أحمد السرساوى
أحمد السرساوى


نوبة صحيان

التجسس في الخليج !

أخبار اليوم

الجمعة، 29 يناير 2021 - 08:22 م

بقلم: أحمد السرساوى

التجسس هو الحرب الحقيقية المشتعلة عن آخرها بمنطقة الخليج.. لا الصراع على البرنامج النووى الإيرانى هو الأخطر  والأقرب، ولا التهديدات التى تطلقها طهران نحو جيرانها !!

جيوش كاملة من الجواسيس وضباط المخابرات يغطون المنطقة بالكامل كأسراب النمل، عيونهم ترقب كل التفاتة لترسل تقاريرها إلى عواصم الرصد.

تملك كل القوى ذات المصالح فى المنطقة عملاء وجواسيس ومندوبين.. خاصة ايران وتركيا وإسرائيل، بينما تعتمد الدول الكبرى أكثر على التجسس الالكترونى والاصطناعى بجانب قلة منتقاة من العملاء على الأرض.

لم تتجاهل ساحة الحرب بلداً خليجياً واحداً ولم تستثنه، لكنها تتكثف وتتركز بشدة فى قطر والعراق الذى "تشغى" أراضيه بالمئات منهم.. جنوب وشمال ووسط العراق ساحة حرب حقيقية لصراع مخابراتى محتدم ومكتوم تسيطر فيه المخابرات الإيرانية خاصة بالشرق والجنوب، بينما تعبث الموساد فى الشمال، والمخابرات التركية هى الأقل حضورا بالمشهد لكنها موجودة بقوة فى الشرق والشمال أيضا، رغم الجهود الكبيرة جدا من الحكومة المركزية فى بغداد ومن حكومات الأقاليم.

أنشط هذه الأجهزة وأكثرها حضورا فى المشهد، وأكبرها ثراء وتقدما هى وزارة الاستخبارات والأمن القومى الإيرانية، وهى بمثابة مجلس أعلى لتنسيق المعلومات، تضم داخلها ١٦ إدارة أو جهازا متخصصا منها الشرطة السرية وجهاز المخابرات الخارجية،  ويترأسها جميعا رجل دين شيعى متشدد عمره ٦٨ عاما هو د. محمود علوي،  والذى عينه بالمنصب هو الرئيس حسن روحانى منذ عام ٢٠١٣  حتى الآن.

هذا الجهاز الضخم أو الوزارة المتشعبة التى يطلقون عليها اختصارا اسم "ساڤام" تتولى عمليات التجسس  وبه شُعبة الكترونية لتتبع "دبة النملة" على شبكة الإنترنت، وشعبة أخرى للرصد والتحليل، وثالثة للعمليات وهى المسئولة عن الاغتيالات والخطف.

 هذه هى الحرب الحقيقية فى الخليج، بل وبالمنطقة العربية كلها.. حرب تحتاج حشدا للعلوم والطاقات والتكنولوچيا والأموال.. هى عبء كبير وضخم على رجالنا لكننا كعرب نخوض حرب وجود لا مناص منها.. سنكون  قادرين عليها لو توحدنا أكثر وأكثر استخباراتيا كما نفعل الآن أو يزيد.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة