السمسمية
السمسمية


صنايعية مصر| ورش إنتاج السمسمية.. «حريفة» صناعة الألحان ببورسعيد.. فيديو

بوابة أخبار اليوم

السبت، 30 يناير 2021 - 04:08 م

كتب:السيد رزق


السمسمية.. ليست مجرد آلة موسيقى شعبية في مدن القناة، إنما حالة فريدة تعبر عن الكادحين وتاريخ من المقاومة، وصناع مهرة أناملهم ميزان تضبط المقامات وتشد الأوتار بميزان حساس.

"بوابة أخبار اليوم" عاشت يوما كاملا داخل أكبر ورش تصنيع آلة السمسمية في بورسعيد مع الصناع التي باتت مهنتهم مهددة بالانقراض، والتقت مستخدميها من العازفين والمطربين والباحثين.

السمسمية لها أنواع ثلاثة بحسب حجمها والدولة التي تستخدم فيها.. هكذا يبدأ محمد غالي صاحب الورشة، الذي قال إن عدد أوتارها تختلف بحسب استخدامها فهي آلة كانت تنتج ليتم توزيعها دوليا وخاصة السعودية من أكثر الدول إقبالا عليها في الماضي.

ورشة ومتحف 
ويضيف «غالي» أن له معرضا حافلا بالمقتنيات التي تشير إلى التاريخ الذهبي لفن السمسمية عبر الحقب التاريخية المختلفة وتطوراتها عبر التاريخ.

ويكمل: «لقد أحببت السمسمية فكانت نقطة البداية لإبداعي فيها وخاصة أنني احترفت تصنيعها مع فريق العمل معي في هذا المكان المزدحم بالنماذج المختلفة منها، فمنها ذات الحجم الكبير يطلب للدول العربية وخاصة المملكة العربية السعودية والحجم الصغير لتعليم النشء، كما أنني لم أقف عند هذا الحد الذي ذاع صيته في وقت كنا نعمل ليل نهار لسد الطلبيات منها فصنعت أيضا الحجم الثالث الجلدي وكذا الصغير جدا بحجم الميداليات التي تهدي لآخرين».
 
وأوضح أنه قد قام بتصنيع كافة الأنواع التي تلبي احتياجات السوق بها حسب الطلب والخامات وتكون الأسعار على حسب المطلوب.. فكلما كان المطلوب سمسمية مصنوعة من الخشب ذو جودة عالية وعدد الأوتار أكثر يكون سعرها أغلى، مؤكدا أنه يصنع حسب الطلب بالتكلفة الفعلية للمواد الخام مع هامش ربح غير مغال فيه وذلك حبا في انتشار هذا الفن الموروث الشعبي العراق».

وعن أسعارها يقول غالي: «">سعر السمسمية الجلد ٢٠٠ جنيها والخشبية ٥٠٠ جنيها في الطبيعي فإذا أراد صاحبها زيادة عدد الأوتار أو تغيير نوع الخشب فيتحمل أي زيادة يطلبها»، مؤكدا أنه يأمل أن تعود لمهنة إلى سابق عهدها كفن راق يسمعه الجميع. 

فن الضمة
يقول محمد صديق باحث في التراث والموروث الشعبي البورسعيدي إنه ">تاريخ فن السمسمية يرجع إلى أول فرقة غنت للمقاومة الشعبية سنة 1956، لافتا إلى أن الفرقة القومية في عصرها الذهبي استعانت بالسمسية في احتفالات عيد النصر لمدة 11 عاما في الفترة من 1963 إلى 1974 وجابوا معها دول العالم.
 
ويشير إلى أن الأداء الجماعي يغلب على أغاني فن الضمة الذي يعتمد على ">السمسمية، ويسمح لأي شخص بالرقص دون معارضة ويندمج الموال مع أدوار الغناء، مشيرا إلى أن أغاني احتفالية الضمة تختلف من حيث سرعة الأداء الموسيقي وقوانين أخرى تراكمت عبر زمن وآخر، لتعلن حق هذا الفن الموروث في البقاء وتضمن مقاومته لكل فساد أخلاقي، واصفا: «في أي زمن فن الضمة سيظل حائط الصد والمدافع عن الكادحين ضد كل عوامل التغريب ومحو الهوية». 

وأضاف أن ">السمسمية تبرز كآلة مصاحبة ومعبرة، خاصة في ‏فترة التهجير إبان العدوان الثلاثي على بورسعيد إلا أن الضمة تأثرت بالتهجير، فبعد تفرق ‏مريديها وحفظتها من الصحبجية تواري فن الضمة و ظل الهاجس الوطني مسيطرا وازدهرت ">السمسمية تغني ‏أناشيد حلم النصر والعودة حتى جاء نصر أكتوبر وافتُتحت القناة للملاحة وعاد أهل ‏بورسعيد إلى ديارهم وعاودت الضمة مرة أخرى بمصاحبة ">ألة السمسمية .

واستمرت إلى يومنا هذا على الرغم من ما يسود الجو العام من محو الهوية وانتشار أغاني هابطة تساهم بشكل كبير في تغيير المناخ الثقافي لبورسعيد ف">السمسمية كانت المحرك الأساسي لتحرك الأهالي لمواجهة العدوان الثلاثي على بورسعيد ومحاربته بالأغانى الوطنية مثل بحروف من نور وحروف من نار.

وطالب المسؤلين بإقامة حفلات للسمسمية برعاية المحافظة والدولة في الحدائق العامة وتوفير نقابة لهم لدعمهم لأنهم يفتقدو ذلك وحتى لا يتم طمس الهوية لهذا الفن الجميل

دعوات رسمية
يقول محمد الدسوقي مستشار المحافظ للثقافة: "نقوم بالاستعانة بفرق ">السمسمية في الاحتفالات القومية للمحافظة لكونه فنا راقيا يرتبط بالانتصارات ويعبر عما في داخل الشعب من كراهية الاستعمار ويشجع المقاومة والانتصارات ويؤرخ تاريخ مجيد للمحافظة تحتفل بذكرى ٢٣ ديسمبر من كل عام".

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة