الجمعة، 29 يناير 2021 - 08:43 م

أسعدنى أن أسمع من الدكتور محمد معيط وزير المالية، أن رئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولى أبلغه أنه قرأ فى "أخبار اليوم" يوم السبت الماضى قصة صلاح محمدى رئيس مأمورية ضرائب الشركات المساهمة الذى رفض رشوة مائة ألف جنيه من أحد أصحاب مكاتب المحاسبة مقابل تخفيض الضرائب المستحقة لإحدى الشركات.

وقال لى الوزير.. إن رئيس الحكومة كان سعيداً بمقالك الذى يحكى قصة "محمدي" وكيف حاول الراشى استثمار ثغرة أن "محمدي" على أبواب المعاش لذلك حاول الضغط عليه لقبول الرشوة، وكان رد محمدى على الراشى سقوطه بين قبضة العدالة.. وضباط الرقابة الإدارية يلقون القبض عليه متلبساً بالرشوة.. رئيس الحكومة كان سعيداً جداً وهو يقرأ التفاصيل المنشورة بالمقال، ويستكمل الوزير حديثه معى فيقول.."لما عرف رئيس الحكومة أننى قد نويت تكريم محمدي، طلب منى أن أمنحه مكافأة مالية تشجيعية، وأبلغه بقرار المد له سنة عند بلوغه سن المعاش"..

 سعدت بكلام وزير المالية، الذى أسعدنى فيه بساطته فى الحوار، وللحق الرجل لا يزال يتمتع بأخلاق أهل الريف ولا يزال على طبيعته التى نشأ عليها، لم تنجح المدينة ولا أوروبا فى تغيير قيمه مع أنه قضى فى أوروبا سنوات لاستكمال تعليمه العالي.. لقد فاجأنى صباح يوم الثلاثاء الماضى بتليفون، أفهمنى أنه فى مكتبه ومعه رضا عبد القادر رئيس مصلحة الضرائب لتكريم صلاح محمدي، وطلب منى أن أشاركهما فى التكريم على اعتبار أننى جزء من الحدث، وأن رئيس الحكومة عرف بقصة محمدى من مقالى فى "أخبار اليوم".. شفتم عظمة انسان جميل بلقب وزير.. فكان ردي.. الفضل لك يا معالى الوزير، لأنك تتعامل مع الجميع فى الضرائب والجمارك كأخ أكبر لهم، تغرس فيهم روح الانتماء وأن مصلحة مصر فوق أى اعتبار بالتصدى الحاسم لكل محاولات الإضرار بالمال العام..

 وأسمع صلاح محمدى بعد تكريمه يقول للوزير: لقد ثأرت لكرامتى وكرامة أولادى وكرامة وظيفتى بالإبلاغ عن هذا الشيطان لجهاز الرقابة الإدارية لأننى لم أتصور كيف ألوث يدى بمال حرام، أو أن أختم مشوارى الوظيفى بفساد.. قلت له : صدقت.. وهنا تنطبق عليه مقولة معالى وزير المالية التى تقول.. إن الأمانة والشرف والالتزام هى الأصل فى كل مصري..