جمال حسين
جمال حسين


تطوير الريف المصري.. تجفيف لمنابع الإرهاب

جمال حسين

السبت، 30 يناير 2021 - 06:55 م

 

"قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ"، صدق الله العظيم.. لقد سيطرت هذه الآية الكريمة على تفكيري، وأنا أشاهد الرئيس السيسي يزف إلى المصريين، مبادرة تطوير الريف المصري التي اعتبرها، بصفتي أحد أبناء الريف أهم مشروع قومي لمصر على مدى تاريخها.


فمن غير المعقول الحديث عن المستقبل في مصر، دون ضمان توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة الاقتصادية والاجتماعية لأهلنا وأطفالنا في القرى الأكثر فقرًا والقرى الفقيرة والمتوسطة، وهم رقمٌ لو تعلمون عظيم يبلغ 58 مليون مصري عانوا على مدى عقودٍ من التهميش وغياب الخدمات والرعاية الصحية والتعليمية والثقافية.

 
كدت أطير فرحًا وأنا أستمع للرئيس السيسى وهو يقول: "هنغيَّر وجه القرى خلال 3 سنوات، وهنخوض معركةً تنمويةً جديدةً؛ بتطوير نحو 4500 قرية ستخضع جميعها لتطويرٍ عمرانىٍّ شاملٍ ينقل القرية المصرية إلى آفاق المستقبل، وينتشلها من براثن الفقر ومظاهر التخلُّف وأعراض الجهل، ويوفِّر لها حياةً كريمةً على أرض مصر الطيبة".

يقينًا، فإن مبادرة الرئيس السيسى لتطوير الريف المصرى تُعد ثورةً حقيقيةً طال انتظارها، تضع أرضيةً صلبة للحماية الاجتماعية، وسوف تُغيِّر وجه الحياة فى القرى التى عانت عقودًا طويلةً من العيش فى كنف الثالوث المدمر "الجهل والفقر والمرض"، وهو الثالوث الذى كان بصدقٍ بيئةً حاضنةً للإرهاب الأسود الذى عشنا ويلاته، خاصةً فى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى، عندما اهتمَّت القيادة السياسية بأثرياء عصر الانفتاح، وأهملت عن عمدٍ الريف، خاصةً فى صعيد مصر، وحرمته من أبسط مقومات الحياة الإنسانية؛ لتظهر خريطةٌ جديدةٌ هى خريطة الفقر فى مصر، ودقَّت ناقوس خطرٍ لم تلتفت إليه الحكومة ولا الدولة ولم تُعره اهتمامًا.


 خريطة الفقر  في مصر كانت تنذر وقتها بالخطر حيث أكدت أن أعلى نسب للفقر فى أسيوط وسوهاج 66%، وقنا 58%، والمنيا ٥٠٪؜ وأقل نسبةٍ فى بورسعيد 6,7 %، ثم الإسكندرية 11,6 %، و18% فى القاهرة وبسهولةٍ شديدةٍ تحوَّلت خريطة الفقر فى مصر إلى خريطةٍ للعنف والإرهاب والتطرُّف من الذين استغلُّوا  الفقر والبؤس والحرمان وضعف التعليم من أجل الانتشار والتمدُّد.. هناك في القرى الأكثر فقرًا ترعرع الإرهاب، ونجحت التنظيمات الإرهابية في استقطاب الشباب المُعطَّل والناقم وتجنيدهم مقابل مبالغ مالية؛ ليحملوا السلاح، ويرتكبون جرائم الإرهاب والترويع التى عانينا منها سنوات طويلة. 


كل نتائج الدراسات التى أعدتها مراكز البحوث؛ لبحث أسباب انتشار الإرهاب فى مصر، أكدت أن بيئة الفقر فى هى المصدر الأول لتجنيد الإرهابيين الصغار، وغسل عقولهم، واستغلال تسرُّبهم من التعليم أو ضعف تحصيلهم العلمى؛ من أجل استغلال طاقاتهم  في ارتكاب أعمال العنف والإرهاب، للانتقام من الدولة والمجتمع.


بالطبع هناك أسبابٌ متعددةٌ للعنف والإرهاب لكن الفقر عاملٌ مساعدٌ وأساسىٌّ لتوطُّن التطرُّف الذي يقود لاحقًا إلى الإرهاب.


وبصفتي قرويًا، عشتُ بنفسى شظف العيش فى قرى الصعيد، أعتبر أن مبادرة الرئيس السيسى؛ لتطوير الريف المصرى، ثورةٌ حقيقيةٌ ومن أهم المشروعات القومية للدولة في العصر الحديث لأن المبادرة تمس حياة عشرات الملايين من سكان الريف الذين ستتغير حياتهم وبيئتهم تغيُّرًا جذريًا بعد ثلاثة سنوات من الآن.


عندما يُعلن الرئيس، في ظل تداعيات فيروس كورونا التى تعصف باقتصاديات الدول الكبرى، عن مشروعٍ قومىٍّ بهذه الضخامة فى قرى مصر، ويرصد  له 500 مليار جنيه، فإن ذلك لا يُمكن وصفه إلا بأنه باكورة تطويرٍ معجزة فى محافظات مصر لا يُمكن إنكارها، كما أنه يبعث برسالةٍ واضحةٍ؛ مفادها أن استراتيجية الدولة المصرية تغيَّرت، وأصبحت تضع الإنسان المصرى فى صدارة اهتمامها، وتُؤمن بأن كرامته يجب أن تظل مصانةً.


مبادرة الرئيس السيسي لتطوير الريف المصري، تُؤكد  بما لا يدع مجالًا للشك، انحياز الرئيس الصريح والواضح للفقراء والأكثر احتياجًا فى مصر، وأن لديه إرادة وإصرار واضحين على توفير "حياة كريمة" لملايين الشعب المصرى فى القرى الأكثر فقرًا واحتياجًا، فى إطار الرؤية الاستراتيجية للدولة لتجفيف منابع التطرُّف والإرهاب والجريمة، وعدم توفير البيئة الخصبة لها، خاصةً فى قرى الصعيد، حتى لا تُصبح  خطرًا على السلام الاجتماعى والاستقرار السياسي.


مبادرة الرئيس تُمثِّل نقلةً نوعيةً في التنمية؛ لأن العشوائيات تُعد بيئةً حاضنةً للقتل البطيء حيث يجتمع المرض مع الفقر والجهل، ليتشكَّل بهذه الثلاثية "مثلث الموت" الذى يُعد قنبلةً موقوتةً، يُهدد خطر انفجارها أمن مصر القومي.


شكرًا سيادة الرئيس، وأتمنى أن تشمل باكورة المبادرة جميع قرى محافظات الصعيد. وتحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر.

وللحديث بقية..

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة