هنا مشرحة زينهم.. «شهيد» لم يتحلل جسده بعد 7 شهور من دفنه
هنا مشرحة زينهم.. «شهيد» لم يتحلل جسده بعد 7 شهور من دفنه


حكايات| هنا مشرحة زينهم.. «شهيد» لم يتحلل جسده بعد 7 شهور من دفنه

نادية البنا

الجمعة، 29 يناير 2021 - 07:12 م

 

قبل سنوات معدودات، طُلب من النيابة والطب الشرعي إعادة استخراج جثمان شاب مدفون للوقوف على أسباب مقتله بعد مرور 7 شهور على دفنه.. لكن ما ظهر بدا غير عادي. 

 

الدكتور محمد الشيخ طبيب التشريح في كتابه «وللجثث رأي آخر» يروي قصة جثتين لشابين أحدهما لم يأكله التراب وتفوح منه رائحة المسك والياسمين، والتي أثارت فضوله لمعرفة طبيعة حياة المتوفيين، وما سبب وصولهم لما كانوا عليه في القبر، فما يراه طبيب التشريح يعتقد البعض أنها روايات  أسطورية وغير منطقية ولكنها حدثت بالفعل داخل المشرحة، أو خارجها، وتعرضها «بوابة أخبار اليوم» في سلسلة حلقات.

 

الحلقة الرابعة.. شهيد المسك

 


في أحد أيام العام 2011، طلبت نيابة طنطا من مشرحة زينهم رد عما إذا كان هناك جدوى من استخراج جثامين متوفيين اثنين لإثبات أنهما لقيا حتفهما أم أن الوفاة كانت طبيعية، وكانت إجابة المشرحة أن يمكن الاستخراج بالفعل لتبدأ المهمة في صباح اليوم التالي.

 

اقرأ الحلقة الأولى| هنا مشرحة زينهم.. جثث متحركة ولحظات رعب لطبيب التشريح

 

الجثة الأولى تعود لطالب في الفرقة الثانية بكلية الهندسة تعرض لإصابة نارية مباشرة في يمين الصدر، وتم نقله مباشرة إلى مستشفى جامعة طنطا، وتم حجزه في المستشفى ليومين وتم تركيب درنقتين يمين الصدر لسحب نزيف الرئة لكنه مات بعد اليومين، ولم تفلح كل محاولات إنعاشه، وتم وضعه بثلاجة الموتى في المستشفى لحين إنهاء أسرته إجراءات استلامه وتم دفنه.

ذهب طبيب التشريح ومساعده إلى المدافن بمحافظة الغربية لاستخراج الجثتين بحضور عضو النيابة و«التربي» وقامت المباحث بعمل كوردون أمني حول المقبرة الأولى لكي لا يرى الأهل عملية التشريح.

 

وبدأت المعاينة والتشريح بفتح مدفن الطالب، حيث أكد الطبيب أن في مثل تلك الحالية التي توفيت منذ 7 شهور، فإن الجثمان يجب أن يكون قد تحلل ووصل لمرحلة الهيكل العظمي.

 

وفي أثناء إجراء فتح المدفن وقف الطبيب يراجع الأوراق الطبية الصادرة من مستشفى الجامعة وعضو النيابة يقوم باستجواب التربي عن موعد الدفن وكم عدد الجثث المدفونة مع الشاب.

 

اقرأ الحلقة الثانية| هنا مشرحة زينهم.. صوت تعذيب «الدجال» مغتصب النساء قبل دفن جثته

 

التربي أكد أنه لا توجد أي جثث مدفونة مع الشاب، ووسط كل تلك الاستعدادات يقف بعيدا والد الشاب في حالة شبه انهيار ومحاط بأخوته يحاولون تهدأته، ويبدو من كلامه أنه كان رافض التشريح.

 

فتح التربي المدفن، وبمجرد فتح الباب شم هو والطبيب رائحة عطور فل وياسمين لدرجة أن التربي قال بصوت عال «الله أكبر»، فنهره عضو النيابة ودخل طبيب التشريح ليتأكد من صحة أقوال التربي، وكان يشعر بسعادة بالغة وجاء في ذهنه الآية الكريمة «فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ»، واقترب من الكفن فاشتم رائحة العطر المستخدم في الحرم.

 

خرج الطبيب ليتحدث إلى عضو النيابة عن أن الكفن ليس عليه أي ذرة تراب واحدة، رغم الأرض الترابية، كما أنه محتفظ بوضعيته وواضح بشكل مؤكد أن الجثمان بداخله وليس هيكلا عظميا، بالاضافة إلى أن الدماء طازجة على الكفن جهة الصدر، فأيقن الطبيب أن هذا ليس جثمان الشاب المتوفى منذ 7 أشهر، فيجب أن يكون ذلك الجثمان مدفون من ساعات قليلة.

 

هنا قرر إلقاء نظرة على وجه المتوفى فرأى شابا نائما بوجه ملائكي في هدوء بابتسامة خفيفة ورضا وقناعة، فالتقت له صورة وخرج وكانت تملؤه رائحة ما بين العود والمسك والياسمين، وقال لعضوي النيابة والمباحث إن الجثة الموجودة بالداخل مدفونة منذ قليل، فارتعب التربي وأقسم أن المدفن لم يُفتح منذ 7 شهور ودلل على كلامه بالأسمنت القديم جدا والتراب على الباب، وكان كلامه منطقي جدا.

 

اقرأ الحلقة الثالثة| هنا مشرحة زينهم.. موت مفاجئ لعروس وأسرتها في ليلة الدخلة

 

ارتبك طبيب التشريح وقال لصديقه عضو النيابة سرًا: «الجثة لم تتحلل نهائيا، فانصعق وقال له تأكد من الإصابات الموجودة في التقرير، وافق الطبيب ودخل المدفن هو ومساعده وفتح الكفن ووجد الصدر يوجد عليه دم طازج ودافئ تمامًا، ورأى موضع دخول المقذوف الناري ومكان الدرنقتين في نفس الموضع الذي وصفه تقرير المستشفى، فضغط على الصدر ببطء ازداد النزيف، فأغلق الكفن كما كان وخرج متأكد أن هذا ليس جثمان الشاب، فشاور لوكيل النيابة أن هذا ليس الجثمان الحقيقي فاقترب منه وسأله هل الإصابات ليست موجودة، فرد الطبيب موجودة ولكنها حديثة جدا، أي منذ ساعات قليلة، فوقف في حالة ذهول».

 

راودت طبيب التشريح فكرة، حيث نادى على والد الشاب وسأله عن صورة لابنه المتوفى، ففتح هاتفه المحمول وأظهر صورة ابنه للطبيب ففوجئ طبيب التشريح بأنه نفس الشاب المدفون، وشعر وقتها بمشاعر مختلطة، ما بين السعادة والارتباك والقدسية والخوف من الله والرجاء فيه، وكان يتمنى أن يقول للأب إن ابنه في الجنة ولكن لم يستطع.

 

ذهب الطبيب لوكيل النيابة وأخبره أن المدفون هو نفس الشاب فبدأ يتعرق ويهتز وقال له: «ماذا سنفعل فرد الطبيب سأتصرف، ودخل المدفن مرة أخرى مع مساعده، وظل بالداخل لربع ساعة ولم يفصح الطبيب عما حدث بالداخل، وبعدها خرج وكتب تقرير أنه تم التشريح بمعرفته وتم قفل المدفن».

 

جلس الطبيب وعضو النيابة في السيارة واستدعيا الأب وروى الطبيب ما رأه له، وقال له ابنك بإذن الله شهيد، وطلب منه عضو النيابة أن يقسم بأن تلك المقبرة لن تفتح مرة أخرى لأي سبب، فأسم الأب وهو في حالة سعادة غامرة وكأنه صغر 20 عاما، وكأنه يحتفل بميلاد ابنه وليس وفاته. 

 

فسأله الطبيب ما أكثر شئ كان يفعله ابنه في حياته، رد بكلمتين قائلًا: «كانت كل نيته لله، وكان يتصدق حتى لو مش معاه جنيه».. وفي الحلقة القادمة نكشف لكم قصة الجثة الثانية.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة