د. سمير فرج
د. سمير فرج


فى أروقة السياسة

عندما احتل الحرس الوطنى واشنطن

أخبار اليوم

الجمعة، 29 يناير 2021 - 08:05 م

بقلم/ د سمير‭ ‬فرج

في ظروف استثنائية، لم تشهدها العاصمة الأمريكية، واشنطن، من قبل، ووسط إجراءات أمنية مشددة، جرت يوم 20 يناير الجاري مراسم تنصيب الرئيس الأمريكى المنتخب، جو بايدن، ليصبح الرئيس السادس والأربعين في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.

 بينما غاب عن الاحتفال الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، ومئات الآلاف من الأمريكيين، الذين اعتادوا علي التواجد أمام مبنى الكونجرس، فى ذلك اليوم، لمتابعة مراسم التنصيب، فحضر بدلاً منهم 25 ألفا من جنود الحرس الوطنى الأمريكى لتأمين ذلك الاحتفال.

تساءل البعض عن معنى وجود الحرس الوطنى، وعن الفرق بينه وبين الجيش الأمريكى ... لقد ظهر مفهوم الحرس الوطنى، فى أمريكا، فى أواخر الخمسينيات من القرن الماضى، عندما اندلعت ثورة المليون شهيد، فى الجزائر، لطرد الاحتلال الفرنسى من أراضيهم، ففقدت فرنسا، حينها، أعدادا كبيرة من جنودها الذين وضعتهم فى المقدمة للتصدى لمقاومة الجزائريين، مما دفع العديد من الشباب الفرنسى للقيام بمظاهرات صاخبة، تطالب الحكومة الفرنسية بالانسحاب من الجزائر. فوجهت الحكومة الفرنسية، قوات الشرطة للتصدى لتلك المظاهرات العارمة، ولكن أمام عنف المظاهرات، وتسليح أفراد الشرطة الفرنسية، آنذاك، القاصر على العصا والصفارة عجزت قوات الشرطة عن التصدى لتلك المظاهرات، مما دفع الجيش الفرنسى للنزول إلى الشارع، مستخدماً قوته الغاشمة، من الدبابات والمدافع والرصاص، مما أدى لتفاقم الأمر.

حينها بدأ التفكير بضرورة تكوين قوة جديدة لكل دولة، بين الشرطة والجيش، ذات تسليح وإمكانات أعلى من الشرطة، وأقل من تسليح الجيش، وأطلق عليها "القوة الثالثة"، فكونت فرنسا قوات الجندرمة، وأسست أمريكا قوتها الثالثة، وأطلقت عليها اسم "الحرس الوطني"، وأصبح لكل ولاية من ولاياتها الخمسين، قوة للحرس الوطنى مهمتها التدخل لمعاونة حاكم الولاية فى التصدى للزلازل، والفيضانات، والحرائق، وأعمال الشغب، والمظاهرات، وغيرها من الكوارث. وتبعتهم معظم دول العالم بتطبيق فكرة تكوين القوة الثالثة، ومنها مصر التى أسست قوة أطلقت عليها قوات الأمن المركزى، وأطلقت السودان على قواتها اسم قوات التدخل السريع، وصار لكل دولة، الآن، قوة ثالثة تتصدى للكوارث والأزمات. 

وفى يوم 20 يناير الجارى، قامت أمريكا باستدعاء 25 ألف فرد من الحرس الوطنى، من ولايات مختلفة، للمشاركة فى تأمين مراسم تنصيب الرئيس الأمريكى الجديد، وبالفعل نجحت هذه القوات، فى مهمتها، بمشاركة عناصر الأمن الأخرى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة