صورة موضوعية
صورة موضوعية


أين انتي يا ابنتي؟ أنا السبب.. تربية البنات بين القسوة والديمقراطية

منى إمام

السبت، 30 يناير 2021 - 04:08 م

يقع الكثيرون في أخطاء جسيمة خلال تربيتهم لبناتهم، حيث يفرق البعض في المعاملة بين البنت والولد، وقد لا يدرك الآباء والأمهات أخطائهم التربوية في حق بناتهم إلا بعد فوات الآوان؛ لذا تقدم «بوابة أخبار اليوم» نماذج ونصائح للتربية:

قال د. محمد عبدالله «أب» إن الديموقراطية والمناقشة والحوار والإقناع، هو أفضل أسلوب  للتعامل مع ابنته وبالتالي يستطيع أن يزرع فيها القيم بخلاف العنف والشدة الذي يأتي بنتيجة عكسية.

 وأضاف د. محمد عبدالله، أنه في نفس الوقت لابد من وجود الرقابة وليس بالتسلط ولا العنف لأن التسلط من الممكن أن يؤدي إلى كوارث لا يمكن توقعها، وخير دليل قضية فتاة المعادي التي أقامت علاقة غير شرعية في ظل غياب الأم التي كانت مشغولة بعملها كأستاذة جامعية واكتشفت الكارثة صدفة وهذا ناتج عن قائمة الممنوعات والتحذيرات التي كانت دائما تعرف ابنتها بها.
 وكأب انصح بضرورة إقامة علاقة صداقة مع الابنة أكثر من التسلط الذكوري لأن المجتمع بطبيعته مجتمع ذكوري وهذا في حد ذاته من الظلم الاجتماعي لأن العلاقة تكامل وليس علاقة مفاضلة.

من قلب الريف المصري، رأى «عم أحمد» والذي كان أكثر تشدداً مع ابنته وتعنيفاً وكان كل يوم تقريباً يقول لها " انتي مصيبة ابتلاني الله بك" الأمر الذي أصاب الفتاة بعقدة نفسية، تركت على إثرها المنزل والقرية باكملها ولم يعرف أحد مكانها إلى الان، وقد أصيب بحالة من فقدان الوعي لدرجة أنه كان يسير في الطرقات صارخاً "أين انتي يا ابنتي أنا السبب".

تربية البنات

قالت استشارى علاقات أسرية وتعديل سلوك ووعى انثوى هبة أبوالجود إنه يختلف الكثير من الوالدين علىكيفية تربية البنت ما بين الحب والدلع ام على الشدة والقسوة، ويرى كثير من الأمهات القسوة ومثل ما يقول المثل الشعبى اكسر للبنت ضلع يطلع ٢٤ وفى الحالتين يعتبر خطأ

وأضافت أن البنات تحتاج إلى الحب والعطف حيث اثبتت الدراسات ان الطفل الذى يعانى من حرمان عاطفى  يكون عنده بعض الاضطرابات النفسية وان كثير من السلوكيات الخاطئة ترجع إلى الحرمان العاطفي وعن كيفية تربية البنات بطريقة صحيحة، نصحت هبه أبوالجود تجنب اسلوب الحماية الزائدة، بأن نترك لها تحمل المسئولية وان تكون مسئولة منذ الصغر و على حسب السن نقدر على إعطاء المسئولية
والبعد عن الدلع الزائد وذلك عن طريق عدم تلبية كل ما تحتاج إليها من طلبات 
واستخدم اسلوب المدح والتحفيز، بمعنى أن نستخدم المدح والتحفيز على الصفات الإيجابية ولكن ليس بافراط وأن تكون الام قدوة حسنة، بكل سهولة ويسر ما ترغب الام أن تعلمه إلى ابنها أن تكون هى أول ما تفعله أمام البنت وقضاء بعض الوقت معها فذلك يعمل على توفير التواصل وبناء علاقة ودية وقوية مع البنت ويجب على الاب ان يمدح البنت ويشجعها ونعمل على تكوين شخصية متميزة وذلك عن طرق غرس الاخلاق الحميدة منذ الصغر وتعليمهن مهارات التفاعل مع المجتمع والأصدقاء، والتفاؤل 
وتنمية مهارات التعلم وحب الاستطلاع وهذه نقطة مهمة وهي الاهتمام من الاب وان تسمع منه المدح والتشجيع والثقة فى ما تقوم به 

وعن الآثار السلبيةومنها استخدام القسوة فى التربية، أوضحت هبه أبوالجود أنه لاشك ان القسوة فى تربية البنات لها تأثير سلبى على صحتها النفسية ، لان البنت بالفطرة تحتاج إلى الحب والعطف والحنان اكثر من الولد والقسوة لها أشكال عديدة منها الايذاء البدنى (الضرب)، وأسلوب الشتم واستخدام الفاظ لا يجوز أن نقولها إلى الأبناء، وتفضيل الولد على البنت فى المعاملة، مشيرة إلى أهم هذه الآثارومنها فقدان الثقة بالنفس فالقسوة تجعل البنت غير واثقة من نفسها ولا تقدر على رد الإهانة وتكون لها شخصية ضعيفة مما يجعلها ليس لديها القدرة على مواجهة الحياة وتشعر بالخجل الاجتماعي واحيانا قد تدخل البنت حتى لو فى سن صغيرفى علاقات مع الجنس الآخر تبحث عن الحب والعطف والزواج من اى شخص يتقدم إليها لكى تريد أن تخرج من منزل لايوجد فيه الا القسوة فى المعاملة وبعد الزواج قد تلجأ هذه البنت إلى استخدم نفس الاسلوب فى تربية الأبناء لأنها لا تعرف اساليب  أخرى وقد يرى بعض الاباء أن استخدام اسلوب القسوة بدافع ان البنت تكون أفضل أو ان تكون من الناجحين ولكن للاسف الشديد تكون النتيجة عكس ما كان يريد الاباء

وفي النهاية، قالت هبه أبوالجود أنه مهما كان الغرض من القسوة سواء كان التأديب أو الحث على النجاح فهو جريمة ويخطئ من يستخدمه، والرجاء من كل اب و ام ان تشبع أولادهم سواء كانت بنت او ولد  حب وعطف وحنان وخاصة  البنت «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استوصوا بالنساء خيرا»

 

شاهد ايضا :-«غير التربويين» خطر يهدد جيل المستقبل في مدارس مصر

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة