعظم صور المودة للمتوفى».

 

 

وعندما توفي رينيليا ريفوني رئيس وزراء مدغشقر ما قبل الاستعمار، والذي كان سجينًا للفرنسيين في الجزائر، يوليو 1896؛ حيث قام الفرنسيون بإزالة أعضائه الداخلية لفحصها بعد ما تردد عن أنه طلب من سائقه السابق جول راكوتوهافانا بأن يتناول أعضاءه كإظهار حب ومودة له بعد وفاته.

 

تاريخيًا، روى جنرالات فرنسيون مشاهدتهم أطفالا يفصلون اللحم عن عظام والديهما بنفس السكين التي استخدموها في تقطيع طعامهم، وتجفيف العظام والجماجم بنفس النار التي يتم استخدامها بعد ذلك في الغرض من الطبخ.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة