آمال عثمان
آمال عثمان


أوراق شخصية

المحاور الأسطوري.. وعقد مع النجاح

آمال عثمان

الجمعة، 29 يناير 2021 - 08:50 م

 

لدى قناعة راسخة أن الاجتهاد والمثابرة والإصرار، أول بنود عقد نجاح يوقعه الإنسان مع نفسه، وأحد شروط هذا العقد أن نقر ونعترف بأن طريق النجاح ملئ بالصعوبات والتحديات، فقط علينا ألا نستسلم أو ننظر إلى الوراء، ويسعى كل منا لاجتياز أى حجر عثرة يلقى أمامه حتى يحقق أحلامه وطموحاته، ويؤمن بأن الحلم قد يغفو قليلا لكنه أبدا لا يموت طالما وراءه مطالب دءوب، على يقين بأن النجاح له ألف باب.

 أما الفشل فليس له سوى باب واحد عنوانه التقاعس والتكاسل، تذكرت ذلك العقد الذى حررتُه منذ سنوات طويلة، حين قرأتُ خبر رحيل أسطورة الإعلام "لارى كنج" أيقونة النجاح، والمحاور الأشهر فى العالم، سيد الميكروفون الذى أجرى ٢٠ ألف لقاء مع ملوك ورؤساء ونجوم ومشاهير السياسة والعلم والفن والرياضة.

حلم "لارى كنج" بالعمل فى الإذاعة، وحين توفى والده فجأة فى التاسعة من عمره اكتفى بالشهادة الثانوية، وعمل فى توصيل الطرود لمساعدة والدته، ونصحه عامل فى قناة سى بى إس بالذهاب إلى ميامي، وكانت وقتها سوقا جديدة للإعلام، عمل فى التنظيف بإحدى المحطات الإذاعية، ثم انتقل بعدها للعمل مُشغّل اسطوانات، وحين استقال أحد المذيعين، اختاره صاحب المحطة لتقديم برنامج صباحي، وطلب تغيير اسمه من "لورانس زيجلر" إلى لارى كنج، لكنه رحل بعد حادث سرقة كبرى من ميامى وعمل مراسلا حرا، ورغم تبرئته لم يستطع العودة للعمل فى ميامي، لكنه أكمل طريقه حتى صار الصحفى الأعلى أجرا فى تاريخ صناعة الإعلام التليفزيونى فى العالم.

استمر فى العمل لأكثر من 65 عاما بروح الهاوي، ومن أشهر برامجه "لارى كنج لايف" فى قناة سى إن إن، الذى قدمه لأكثر من 25 عاما، وظل يعمل ورفض أن يتقاعد، رغم إصابته بعدة أزمات قلبية، وخضوعه لعملية جراحية كبيرة، وإصابته بسرطان الرئة وخضوعه لعملية جراحية منذ 3 أعوام، حتى أصيب فى شهر ديسمبر بفيروس كورونا، ورحل منذ أيام بعد رحلة نجاح طويلة وصفت بأنها مسيرة فى صناعة التاريخ.

قرأتُ كتابه الممتع "كيف تتحدث إلى أى شخص فى أى وقت وأى مكان"، قدّم فيه تجارب ومواقف تعرض لها، وهو يؤمن بأن "الكلام" أعظم ابتكارات الجنس البشري، وطالما لدينا لسان سنخطئ لا محالة، ونصيحته أن نواصل ولا نتوقف عند الخطأ، وكان يحرص على دراسة كل شخصية يحاورها جيدا، والإصغاء إلى الضيوف باهتمام، ولا يُقحم رأيه أو يتحدث عن ذاته، ويطرح أسئلة قصيرة بأسلوب مباشر ولغة غير متكلفة، ورغم صراحته الشديدة لم يكن حواره يخلو من الدعابة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة